مع فوز دونالد ترامب برئاسة أمريكا، غمرت مشاعر الارتياح والتفاؤل بل والفرح، بعض الدول العربية بشعوبها ونظم الحكم فيها،
وهى الدول التى طالتها واستهدفتها عواصف وأنواء الربيع العربى الهوجاء، الذى قدرت أضراره بنحو 600 مليار دولار، حسب ما قالته الأمم المتحدة، وكل ما حدث من كوارث ومحن سيسجلها التاريخ بأحرف حالكة السواد، كان فى عهد الرئيس المنصرف باراك أوباما ووزيرة خارجيته الخاسرة كلينتون، وتحت بصرهما وبرعايتهما، لذا فكم كانت ثورة 30 يونيو 2013 فى مصر كابوسا ثقيلا مخيبا لآمالهما!!،، والسؤال: هل سينجح ترامب فى تحقيق وعوده الانتخابية، وفى إدارة شئون الولايات المتحدة الأمريكية القوة العظمى فى العالم، وتحمل مسئولياتها الجسام، وذلك بعد أن يتسلم مقاليد الرئاسة فى يناير المقبل خاصة مع أعمال العنف والتظاهرات الرافضة له والموقف الإعلامى المنحاز المناهض له طوال الحملة الانتخابية!؟
قطعا هناك من يشكك فى نجاحه عملا بالمثل الشعبى القائل «الخطاب يقرأ من عنوانه»، وقد نسوا أو تناسوا أن أمريكا دولة مؤسسات، تلعب هى والمستشارون المقربون من الرئيس ووسائل الإعلام دورا كبيرا فى توجهه فيما يتعلق بالسياسات والقرارات المهمة التى سيتخذها.
بينما يعتنق البعض الآخر مثلا آخر، ربما هو حكمة حوارية تدور بين شخص وآخر حول فلان: هل تعرف فلان؟ نعم أعرفه، هل عاشرته؟ لا... وجاء التعليق: إذن أنت لا تعرفه.
وهناك أمثلة لوقائع ومواقف حية تؤيد ذلك (مع الفوارق فى الوقائع والمواقف والشخصيات)، فلعلنا نتذكر الفرحة الغامرة للسيدة جولدا مائير الزعيمة الإسرائيلية الشهيرة وقولها بعد وفاة الرئيس الراحل جمال عبدالناصر رحمه الله «إن مصر تولى أمرها رجل ليس لديه خبرة سياسية تنفيذية قيادية، رجل غير قادر على اتخاذ القرارات!»، وكانت تعنى بذلك الرئيس البطل أنور السادات، وخاب ظنها وتحطمت آمالها إذ كانت فترة حكمه حافلة بالقرارات المصيرية التاريخية العديدة، المتوجة بقرار شن حرب أكتوبر المجيدة 1973، التى زلزلت الكيان الإسرائيلى بأسره، وأذهلت العالم أجمع!!
جلال إبراهيم عبدالهادي
مصر الجديدة
رابط دائم: