رئيس مجلس الادارة

أحمد السيد النجار

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

مصر والشرق الأوسط والإدارة الأمريكية الجديدة

واشنطن - نيويورك - عـزت إبـراهيم
الرئيس السيسى وترامب فى اول لقاء بينهما في نيويورك سبتمبر الماضى
كان فوز دونالد ترامب برئاسة الولايات المتحدة أقرب إلى المستحيل وكان كثيرون فى الإعلام الأمريكى والعالمى وفى أوساط النخب السياسية يرون ترشيحه مجرد نزوة عابرة لرجل فى السبعين من العمر يمتلك المليارات ويريد أن يشغل حيزاً من الإهتمام مثلما اعتاد فى الحياة الأمريكية.

فاز ترامب بالرئاسة، فأربك حل حسابات السياسة الأمريكية والعالمية وبدل وجه السياسة فى واشنطن لمدة أربع سنوات قادمة واضطرت كبريات الصحف الأمريكية إلى الخروج بعناوين عريضة تقول «نظام سياسى جديد».. بالفعل القادم من متغيرات فى العاصمة الأمريكية كثير وكثير حتى لو قال بعض المحللين فى عالمنا العربى الجملة التقليدية «أمريكا دولة مؤسسات».

نعم هى دولة مؤسسات ولكنها فى لحظة إنقسام سياسى غير مسبوق بين اليمين واليسار وبين المحافظين والليبراليين وبين أغلبية بيضاء غاضبة وأقليات عرقية ودينية حائرة. الرئيس الأمريكى يترك بصمته على عمل الإدارة بحكم ترأسه السلطة التنفيذية وهيمنته على السياسة الخارجية وفى حالة دونالد ترامب أمامه نحو عامين كاملين فى ظل «حكومة موحدة» يسيطر فيها الجمهوريون على الرئاسة والكونجرس بمجلسيه الشيوخ والنواب حتى إجراء إنتخابات جديدة للتجديد النصفى فى المجلس التشريعي، وهى فترة يمكن أن يفعل فيها الكثير من التغييرات بشروط أهمها إختيار فريق عمل كفء ومتجانس ويمكنه صياغة رؤية داخلية وخارجية تتناسب مع تصريحاته أثناء الحملة الإنتخابية الساخنة. فى بعض القضايا سوف يتجه ترامب إلى تسويات مثلما يفعل اليوم فريقه للشئون الداخلية بشأن برنامج الرعايا الصحية الذى تبناه الرئيس الحالى باراك أوباما حيث ينتظر أن يتنازل عن بعض تشدده ومطالبته بإلغائه. كما ينتظر أن يفكر ملياً قبل المضى فى إجراءات صادمة فى حق المهاجرين والمقيمين بشكل غير قانونى فى البلاد وإن كان يعلم جيدا أن جزءا يسيرا من شعبيته فى الحملة الانتخابية هو نتيجة التشدد فى قضية الهجرة إلى الولايات المتحدة فهو يقول اليوم أنه متمسك بإقامة السور على الحدود مع المكسيك إلا أنه فى أحدث حواراته التلفزيونية أبدى مرونة عندما قال انه ربما يقبل بإقامة جزء من السور فى صورة «سياج» أمنى وهو ما أعتبرته وسائل الإعلام تنازلا عن موقف سابق. فى جميع الأحوال، فريق العمل المرشح للعمل مع ترامب من واقع ما ينشر عن تدابير المرحلة الإنتقالية يثير ضجة داخليا ومخاوف خارجية بسبب الخلفية السياسية والثقافية لأسماء محسوبة على اليمين الأمريكى ولديهم مواقف حادة من قضايا الأمن الداخلى والهجرة والحرية الجنسية والتعليم. فى التعامل مع العالم الخارجي، يبرز من فريق السياسة الخارجية والأمن القومى أسم الجنرال مايكل فلين Michael Flynn وهو رئيس سابق للمخابرات العسكرية وتمت إقالته بعد إنتقاده سوء إدارة المعلومات فى الحرب على الإرهاب أمام أحدى لجان الكونجرس ومن يومها وهو يكرس كتاباته ومشوراته السياسية على ضرورة اصلاح ما أفسده الديمقراطيون فى السنوات الثمانى الماضية خاصة ما يخص تداول المعلومات الإستخبارية بشأن جماعات الإرهاب حيث يشدد على وجود ستار او حاجز فى واشنطن يمنع تدفق المعلومات فى الإتجاهات الصحيحة لوجود روابط بين شخصيات نافذة وبين أشخاص ودول تدعم جماعات متشددة فى الشرق الأوسط. وبات منصب مستشار الأمن القومى محسوما للجنرال فلين ليصبح الرجل الأقرب إلى أذن الرئيس ضمن تعيينات سياسية خاصة بالبيت الأبيض ولا تحتاج إلى تصديق مجلس الشيوخ عليها.

وتعرض «الأهرام» دراسة شارك فى إعدادها الجنرال فلين فى مركز لندن لبحوث السياسات بواشنطن وتم تعديلها عدة مرات فى الشهور الأخيرة ورفعت إلى حملة المرشح ترامب فى وقت سابق وحسب معلومات حصل عليها «الأهرام» من المتوقع أن يحصد من كتبوا تلك الدراسة على ما بين ٤ إلى ٥ مواقع فى الإدارة الجديدة وهى تتطرق إلى إقامة منظمة جديدة تجمع دول الخليج والبحر الأحمر من أجل مواجهة المخاطر المحدقة بالمنطقة بعد تفشى ظهور ميلشيات إسلامية مسلحة فى مقدمتها تنظيم داعش فى مظهر القوات العسكرية المنظمة والتى نجحت فى الإستحواذ على مساحات شاسعة من الأراضى فى كل من سوريا والعراق فى لحظة إضطراب إقليمى عظيمة.

ويرجع فريق السياسة الخارجية للرئيس المنتخب أسباب توسع مكاسب تنظيم داعش إلى المواقف المضطربة للإدارة الأمريكية وعدم قدرتها على تحديد هوية العدو فى الشرق الأوسط ويرى الفريق المعاون لترامب أن العدو الأول للولايات المتحدة وحلفاءها فى المنطقة العربية هو التنظيمات الراديكالية التى تهدد كيان الدول ولا يجوز أن تراوغ واشنطن فى التعامل مع ظاهرة تنظيمات الإسلام السياسى وتصنف وفقا لمعايير مختلة تلك التنظيمات إلى معتدلة وأخرى متشددة أو متطرفة لأن المعين الفكرى واحد لكل تلك التنظيمات.

ومن ثم، يركز فريق ترامب على محاصرة نفوذ جماعة الإخوان المسلمين ونشاطها الدولى حيث يتوقع أن يتحرك مشروع قرار إعتبار الجماعة تنظيما إرهابيا قريبا فى ظل دعم ملحوظ من الجمهوريين وعدم رغبة فى معارضة التوجه فى صفوف الأقلية الديمقراطية. كما يعرض «الأهرام» أيضا لأحدث كتب مستشار الأمن القومى القادم الجنرال مايكل فلين وهو بعنوان «ساحة المعركة» وأطلقه فى غمرة الحملة الإنتخابية إلا أنه يكتسب أهمية خاصة اليوم بعد إقتراب تبنى ترامب لكثير من الأفكار الواردة فيه.




ومن أجل أن تكتمل الصورة، توجه «الأهرام» إلى أسماء معروفة فى واشنطن لرصد ملامح الصورة فى الشرق الأوسط وقدرة الولايات المتحدة على بناء مسار جديد من عدمه فى الشهور القادمة. فكان اللقاء الأهم مع دينامو معهد لندن إيلى جولد Eli Gold حيث تحدث عن مستقبل سياسات ترامب فى الشرق الأوسط وطريقة التعامل مع ملف الإخوان المسلمين فى الكونجرس وفى أروقة الخارجية واجهزة الإستخبارات بعد أن أوصلت سياسات الإدارة الحالية تجاه الجماعة أطرافا عديدة متصلة بدوائر الأمن القومى إلى الحديث عن إختراق كبير من أنصار وممولى الجماعة للإدارة الديمقراطية ووجود عناصر موالية لها فى دوائر مؤثرة. وفى حوار مع السياسى المخضرم دنيس روس Deinss Ross المبعوث السابق للسلام فى الشرق الأوسط والباحث فى معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى يتطرق إلى ضرورة دعم مصر سياسيا وعسكريا من جانب الإدارة القادمة ويرى روس، الذى عمل مع إدارات حمهورية وديمقراطية فى السابق، أن مصر ركيزة أساسية من ركائز صنع السياسة الأمريكية فى الشرق الأوسط وهو ما لم تلتفت إليه الإدارة الديمقراطية الحالية رغم ما تمثله مصر من أهمية فى المنطقة. وفى مواجهة مع ستيفن كوك Steven Cook الباحث فى مجلس العلاقات الخارجية الأمريكى وأحد أبرز المتخصصين فى الشأن المصرى توجهنا إليه بأسئلة حول مقاله الأخير المثير للجدل واللغط فى دورية فورين أفيرز Foreign Affairs التى تصدر عن المجلس وهو أكثر مراكز الأبحاث ثقلاً ونفوذاً أمريكياً وعالمياً، ودار نقاش ساخن عما جاء فى مقاله من كيل للاتهامات للسلطة الحالية فى مصر.

 

 

دنيس روس المبعوث الأمريكى الأسبق وخبير شئون الشرق الأوسط بمعهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى لــ «الأهرام»: 

مصر تحتاج إلى دعم عسكرى أكبر لمواجهة الإرهاب.. وأتوقع أن يوفر ترامب مساندة سياسية واقتصادية كبيرة

 

 

يعتبر دنيس روس الخبير فى معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى من الشخصيات التى حظيت بقرب ملحوظ من الديمقراطيين والجمهوريين على حد سواء وعمل مع إدارات بوش الأب والأبن وبيل كلينتون مبعوثا لعملية السلام لسنوات

وبحكم مكانة مركز واشنطن المدافع عن المصالح الإسرائيلية فى العاصمة الأمريكية وأحد ركائز الدفاع عن قوة العلاقات الأمريكية-الإسرائيلية لأكثر من ثلاثة عقود، تكون رؤية دانيس روس مهمة لمعرفة توجهات فريق بعينه على الساحة فى واشنطن ممن يعنيهم فى المقام الأول ضمان علاقات قوية بين الولايات المتحدة وإسرائيل والحفاظ على إتفاقيات السلام الموقعة مع الدول العربية وفى مقدمتها مصر. لم يكن روس مختلفا عن المقربين من المعسكر الديمقراطى فى صدمتهم من نتيجة الإنتخابات الرئاسية وعبر عن دهشته من عدم وجود رؤية متماسكة للرئيس المنتخب إلا أنه أقل تشاؤما من غيره بشأن المرحلة المقبلة حيث يرى أن المؤسسات الأمريكية لا تهتز لمجرد إنتخاب شخص مختلف عليه للبيت الأبيض ويتوقع ظهور استراتيجية للتعامل مع قضايا المنطقة بشرط أن تلعب مصر فيها دورا رئيسياً.




فإلى نص الحوار:


السيد روس: دعنا نبدا مباشرة بما يعنينا نحن، العلاقات الثنائية بين الولايات المتحدة ومصر بعد إنتخاب ترامب من وجهة نظركم وأنتم تمثلون ركنا مهما فى واشنطن كيف ترى مستقبل العلاقات خاصة أن كثيرا من الحلقات النقاشية بعد الإنتخابات لم تتطرق إلى مصر كثيراً؟

اللقاء بين المرشح الجمهورى والرئيس عبد الفتاح السيسى فى نيويورك قبل شهرين يحمل أهمية خاصة وكان خبراً جيداً ، على الرغم من أن موقف الرئيس المنتخب يبدو غير واضح فيما يخص مسألة المساعدات التى تقدمها الولايات المتحدة لبلد كبير مثل مصر حيث أنه لا يقف فى صف المساعدات الخارجية بشكل عام. وأعتقد أنه من المهم أيضا أن يفهم ترامب أن مصر بلد يمثل «ثقلا ضخما» فى منطقة الشرق الأوسط وأن استقرار مصر هو أمر يهم الولايات المتحدة وهو مصلحة أمريكية مباشرة وأن ما يحدث فى مصر يترك تأثيرا على سائر المنطقة. والمهم أيضا أن يتفهم الرئيس المنتخب أن واشنطن لديها مصالح هائلة Enormous Stake فى مصر وسياسته يجب أن تعكس تلك الأهمية. وحتى تلك اللحظة لا أستطيع تحديد مواقف الرئيس المنتخب.

هل تستشعر تأثيرا سلبيا لرسائل متناقضة فى خطاب أو السياسات المطروحة من جانب ترامب..؟

ربما يكون الأمر كذلك. وربما تسير الأمور على خلاف ما جرى فى الحملة الإنتخابية وربما يخرج برؤية واضحة خلال الفترة الإنتقالية التى تسبق دخوله البيت الأبيض فى شهر يناير المقبل. وربما يمكن أن نحكم قليلا على معالم السياسة الجديدة للرئيس ترامب من نوعية المستشارين فى الإدارة الجديدة وكبار المسئولين مثل وزير الخارجية. ولو قام بتعيين شخصيات تتسم بالجدية والعمق فى الإدارة ربما ستعكس مواقف قوية.

رسائل الرئيس المنتخب ترامب فى اتجاهات متعددة، فهو يتحدث عن دعم مصر فى مكافحة الإرهاب فى شبه جزيرة سيناء وهو ينتقد بعنف مواقف الإدارة الأمريكية الحالية تجاه محاربة الإرهاب.. هل نحن أمام رجل سينخرط أكثر فى الشرق الأوسط أم سيعلن خروج القوى العظمى الأولى عالميا من الورطة الحالية؟

رغم أن ترامب قال مرارا أنه يرغب فى الخروج من الشرق الأوسط إلا أن التجارب السابقة تقول أن المرشحين يغيرون مواقفهم عندما يواجهون قرارات صعبة وهم فى موقع القيادة فى البيت الأبيض إلا أننى اقول مجددا أن النتيجة النهائية لأى موقف حرج أو أزمة إقليمية ستعتمد بالأساس على مسئولى الإدارة ومستشارى الرئيس ترامب. فالمنطقة فى مرحلة تقلبات كبيرة، الفلسطينيون منقسمون والإيرانيون يطمحون لتوسعات إقليمية تلبى طموحاتهم وحلفاء الولايات المتحدة التاريخيين سواء إسرائيل أو السنة العرب فى احتياج إلى أمريكا القوية أكثر من أى وقت سابق. من أقواله انه من السهل أن تعلن مواقف أثناء الحملات الانتخابية إلا أن الأمر يختلف عندما نأتى إلى صناعة السياسات والقرارات.

‬ما هى الرؤية للتطورات فى مصر؟ وما هو حجم الدعم الممكن للحكومة المصرية من الإدارة القادمة؟

هناك تطورات إيجابية منها إتفاق دعم برنامج الإصلاح المصرى وإن كان هناك الكثير يستوجب عمله من أجل وضع خطة طويلة المدى لإنعاش الإقتصاد المصرى ومقياس تحرك الإدارة هو درجة استعدادها للتحرك مع الدول الأوروبية ودول الخليج لدعم الإقتصاد المصرى فى المستقبل. وأنا سعيد أنه يريد دعم مصر فيما يتعلق بمواجهة الإرهاب ومصر تستحق دعما أكبر بالفعل ولكن مصر تستحق ما هو أكثر بكثير فى ظل الأوضاع الراهنة.

‬ الرئيس المنتخب يركز على مواجهة «أيديولوجية» المتطرفين فى الشرق الأوسط ويرى مساعدوه أن هناك حرب أفكار يجب على أمريكا والحلفاء المعتدلين أن يخرجوا منها منتصرين. ما هى الأخطاء التى وقع فيها الديمقراطيون فى مواجهة تنظيم «داعش»- من وجهة نظرك؟

واحدة من الأخطاء التى وقع فيها الديمقراطيون هو عدم قدرتهم على رؤية أن هناك عوامل متنوعة أدت إلى ظهور تنظيم داعش وصعوده فى السنوات الأخيرة بما فيها الصورة الذهنية السائدة أنه لا يوجد من يقوم بحماية السنة ومسألة استخدام إيران للميلشيات الشيعية فى سائر أنحاء المنطقة وهو ما خلق فراغا كبيرا. وأقدم تنظيم مثل «داعش» على شغل هذا الفراغ وجعل للتنظيم شعبية. وخطأ إدارة الرئيس باراك أوباما أنها لم تأخذ الخطر الإيرانى بجدية كافية وهناك خطورة فى عدم تقديم دعم ومساعدات عسكرية كافية لمصر حيث كان من المفترض أن تحصل مصر على مساعدات تكفيها لمواجهة خطر الجماعات الإرهابية.

فى تلك الحالة، ماذا يمكن أن يقدم الرئيس المنتخب لمصر بعد توليه السلطة..؟

أعتقد أن دونالد ترامب وإدارته القادمة سوف يقدمون مزيدا من المساعدات العسكرية لمصر. ورغم انه لم تظهر ملامح استراتيجية أكثر اتساعا تتضمن مكونات ساسية وإقتصادية لدعم مصر إلا انه يمكن توقع تطوير مثل تلك الاستراتيجية فى المستقبل. ورغم أننا لم نر مثل الاستراتيجية اليوم، لا يعنى ذلك أننا لا نتوقع حدوث تلك الخطوة.

كيف ترى العلاقات بين الأطراف الثلاثة الولايات المتحدة-مصر-إسرائيل فى الشهور القادمة..؟

جزء من السؤال هنا يجب أن يكون : هل تدرك الإدارة الجديدة فى واشنطن نوع التعاون «العملي» بين الأطراف الثلاثة ولا يقتصر الأمر فقط على مصر، بل هناك أطراف أخرى يتعين أن تفكر الإدارة فى شكل التعاون بينها وبين إسرائيل والأردن ودول الخليج. فهناك رصيد كبير يمكن للولايات المتحدة أن تبنى عليه. والسؤال الأهم الذى نحتاج الاجابة عليه: ماذا نريد أن نفعل فى المنطقة؟ وماإذا كان هناك أشخاص أكفاء فى الإدارة يمكنهم الإجابة على تلك الأسئلة ولكن الصورة غير واضحة حتى الأن.

إنتخاب ترامب يعنى تغييرا فى تركيبة الاعتماد على مراكز التفكير المعروفة فى واشنطن. كيف ترى شكل العلاقة بين نخبة مراكز الأبحاث التقليدية الواسعة الانتشار والتأثير وبين الإدارة القادمة؟

جانب من مهمة مراكز الأبحاث أنها تحاول أن توضح وتحاول أن تقيم الأوضاع كما هى فى الواقع وتقدم الخيارات الممكنة وتحليلات تفيد فى صناعة القرارات للإدارة الأمريكية ومواجهة المخاطر القائمة وتلك هى قيمة مراكز التفكير المنتشرة فى واشنطن. بعض المراكز يكون لها أفضلية عن مراكز أخرى وتقدم مسئولين للإدارة الموجودة فى البيت الأبيض. فليست المسألة مسألة أوراق عمل فقط ولكن تقديم الأشخاص أيضا.

هناك اتفاق واسع على أن الإدارة الحالية كانت تدعم جماعة الإخوان. هل تعتقد أن الجماعة قد فقدت دعما مهماً بخسارة هيلارى كلينتون الرئاسة؟

من وجهة نظري، لا أعتقد أن الإدارة الديمقراطية كانت تدعم جماعة الإخوان ولكنى أرى ان هناك حالة من «التناقض» فى مواقف الإدارة خاصة فيما يتعلق بدعم الرئيس عبد الفتاح السيسى وهو ما أدى إلى الإعتقاد السائد بين المصريين أن إدارة اوباما «لينة» فى التعامل مع الجماعة. وأرى أن الإدارة القادمة لن تكون «لينة» مع الجماعة. والتساؤل المطروح منى بشأن الإدارة الأمريكية القادمة هو عن مدى إنخراطها فى منطقة الشرق الأوسط فى الفترة المقبلة. وبدون الإنخراط الأمريكى الإيجابى فى المنطقة، فإن القدرة على مواجهة بعض المخاطر القائمة لن تكون على المستوى المطلوب.

‬ما هو دور مصر المتوقع فى المنطقة فى السنوات القادمة..؟

مصر بلد يقطنها ٩٣ مليون نسمة ولها تأثير تاريخى وثقافى ووزن ثقيل فى سائر المنطقة ومن هنا يجب ان ندرك أن مصر تحتاج إلى دعم امريكى قوى وأية استراتيجية جديدة للتعامل مع المنطقة وأية رغبة فى أن تنتقل المنطقة إلى مستوى أفضل، فإن العلاقات بين الولايات المتحدة ومصر يجب أن تكون دعامة رئيسية لتلك الاستراتجية. فلو أردت أن تكون الأوضاع أحسن حالا فى الشرق الأوسط، يجب أن تكون مصر فى حال أفضل بدورها.

 

 

بعد مقاله الأخير فى دورية «فورين أفيرز» .. مواجهة مع ستيفن كوك

 

يشكل مجلس العلاقات الخارجية الأمريكى واحدة من المنصات المهمة التى تروج للمصالح الأمريكية ويضم نخبة الفكر السياسى والعلاقات الدولية فى البلاد ويقدم نفسه بإعتباره مؤسسة غير حزبية وأهم ما يقدمه المجلس، فضلا عن استضافة الندوات والمنتديات،

هو دورية الشئون الخارجية الأولى فى العالم Foreign Affairs صاحبة التأثير الواسع والتى تترك مقالاتها تأثيرا فى كل الأوساط السياسية والإقتصادية والعسكرية أيضا وفى العدد الأخير تناول الباحث المتخصص فى الشئون المصرية ستيفن كوك الأوضاع الداخلية فى مصر بشكل مثير للجدل. ولأول مرة، تذهب «الأهرام» إلى مواجهة واحد من الكتاب المعروفين فى الشئون المصرية ومواجهته بما كتب فى حوار مفتوح بين الصحيفة الأكبر التى تأخذ صف المصلحة العليا وبين باحث شهير فى اكبر مركز أبحاث على مستوى العالم من أجل استجلاء المواقف وتصويب ما يمكن أن يكون خروجا على الموضوعية فى كتابات تنال إنتشاراً واسعاً وتؤثر على الموقف الخارجى من الأوضاع الداخلية. يمثل ستيفن كوك تياراً مهما على الساحة الأمريكية لابد من الإستماع إليه ومناقشته عن قرب..






‬ ستيفن، مقالك الأخير عن مصر ينظر إليه بإعتباره يتحامل بشدة على السلطة فى مصر التى تواجه مشكلات بالغة التعقيد، كما لو كنت لا تعلم بحجم المخاطر التى تواجه الدولة المصرية اليوم ويرى المؤيدون للسلطة السياسية بشكل عام أنك ضد ما يجرى فى البلاد على طول الخط. ما هو ردك؟

هذا ليس دقيق بالمرة، وهناك حالات عديدة لإنتقاد الإدارة المصرية من جانب باحثين فى واشنطن ولأننى بالتأكيد أتمنى لمصر أن تنجح فى تلك المرحلة وأن تحقق تقدما إقتصاديا وتنمويا كبيرا. وقد نشرت المقال فى عدد نوفمبر ــ ديسمبر وقد كان مقررا أن تنشر فى عدد سبتمبر ــ أكتوبر إلا أن إدارة المجلة رأت أن هناك بعض التساؤلات ومن ثم بتحريك المقال إلى عدد أول نوفمبر. ولو نظرت فى غرفتى ستجد الكثير من المقتنيات والملصقات المصرية. أنا لست مساندا للارهاب الدولي! وأرحب برد من الخارجية المصرية ومستعد للتعليق عليه فى «فورين أفيرز»

لكن المقال من البداية يشير إلى مقولة لأحد قيادات جماعة الإخوان الهاربين. وفى مواضع كثيرة تدافع عن الجماعة بطول المقال.. كيف تسقط من الحسابات ثورة شعبية وعنف شديد من جماعة خارج الدولة؟

نعم هناك مقولة لأحد قيادات الإخوان فى بداية المقال لكن هذا لا يعنى أننى أقول أن محمد مرسى كان يحكم بشكل ديمقراطي. وقد قلت فى المقال أن هناك أسباب لغضب المصريين من جماعة الإخوان بشكل واضح بعد أن أثبتوا- فى فترة وجيزة من تولى السلطة- عدم قدرة على القيام بمهام الحكم بشكل جيد.

تناول الجماعة وتاريخها فى مقالك الأخير، وفى مقالات أخرى شبيهة، يسقط من الحسبان الأفكار غير الديمقراطية التى قامت عليها جماعات الإسلام السياسى وبخاصة جماعة الإخوان.. نريد أن نعرف تصورات باحث معروف مثلك حتى لا ندور فى حلقات مفرغة معاً؟!

لا أنكر أن مصر لديها مشكلة حقيقية مع جماعات الإرهاب. وقد قلت فى السابق وفى كل أعمالى أن الجماعة تنظيم «سلطوي» و»طائفي». ومن مقالات نشرت مؤخرا تنتقدنى لدى مشكلة مع أصحابها فى اصدار احكام سريعة على ما أكتبه! من ناحية أخري، لا أجد من وجهة نظرى أن الأخوان هم الأصل لكل تلك الجماعات الأرهابية مثل الجماعة الإسلامية وبيت المقدس وغيرهم وإن كنت أرى المكون الأيديولوجى فى الجماعة وأعلم أن هناك اعضاء فى الجماعة دعوا إلى رفع السلاح وإلى تبنى ألأفكار المتطرفة ولا يمكن إنكار وجود التنظيم السرى .. لكن لو نظرت إلى أيمن الظواهرى زعيم القاعدة ستجد أنه يرفض الإخوان وهو ما يعنى وجود تنويعات للظاهرة!

أنت هنا لا ترد الظاهرة إلى أصولها.. أعنى ظاهرة الإسلام السياسى بشكل عام التى تمثل الإخوان العصب الفقرى لها؟!

أنا لا أضع كل الجماعات فى سلة واحدة.. فلا أرى داعش مثل النهضة فى تونس.. فهناك فروق بين كل تلك التنظيمات

ما قلته عن إستخدام السلطة السياسية فى مصر الإخوان ذريعة لإحداث قلاقل إقليمية أمر يجافى الحقيقة تماماً. فالدولة المصرية تدافع عن كيانها وعن تهديدات الأمن القومى وحماية لحدودها..؟

لم أقل أن الدولة المصرية تستخدم الإخوان أداة أو فزاعة إقليمية ولكن ما قلته أن هناك تركيزا على نزع الشرعية عن جماعة الإخوان أو قتل التنظيم. وربما لا يكون الأمر فى مصلحة مصر أو المصالح الأمريكية!

‫-‬ ما الذى يضير الدولة فى عدم التعامل مع الفروع الموالية للجماعة فى الدول العربية المجاورة حماية للامن القومي؟

أعتقد أن الأمر غريب بالنسبة لى لأن الإخوان موجودون على الساحة لمدة زمنية طويلة وقد سعى مبارك إلى إحتوائهم من قبل.. فالنخبة السياسية فى مصر لا تريد الجماعة وهو ما لا أستوعبه! وأنا لا أؤيد أى طرف على الساحة

كل تلك التنظيمات لا تريد شكل الدولة الحديثة.. كيف تستوعب ما لا يمكن استيعابه؟

أعتقد أن أى تنظيم يتبنى العنف وغير متسامح وسلطوى أو ضد المرأة وضد الديمقراطية عموما لا مكان له فى العملية السياسية الشرعية.

‬أعود مرة أخرى .. نحن نعرف من أدبياتهم عن مسلكهم السياسي؟

لا أختلف معك .. لكن مازلت أرى ان الإخوان حققوا نتائج فى الإنتخابات التشريعية، حتى لو تناقشنا فى شرعية الإنتخابات الرئاسية، وأرى أن التنظيم بات ضعيفا والأجهزة الأمنية على كفاءة عالية جدا ولكن مازالت مسألة الإنتخابات تطرح تساؤلات عن شعبية الجماعة (يقصد فى الأوساط الغربية).. وقد قلت من قبل ربما لو ألقيت القبض على كل الإخوان لن يهتم أحد ولكن لو ألقيت القبض على فصائل سياسية أخرى تلك هى المشكلة..

كيف تقول أن هناك «سياسات طائفية» عند التعامل مع الإخوان .. فهو إتهام غريب؟

مصر هى البلد الذى يقف ضد الطائفية فى العالم العربى والعالم ولكنها تقف فى معسكر واحد مع حكام مثل بشار الأسد

الأهرام: لا أرى مسألة الطائفية هنا فى علاقة الدولة بتنظيم الإخوان.. تلك مصالح عليا للدولة مثل أى دولة أخري

الأهرام: عموما الإنطباع السائد فى القاهرة أن كثيرا من دراسات مراكز الأبحاث ومنها مقالاتك لا تظهر أى شيء إيجابى فى مصر بعد ٣٠ يونيو.

هناك بالفعل إنتقاد للطريقة التى يرى بها المشتغلين بدوائر السياسة فى واشنطن الحالة المصرية. فى بعض الأحيان يكون التحليل ينتقل من مرحلة التحليل الموضوعى إلى مرحلة التأييد أو الإنحياز advocacy. ومن وجهة نظري، هناك إنتقاد لنخبة السياسة فى القاهرة ممن يرون أن لدينا «اجندة» أو حملة ضد مصر طوال الوقت. وبالفعل، هناك تطورات إيجابية حدثت فى مصر بعد تولى الرئيس السيسى الحكم والتطور الأخير الخاص بالإصلاح الإقتصادى مسألة بالغة الأهمية. لن يوجد فى واشنطن من يؤيد ١٠٠ ٪.

ما هو سر وجود الجماعة فى واشنطن؟

لا أعتقد أن الجماعة لها شعبية فى واشنطن وكانت هناك رغبة فى معرفة الجماعة بعد ٢٥ يناير ومازال الناس متشككين هنا فى التنظيم.

كيف نضيق تلك الفجوة بين السلطة أو الحكومة فى مصر وبين مراكز الأبحاث فى واشنطن؟

لا أعرف كيف يمكن أن يحدث مثل هذ التقارب لكن مراكز الأبحاث تقوم بعملها دون النظر إلى نتائج الدراسات.. ولكنى على إستعداد للدخول فى نقاش موضوعى بشأن ما أكتب عن مصر فلا توجد فى نفسى أى غضاضة أو عداء لأحد فى مصر ولست مؤيدا لأى جماعات ومن يعرفنى يعلم أننى أخر من يمكنه تأييد الإخوان! بالمقارنة بتركيا، توجد لدى مشكلات فى التعامل مع حكومة أردوغان ولكنى أشعر أننى لو توجهت إلى القاهرة سأكون فى أمان تام وربما لن يكون الأمر كذلك لو ذهبت إلى أسطنبول. مصر أعتبرها بلدا ثانيا بالنسبة لي.

الأوضاع فى واشنطن تبدو قد إنقلبت رأسا على عقب بعد إنتخاب دونالد ترامب.. كيف ترى التغيير؟

مازال الوقت مبكر للحكم على السياسة الخارجية للرئيس المنتخب وهناك بالفعل تغيير فى اللهجة بين مصر وأمريكا بعد مقابلة الرئيس السيسى للمرشح ترامب فى نيويورك قبل شهرين وسيكون هناك تغيير فى التعامل مع جماعة الإخوان بحكم أن المحيطين بالرئيس ترامب لديهم أراء حادة تجاه الجماعة. والغموض يأتى من عدم الإعتماد على مؤسسة السياسة الخارجية فى الحزب الجمهورى أو أن هناك شخصيات معروفة رفضت العمل معه.

الإنطباع العام أن هناك تركيز على محاربة الإرهاب وإهتماما أقل بحقوق الإنسان وربما مواجهة مبكرة مع إيران حول الملف النووى وإهتمام أقل أيضا بالعمل مع المعارضة السورية التى يشعر فريق ترامب تجاهها بشكوك.

هل مراكز الأبحاث المعروفة مثل كارنيجى وبروكينجز سيصبح دورها هامشيا لمصلحة مراكز محافظة وأهمها هيريتيج فاونديشن Heritage Foundation‪‬..؟

أعتقد ‪أن المسئولين الكبار فى إدارة ترامب لن يسعوا لمشورات كثيرة من مراكز الأبحاث ولكن الرئيس أوباما فعل الشيء نفسه بإستثناء تواصله مع المراكز فى واشنطن كثيرا أثناء الربيع العربي‬. ترامب لديه تصورات ضد مؤسسة السياسة فى واشنطن وهو يعتبر المراكز جزءا من تلك المؤسسة. أغلب المراكز لا تحصل على أموال من الحكومة وتمويلها من تبرعات الأفراد أو الشركات والإستثناء فى معهد السلام الأمريكى والوقفية الوطنية للديمقراطية NDI والأخيرة تدخل تحت بند المنظمات غير الحكومية.

 

 

إيلى جولد الخبير فى مركز لندن :

طريق قانون إعتبار الإخوان «إرهابية» ممهد فى الكونجرس

قدم مركز لندن لبحوث السياسات فى واشنطن إسهامات مهمة لحملة الرئيس الأمريكى المنتخب دونالد ترامب وعمل عدد من الباحثين الكبار فيه بالقرب من حملة المرشح الجمهورى على مدى عام ونصف العام وتكللت جهود المركز الذى أسسه الأكاديمى هربرت لندن، المهتم بتقديم أوراق سياسات ومشورات سياسية مباشرة للدوائر المعنية فى مراكز صناعة القرار واهمها الكونجرس، بعمل مستشار الأمن القومى القادم فيه قبل إختياره للعمل مع ترامب. ورغم حداثة عمر المركز بالمقارنة بمعاهد بحثية عريقة إلا أنه أصبح يمثل بؤرة إهتمام لم تكن متوقعة بعد فوز ترامب.

 إلتقت «الأهرام» الباحث إيلى جولد النائب الأول لرئيس المركز حول الحالة فى واشنطن والكونجرس بعد الإنتخابات الرئاسية والتوقعات بشأن الشرق الأوسط.



كيف ترى الطريقة التى ستتعامل بها الإدارة الأمريكية المقبلة مع الأوضاع الحرجة فى الشرق الأوسط؟

الإدارة الجديدة يجب أن تحدد من هم حلفاء الولايات المتحدة ولا تقوم بالتعامل مع التغيير فى الشرق الأوسط وفقا لأجندة «شخصية» مثلما حدث من الرئيس باراك أوباما فى التعامل مع الإيرانيين وعدم توفير الدعم اللازم الذى كان المصريون فى حاجة إليه. من وجهة نظري، المسألة اليوم إيلاء اهتمام أكبر للاستقرار فى الشرق الأوسط أكثر من صنع السلام ويجب العمل على مراحل من الإستقرار إلى صناعة السلام بعد الحالة الراهنة التى عليها المنطقة. ومصر هى الدولة التى يجب أن تقود فى اتجاه الاستقرار الإقليمي. وقد بدأت التحركات فى الكونجرس بإنشاء التجمع المصري-الأمريكى Egyptian‪-‬American Caucus فى مجلس النواب بعد سيطرة الجمهوريين ‪وبعد فوز الجمهوريين بالأغلبية فى مجلس الشيوخ سيتم الدفع بتمرير مشتريات الطائرات الأباتشى وحزمة المساعدات لمصر التى كانت موقوفة تحت رئاسة الديمقراطيين. وهناك مخاطبات إلى السناتور الديمقراطى باتريك ليهى للإفراج عن الصفقة والمساعدات ‬إلى مصر وكان رده أنه سيتم الإفراج عنها.




كيف سيساعد التجمع الجديد فى الكونجرس العلاقات الثنائية؟

التجمع الجديد يجب أن يدفع بقوة لدعم مشروع المساعدات وفى تقديم مزيد من الدعم لمصر بعد ٢٠ يناير المقبل وأعتقد أن القاهرة فى حاجة إلى أن تبذل جهدا أكبر مع الداعمين فى مصر بالكونجرس من خلال التواصل الشخصى معهم ووضع أجندة متقدمة تخدم المصالح المصرية فى واشنطن.

ما هو العمل مع تنظيم الإخوان على المستوى الداخلى والخارجى فى الفترة القادمة؟

أولا، يجب أن يتم تمرير مشروع قانون إعتبار الإخوان جماعة إرهابية، الموجود فى المجلس التشريعى منذ ثلاث سنوات، بعد إنعقاد الكونجرس الجديد سواء فى مجلس النواب أو الشيوخ. وفى حالة تمرير القانون ستوضع قيود على الجماعة فى الولايات المتحدة والجماعات المرتبطة بها أيضا والنظر فى الإعتبارات السياسية الخاصة بوجود جماعات خارجة من عباءة الجماعة.

كيف ستمضى الإدارة الجديدة فى ملاحقة الجماعات المتطرفة فى الداخل؟

هناك من يحاول الترويج فى الولايات المتحدة ان استخدام مصطلح «التطرف الإسلامي» يثير مشاعر المسلمين وقد حدث هذا الأمر من أحد الممثلين المصريين، يقيم فى كاليفورنيا، فى جلسة استماع بالكونجرس وقد كان الرد عليه أن استخدام المصطلح السابق يعنى أن هناك تمييزا بين الإسلام وبين المتطرفين الذين يسيئون للدين وهو ما يعنى أننى لا أقول ان هناك تعميما فى الإتهامات. ومع رفض الرئيس أوباما أن يتطرق إلى «الإسلام المسلح» Militant Islam فى مقابل المسلمين أدى الأمر إلى حدوث خلط لدى المواطنين العاديين فى الولايات المتحدة. الأمور واضحة بين من يرفعون السلاح بإسم الدين وبين المسالمين من أتباع العقيدة ومن المنتظر أن يحدد الرئيس ترامب التعريفات بوضوح من أجل القضاء على التعميم.

متى نتوقع صدور استراتيجية الأمن القومى الجديدة تحت رئاسة ترامب؟

نعم نتوقع صدور استراتيجية جديدة قريبا. ما حدث فى إدارة أوباما أن الأجهزة الأمريكية لم يكن مسموحا لها بملاحقة أناس بعينهم من المشتبه فيهم حتى لا يكون ذلك ضد مواطنين بأعينهم. وهو ما يعنى عدم القدرة على التمييز بين المواطن الصالح ومن يدبر شيئا ضد المجتمع. الإدارة الجديدة تعرف أهدافها جيدا وتعرف حلفاءها جيدا ولن تجد صعوبة فى تحديد مواقفها.

ماذا لو استخدمت الأقلية الديمقراطية حق المجادلة فى الكونجرس Filibuster لتعطيل تمرير مشروع تصنيف الجماعة؟

لا أعتقد أن الأقلية الديمقراطية سوف تقف ضد مشروع القانون فى الشيوخ وسوف أشعر بصدمة لو حاولوا استخدم وسيلة برلمانية وهى حق المجادلة. ومن الأمور الطبيعية فى الكونجرس أن يستغرق تمرير مشروع قانون سنوات ولكننا أخيرا أصبحت لدينا فرصة واضحة لتمرير مشروع القانون وقد كنا فى حاجة إلى رئيس جمهورى حتى نصل إلى صدور القانون.

 

 

 

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق
  • 3
    خلف عبد الرحمن ـ مستشار قانوني ـ أبوظبي
    2016/11/20 12:42
    1-
    1+

    العالم إلا قليل ضد ترامب !! "جزء ثالث"
    ومن هنا كانت الصدمة بل والمواجهة السياسية المحتملة بين الغرب والغرب مالم يتراجع ترامب،والشرق وعلى رأسه روسيا والصين سيكون مبتهجاً بكل تأكيد كما إبتهج الغرب عندما تفكك الإتحاد السوفيتي بفعل جلاسونست وبروترويكا جورباتشوف. لن ترض حكومات أوروبا ولن يرض الساسة التقليديين في أمريكا (ديموقراطيين وجمهوريين) بديلاً التحول عن النظام العالمي الجديد وجوهره (شرق أوسط جديد) وضع لبناته الأولى مهندس السياسة الخارجية الأمريكية (هنري كيسنجر) الذي قال أن حرب السادس من أكتوبر 1973 ستكون آخر الحروب التي تجتمع فيها الدول العربية،ومن بعده أستاذة الفوضى الخلاقة (كونداليزا رايس) ثم كانت هيلاري كيلنتون وزيرة خارجية أوباما في فترته الأولى والتي ألقت بثقلها بكل تبجح سياسي في ظل تشتت عربي لتوظيف جماعات الإسلام السياسي التكفيري على مختلف طوائفه (لا فرق بين معتدل ومتطرف) إنما هى مسميات إبتدعتها أمريكا لخدمة أهدافها في تهديد أنظمة الحكم العربية المناوئة لها وتفتيتها لمصلحة أمن إسرائيل،صنعوا داعش ومن قبله تنظيم القاعدة وتفككت السودان إلى دولتين وسقطت سوريا وليبيا واليمن في بحور من الفوضى بفعل (الضباب وليس الربيع العر
    البريد الالكترونى
    الاسم
    عنوان التعليق
    التعليق
  • 2
    خلف عبد الرحمن ـ مستشار قانوني ـ أبوظبي
    2016/11/20 12:38
    1-
    1+

    العالم إلا قليل ضد ترامب !! "جزء ثان"
    مما إعتبرها الكثيرين (شيفونية) منه،ولم يشاهد الشارع الأمريكي ترامب بعين النُخب السياسية والإعلامية داخل أمريكا وخارجها تلك النخب التي سقطت في وهم أن شخصية ترامب الهوجاء لن تكون محل قبول لدى الناخب الأمريكي،وفي إنحياز غير مسبوق تبارت أغلبية تلك النخب يدعمها إعلام مسعور بإظهار ترامب في صورة الرجل القادم من العصر الحجري ولن يستطيع تمثيل رجل الدولة، لدرجة أن أوباما قال أنه لا يتصور أن تكون الحقيبة النووية بيد هذا الرجل في تأييده المحموم لكيلنتون،وقد نسوا أو تناسوا أنه رجل أعمال (ملياردير) ناجح في إمبراطوريته الإقتصادية ولم يعرف الفشل حياته،إن رجل الشارع الأمريكي قام في صمت بتحليل هذه الشخصية المثيرة للجدل بعمق أروع من أي عالم نفسي وخرج بإنطباع أن هذا الرجل (ثائر) وأمريكا بحاجة إلى رئيس قوي (ثوري) ثم أذهل العالم وفعلها أمام الصندوق،وهكذا إنقلب السحر على الساحر فأمريكا راعية الإنقلابات والإغتيالات والضرب تحت الحزام لأنظمة حكم تخرج عن طاعتها تجد نفسها مع أصدقائها الأوربيين أمام تغيير (ثوري) بدون ثورة لم يكن في الحسبان
    البريد الالكترونى
    الاسم
    عنوان التعليق
    التعليق
  • 1
    خلف عبد الرحمن ـ مستشار قانوني ـ أبوظبي
    2016/11/20 11:14
    1-
    1+

    العالم إلا قليل ضد ترامب !!
    جاء فوز دونالد ترامب بمنصب رئيس أقوى دولة في العالم مفاجأة وصدمة كبرى للكثير من الدول والحكومات خاصة الحكومات الأوروبية الأقرب في توجهاتها السياسية إلى إدارة أوباما الرئيس المنتهية ولايته رغم الشد والجذب التقليدي بينهما على أولوية المصالح وليس التصادمي كما هو متوقع مع ترامب، وكان من المنتظر أن تكون هيلاري كيلنتون إمتداداً لسياسة أوباما خاصة وأنها كانت وزيرة خارجيته فترة ولايته الأولى،ولم يكن متوقع في أسوأ الإحتمالات نجاح ترامب بهذه النسبة (المُذلة) لكيلنتون،لحسم إستطلاعات الرأي بما يُشبه الإجماع النتيجة مقدماً لصالحها،وماظهرت عليه من حيوية وثقة لدرجة (الغطرسة) في المناظرات الثلاث التي أجريت قبل الإنتخابات وفي المقابل ظهر ترامب بصورة متواضعة بالإضافة إلى سلوكه المندفع في آرائه خلال حملته الإنتخابية لحد التهور أحياناً. وبنظرة ثاقبة إلى مزاج الشارع الأمريكي بأطيافه (لا نستثني أحد) البيض والسود والملونين نجد أنه بدأ يشعر بالملل من تقليدية الطبقة السياسية الأمريكية (ديموقراطيين وجمهوريين) على السواء،حيث تحول إلى تأييد جامح لترامب رغم الضجة التي أظهرها ضد الأقليات اللاتينية والمسلمين مما إع
    البريد الالكترونى
    الاسم
    عنوان التعليق
    التعليق