رئيس مجلس الادارة

أحمد السيد النجار

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

بريد السبت يكتبه - أحمد البرى:
سعــادة الحمــار!

أحمد البرى;
السعادة شيء نسبي، ولا توجد سعادة مطلقة في حياة كل مخلوقات الله سبحانه وتعالي، وتكمن فلسفة السعادة في أنها تنبع من الداخل، وتنعكس إلي خارج الإنسان في صورة أقوال وأفعال وأحاسيس ومشاعر، ويخطئ من يظن أنه يمشي في طريق تحقيق السعادة بمكاسبه المادية من جاه ومال وسلطان وقوة وكأنه ملك الدنيا بما فيها، فهذا التصور الخاطئ هو عين الضياع وشر الآثام، وللسعادة جانب مادي بما يتحقق من مأكل ومشرب وملبس وملذات جسدية حسية، وجانب آخر معنوي يتمثل في الشعور بالارتياح والرضا والسكينة والطمأنينة، أما الجانب المادي للسعادة فيأتي ويتحقق من خارج الفرد، وأما الجانب المعنوي فهو نابع من داخله..

 حيث الاستعداد والتهيؤ للقناعة والرضا بصرف النظر عن مدي الإشباع المادي الذي يتحقق من الظروف المعيشية البيئية، وكما يقال في المثل الشائع «الرضا لمن يرضي» فتحقيق السعادة ومفاتيحها في يد الإنسان إذا أراد أن يبعد عن نفسه شبح التعاسة والشقاء والتذمر والسخط علي حياته، وفي المثل المأثور السعادة هي «الرضا بالقليل والعمل بالتنزيل والاستعداد ليوم الرحيل»، وهنا تتحدد السعادة بالإيمان بقدرة الخالق والالتزام بتعاليم السماء والسير علي طريق الهداية والرشاد طمعا في السعادة المطلقة الأبدية في جنات عرضها السماوات والأرض أعدت للمتقين، «يا أيها الإنسان إنك كادح الي ربك كدحا فملاقيه»، وهذا يعني أن السعادة في العبادة بكل جوانبها من فرائض ومعاملات.
وسعادة الإنسان تلزمه بإعمال العقل والقدرة علي التمييز، وهذا ما فضله الله به عن سائر مخلوقاته، أما سعادة الحمار فهي محدودة في إشباع الجسم وتغليب الحس والشهوة مع إلغاء دور العقل، فليس هناك أجمل من نعمة العقل، ويصدق قول الشاعر:

«ذو العقل يشقي في النعيم بعقله..

.. وأخو الجهالة في الشقاوة ينعم»

وبعد ذلك يا أخي الإنسان عليك أن تختار في «فقه السعادة» نعمة العقل مع الجد، والعمل وإثراء حياتك بالمعاني الجميلة أو أن تستغرق في مستنقع سعادة الحمار والانغماس في الملذات الحسية.

د. يسرى عبدالمحسن
أستاذ الطب النفسي بجامعة القاهرة

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق