رئيس مجلس الادارة

أحمد السيد النجار

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

روسيا تمهد لنصر عسكرى فى سوريا

جميل عفيفى
هل تستطيع روسيا ان تنهى الازمة السورية وتحقق بتعاونها مع الجيش العربى السورى النهاية المطلوبة للتنظيمات الارهابية التى تقاتل على الارض السورية؟ سؤال مهم فى الوقت الحالي، مع التقدم فى العمليات العسكرية وتحقيق انتصارات عديدة على الارض ومحاصرة العناصر الارهابية فى العديد من المواقع بالتعاون مع الجيش السوري.

ربما بعد تصريحات دونالد ترامب حول روسيا يجعل الامر اكثر تفاؤلا بالنسبة للوضع العسكرى على الاراضى السورية، كما ان روسيا بدأت فى اتخاذ العديد من الاجراءات العسكرية المتعددة لإنهاء تلك المعركة فى وقت قصير، من خلال الدفع بحاملة الطائرت قبالة السواحل السورية وايضا نشر للصواريخ ومنظومات الدفاع الجوى لحماية القواعد العسكرية الروسية فى طرطوس السورية، كل ذلك دليل على ان روسيا تسعى الى انهاء تلك المعركة، والقضاء على التنظيمات الارهابية لتؤكد انها القوة القادرة على تنفيذ ما ترغب فيه، وانها لاعب اساسى فى النظام العالمى .

انتهاء عصر القطب الاوحد .. هذا ما ينطبق على النظام العالمى فى الوقت الحالى فبعد الدور الروسى الذى ظهر جليا فى الحرب على الإرهاب فى سوريا وتدخلها بشكل قوى فى منطقة الشرق الاوسط ودعمها للدول العربية من اى عمليات تفكك، وضرب الخطط الامريكية لإعادة تقسيم المنطقة.

من خلال مشروع الشرق الاوسط الموسع ووقوفها بجانب تلك الدول وخوضها حربا ضد الجماعات الارهابية المسلحة التى تدعمها القوى الكبرى لمواجهة الجيوش العربية وخوضها حربا بالوكالة.

لقد صنف بعض الخبراء ان روسيا عادت كقطب عالمى قوى مرة اخرى بعد ثورة 30 يونيو ودعمها للارادة الشعبية المصرية، ولمواجهة تنظيم الاخوان الإرهابي، فقد كانت روسيا على علم حقيقى بهذا التنظيم واستمراره فى السلطة لن يضر مصر وحدها بل إنه سيضر المنطقة بأسرها، وسيكون خطرا مباشرا على الامن القومى الروسى فيما بعد، وكانت تلك النقطة الفارقة فى نظام عالمى جديد لا يكون فيه احادية للقطبية تحرك فيه الولايات المتحدة الامريكية العالم كما تشاء، فهناك ايضا الجانب الروسى الذى عاد بقوة ليكون حائطا منيعا امام التطلعات الغربية لتدمير الشرق الاوسط.

السياسة الروسية الجديدة لن تفسح المجال مرة اخرى للولايات المتحدة الامريكية والدول الغربية للعبث بمقدرات شعوب الشرق الاوسط، فالجميع على ثقة ان الارهاب الذى طال الشرق الاوسط، فى الفترة الاخيرة ما هو إلا صنيعة غربية امريكية بالمقام الاول، وان التهديد سيطول الامن القومى الروسى هو الآخر نظرا لأن هناك الآلاف من الارهابيين منضمون لداعش وجماعات ارهابية اخرى فى سوريا والعراق وغيرها من الدول.

إن وجهة النظر الروسية فى حربها التى تشنها على مواقع تنظيم داعش الارهابى فى سوريا الهدف الاساسى منها القضاء على من يحملون الجنسية الروسية ويقاتلون مع التنظيم، ويتم ذلك عن طريق رصدهم باجهزة حديثة ببصمة اصواتهم وتوجيه الصواريخ الى مواقعهم من السفن الحربية او الغواصات او الطائرات الروسية التى تنفذ ضرباتها، وهذا الامر فى المقام الاول، بجانب ان الدولة السورية تمثل نقطة قوة بالنسبة الى روسيا بسبب موقعها الجغرافى وقدرتها فى المنطقة، وفى ظل التحالف العسكرى بين البلدين فإن روسيا تقف بجانب الدولة للقضاء على الارهاب وعدم تقسيمها طبقا للمخطط الغربي.

ان روسيا ترصد بمنتهى الدقة التعاون بين اجهزة الاستخبارات الغربية والتنظيمات الارهابية الموجودة على الارض السورية، فقد سبق واعلنت الولايات المتحدة تدريبها لجماعات معتدلة وتزويدهم بالسلاح والعتاد لمواجهة تنظيم داعش الارهابى فى سوريا، الا انه بعد عودتهم الى اراضيهم انضموا الى التنظيم الارهابى ، اذن فالولايات المتحدة فى هذا الوقت هى الداعم الاول لتلك الجماعات الارهابية على الارض، بجانب اسقاط انواع مختلفة من الاسلحة على تنظيم داعش وتعتذر لانه اسقط عليها بالخطأ وكان يجب اسقاطها على التنظيمات الاخري.

إن وجهة النظر الروسية تؤكد انه لا يوجد ما يسمى معارضة معتدلة تحمل السلاح فى مواجهة الدولة او الجيش الوطني، فكل الجماعات التى تحمل السلاح هى جماعات ارهابية تقف خلفها دول كبرى تسعى الى فرض الفوضى فى تلك الدول وبدعم مالى بلا حدود لتلك الجماعات.



إن روسيا تعى جيدا التهديدات التى ظهرت أخيرا فى منطقة الشرق الاوسط وهى على علم تماما ان ما يحدث فى المنطقة ليس له اى علاقة بالاسلام، وما يقوله افراد التنظيمات الارهابية بعيدة كل البعد عن تفسير الدين الاسلامي، فهدفهم واحد ودعمهم من دول تسعى الى إثارة الفوضى او تغيير الخريطة وتغيير توازنات القوى فى المنطقة لمصلحة الدول الغربية.

لقد استفادت روسيا خلال الفترة الماضية كثيرا من الاحداث، فاستطاعت بعد خوضها الحرب على الارهاب فى سوريا الى نشر أحدث منظوماتها العسكرية، وخاصة فى مجال الدفاع الجوى على الاراضى السورية، وكذا بواسطة القطع البحرية الموجودة فى البحر المتوسط لحماية عملياتها العسكرية التى تنفذها، بل إن التعليمات الجديدة بضرب اى هدف يهدد الطائرات الروسية خلال عملها.

ولو نظرنا الى مستقبل المنطقة فسنجد ان روسيا لن تتنازل عن هدف اولى وهو القضاء التام على التنظيمات الارهابية المختلفة على الاراضى السورية وليس تنظيم داعش فقط وهو الامر الذى اثار الغرب كثيرا، ووضعت لذلك فترة زمنية ومن المتوقع ان تنجزها فى الوقت المحدد بناءً على العمليات العسكرية التى تنفذ على الارض.

كما ان روسيا لن تقف مكتوفة الايدى فى المستقبل فى اى حسابات جديدة ستتم فى المنطقة دون ان يكون لها رأى قوى وفاعل و بخاصة فى القضية السورية، فلن يحدد مصير الادارة السورية الشعب فقط وليس الدول مهما تكن قدراتها وقوتها. من اللافت للنظر ان روسيا كشرت عن انيابها فهى لا تخضع ولن تخضع لاحد فهى قوة عظمى ودخولها المعركة على الارهاب استطاع ان يقلب الموازين مرة اخرى وستكون ردودها تجاه اى عمل عسكرى ضدها عنيفا ، كما انها توجه العديد من الرسائل للدول الداعمة للارهاب بأن تتوقف عن الدعم لان الفكر الاستراتيجى الروسى يسعى لحماية أمنه القومي.

[email protected]

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
 
الاسم
 
عنوان التعليق
 
التعليق
  • 1
    wiseman
    2016/11/21 06:09
    0-
    4+

    برافو سوريا
    برافو سورية التعاون الكامل مع روسيا بعد خسارة المجموعه الخبيثة بقيادة اوباما في الانتخابات الأمريكية . و أكيد في المستقبل القريب ستكون محاولات اخرا لزرع الفتن في العالم العربي.... ربنا يحمي العرب و يحمي مصر .....
    البريد الالكترونى
     
    الاسم
     
    عنوان التعليق
     
    التعليق