«الحياة إما أن تكون مغامرة جريئة.. أو لا شيء».. بنفس هذا المنطق الذى اتبعته الأديبة الأمريكية هيلين كيلر فى حياتها، يبحث أشرف عبدالباقى كل لحظة عن المغامرة ليطرق أبوابها سعيا لإمتاع الجمهور، وفى جمهورية التشيك فاجأه صناع مسرح العرائس بإمكانية تصميم عرائس لوجوه أبطال مسرح مصر، ومن هنا جاءته فكرة تقديم عرض عرائسي موجه للصغار لشخصيات عروضه وبأصواتهم استثمارا لنجاح التجربة مع الكبار.. فكان عرض «رجالة بلدنا».
العرض نتاج ورشة كتابة وأغنيات كتبها أيمن بهجت قمر ولحنها محمد يحيى وبإخراج لأشرف عبد الباقى، يدور فى إطار حدوتة بسيطة تتخيل شخصيات الأبطال الخارقين المحببة لدى الصغار فى نسيج درامى يسعون من خلاله لسلب ثرواتنا والسيطرة على كنوزنا، ولكن يتصدى لهم أبناء البلد أصحاب الشهامة والوطنية، وتدور الأحداث فى إطار غنائى جذاب.
التجربة راهنت على عدة مقومات، لعل أولها فكرة متابعة أحداث درامية لعرائس تحمل ملامح ممثلى مسرح مصر بعد ما حققوه من نجاح خلال السنوات الماضية.. ثانيا الإبهار والجاذبية فى تقديم العمل باعتباره منتجا فنيا فحينما تجلس فى الظلام بين مقاعد صالة المسرح تفاجأ بصعود الجزء الأمامى لخشبة المسرح تدريجيا بمصاحبة إضاءة وموسيقى مثيرة لتكتشف كمتلقِ وجود خشبة مسرح أخرى تحت الخشبة الأساسية، قام د. محمود سامى مصمم الديكور بتجهيزها لتصبح مسرحا كاملا بكافة تقنياته، وبديكور بسيط للحارة المصرية الأصيلة.. ثالثا وهو الأهم هو تقديم أكثر من 15 محركا للعرائس للوسط الفنى أغلبهم يمارسون عملية تحريك العرائس لأول مرة بعد أن خضعوا لتدريب طويل ومكثف على أيدى صناع العرائس التشيكيين، فخاضوا أكثر من 3 شهور فى معايشة العرائس التى يحركونها ليشعروا بدوافعها فتناسب إشاراتهم الجسدية طبيعة أفعالهم، ومنهم أحمد عقل، محمد أبو يوسف، كريم الوزير، إسلام يوسف، ضياء سليمان، محمد علي حسن، رضوي رشاد، هاني نبيل، هبة علي، ورنا شامل، و هناء سعيد وحنان عقل المسئولة الفنية عن ميكانيزم تحريك العرائس وصيانتها باعتبارها تختلف فى تقنياتها عن العرائس المتعارف عليها فى مصر، وبهذا لعب مسرح القطاع الخاص دورا جديدا فى تكوين فريق عمل جديد استطاع أن يكتشف ذاته بعيدا عن المهن التقليدية متجاوزا كل العقبات الإدارية فى مسرح الدولة.. ولأن التجربة مازالت تتحسس طريقها، فإنها بالطبع لا تخلو من سقطات بسيطة مثل بطء الإيقاع نتيجة طول الحوار، والتى حاول المخرج اختراقه بأغنيات راقصة لأبطاله بات مان وسوبر مان وسبايدر مان. ونظرا لما يسببه تقديم الحوار المسجل من افتقاد الحميمية والتفاعل الحى المعتاد فى العروض الموجهة للأطفال، فسيكون من الأفضل أن يتواجد فى كل عرض أحد أبطال مسرح مصر الحقيقيون مرتدين نفس ملابس الشخصية العروسة ليناقش الصغار فيما يدور من أحداث خلال العرض بشكل تشويقى أو أن يفاجئهم بدخوله لمشاركتهم مع الأبطال إحدى الأغنيات، وبهذا تتحقق الفائدة فى توصيل الرسالة للمتلقى وزيادة ارتباطه بالأحداث والأبطال.
رابط دائم: