يبحث عنها فى سفرياته باعتبارها نموذجا للجمال والأمن والأمان والسلام الذي خلقه الله وأسكنه جنباتها، ومنحها النيل العظيم وأكرمها بأرض خصبة ولود ودود، تنبت الخير والنماء لأهل الأرض جميعاً،
حتى أصبحت قبلتهم يلجأون إليها وإلى خيراتها حين تضن الدنيا بخيراتها وتضيق عليهم الأرض بما رحبت يجدون فيها خزائن الأرض العامرة بالطعام والشراب وكل ألوان الخير. هذه هى مصر التى سطر سعد القرش سماواته السبع فى حبها وكانت فى قلبه يوم ارتحل إلى الجزائر والعراق والهند والمغرب وهولندا فقد اصطحب معشوقته مصر بين حناياه وراح يطوف بها ومعها عبر سموات تلك البلاد ناقلا لنا، ما تموج به من ثقافة ومثقفين وكتب وكتاب ومستشرقين ومستعربين وعينه الفاحصة المدققة، عين الروائى الذى يرى الجمال ويرصده فى كل شىء تمر عليه عينه، معبرا وساردا وواصفا مشاهداته بلغة عربية فيها جمال وفيها بهاء، وفيها روف وفيها عذوبة ـ تمضى بنا محلقة فى سماوات هذه البلاد متدفقة، عذبة، ورقراقة كماء نيلنا العذبة الرقراقة ومصر ماثلة فى عين سعد لا تفارقها طرفة عين وهو يعبر عن انطباعاته ومشاهداته لأراضى ومبانى وسماوات وأهل هذه البلاد بينما عينه وقلبه على قاهرة المعز. والمتأمل فى هذا الكتاب يفاجأ بلون جديد لم نألفه فى لغتنا العربية، حيث يبتعد السرد عن الوصف التقليدي للبلاد والعباد التي مرت عليها عين المؤلف، إذ جاءنا سعد بهذه الخلطة السحرية التى يمتزج فيها أدب الرحلات بنكهة روائية وقصصية ذات مذاق ونداوة وطزاجة لم نألفها من قبل ، فقد انتهج كاتبنا المبدع تقنية عالية فى سرده ووصفه بما جاء بها إلينا بما عهدناه فى أدبه وسرده من تلقائية قلبية محببة إلينا، تلقائية وسلاسة فى السرد تخلو تماما من أى زيف أو تصنع إذ راح يصور لنا مشركا قلبه وفؤاده مع عينه ما لا تقدر على رؤيته فى هذه البلاد الصديقة والمحبة لمصر وأهلها وآثارها وتاريخها القومي. وجاء وصفه وسرده فى إطار خصوصية ينفرد بها سعد فى عالم الرواية، فهو لا يقلد أحداً ولا يسير على خطا أحد من مشاهير هذا الفن السردى، لا يتماهى ولا يتشابه أسلوبه مع أى أسلوب آخر فله خصوصيته وله ذاتيته. الكتاب صادر فى مصر عن دار العين للنشر وحاز به سعد عن جدارة واستحقاق جائزة بن بطوطة لأدب الرحلة المعاصر من المركز العربي للأدب الجغرافي.
الكتاب :سبع سموات
الروائى: سعدالقرش
الناشر: دار العين
رابط دائم: