رئيس مجلس الادارة

أحمد السيد النجار

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

فى «درب سعادة» : قلم الحفظ.. اسم على غير مسمى!

مجلدات القضايا عرضة للتلف و الضياع - و بعضها فى الفناء الخارجى
فى شارع جانبى باتجاه »درب سعادة« خلف محكمة باب الخلق، يقع »قلم الحفظ« الخاص بمحكمة جنوب القاهرة ، وهو مبنى مكون من طابق واحد بالاضافة الى الطابق الأرضي. يستقبلك بملفات وأوراق مكومة،

مربوطة فى حزم، منها المتراص على الارض، أو على دكك خشبية، فى فناء صغير، وبينما تدلف الى الداخل، تجد فى مواجهتك غرفة ذات سقف عال، تصل إلى عنانه أكوام من المجلدات المتربة، فى مشهد عشوائى لكل من يراه باستثناء الموظفين العاملين فى المكان. قلم الحفظ هو المكان الذى يتم فيه »حفظ« كل الدعاوى التى صدرت فيها أحكام قضائية. يتردد عليه يوميا العشرات من المحامين والمتقاضين، للحصول إما على الصور الرسمية من الأحكام والصيغ التنفيذية لها، أو شهادات بعدم وجود طعون على القرارات الادارية أو الأحكام القضائية، أو محضر الجلسات وجداول المحكمة، أى باختصار هو أرشيف المحكمة بكل ما تداولته ،بحيث يتم تقديمها لمن يهمه الأمر.

تدخل الغرفة لتجد »الموظف« جالسا وسط أكوام الورق والمجلدات المهترئة، ورائحة التراب الخانقة تملأ المكان. يبحث عن ملف دعوى قضائية تعود لثمانينيات القرن الماضي، بينما يغوص زميله بين الأرفف الخلفية ليستخرج مجلدا متآكلا، اصفرت أوراقه واختفى لونه بسبب طبقات التراب المتراكمة، ليقدم لمواطن آخر إجابة عن سؤاله. تغالبك الشفقة عند متابعة الموظفين الذين يدفنون رءوسهم ساعات طويلة يوميا فى مكان » غير آدمي« ، أقل ما يوصف به هو «المقبرة»!

أبديت دهشتى من أوراق السجلات المتهالكة، فمازحنى أحد الموظفين: « فى فئران هنا يا أستاذة«! ثم بدأ يتحدث جديا بأن القوارض قد أتت على الكثير من السجلات والدفاتر، التى يعود بعضها لخمسينيات القرن الماضي، أى مر عليها أكثر من ستين عاما، وتشمل تلك القضايا ، الدعاوى المدنية والتعويضات ، بينما تخزن قضايا الإيجارات والضرائب فى ممر الطابق الأول . وأضاف الموظف الذى يعمل فى «القلم» قبل ثمانى سنوات أن المبنى لا يسع المزيد من الملفات، مشيرا إلى أنه يتم نقل الملفات القديمة إلى مخزن داخل المحكمة المحترقة، حتى تتم إتاحة أماكن لملفات القضايا الجديدة، كاشفا عن أن الدعاوى الحديثة التى يعود عمرها لعشر سنوات ماضية، هى التى يوجد منها نسخ الكترونية على الكمبيوتر، أما فيما عدا ذلك، فلا يوجد سوى النسخة الورقية. سألته: ألم تطلبوا أن يتم توفير مكان لائق بعملكم، خاصة أن تلك الدفاتر تتعلق بمصائر ومصالح المواطنين، فأجاب مبتسما رغم يآسه: من نحن لكى نطالب،ومن سيسمع مطالبنا؟! الوضع هكذا منذ سنوات طويلة، واعتدناه!

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق