أنا مهندس ميكانيكا عمرى ستة وخمسون عاما،أعيش فى كندا منذ سنوات طويلة وأحمل جنسيتها، وقد شغلتنى الحياة فلم أتزوج، ولا أرغب فى الزواج من الخارج، ويغلبنى الحنين فى العودة إلى مصر نهائيا، أو التنقل بينها وبين كندا، وقد ظللت أرعى والدى ووالدتى الى أن رحلا عن الحياة، وتوفى أخى الوحيد فى حادث سيارة، ولى أخت متزوجة ومستقلة بحياتها، وصرت قلبا وحيدا لا أجد من تشاركنى حياتي، وتملأ علىّ الدنيا، وأجدنى فى لهفة وشوق إلى أن يكون لى ابن أو بنت، فأشعر بدفء الأبوة، وأكرس حياتى من أجل أسرتى الصغيرة، ولكن هذا الأمل يقتضى أن أتزوج من فتاة فى سن الإنجاب، ولا تزيد على أربعين عاما، ولم أجد بين من أعرفهن فى نطاق دائرة الجيران فى مصر من تناسبني، فلجأت إليك راجيا أن تساعدنى فى أن أجد قلبا يشاركنى حياتى.
ولكاتب هذه الرسالة أقول:
الزواج سنة من سنن الله عز وجل، فقال تعالى «ولقد أرسلنا رسلا من قبلك، وجعلنا لهم أزواجا وذرية، وما كان لرسول أن يأتى بآية إلا بإذن الله لكل أجل كتاب»، ويوجه رسول الله, صلى الله عليه وسلم الرجل الذى يود أن يتزوج بأن يكون متصفا بصفات مهمة، منها أن يكون ذا دين وخلق وأمانة، وإلا تحاشته الأسر التى يريد أن يتزوج منها، وعليه أن يختار زوجته، ولا ينبهر بجمالها ومالها إذا لم يكن مع ذلك دين يزين الجمال والمال، ويوجهه إلى تقوى الله ورضاه، فالزوجة الصالحة هى روح البيت، وإليها تسكن النفس، وبها تنتظم الحياة، حيث تربى أولادها على الفضيلة والحق والخير، كما أن فى أمانتها استقرار الحياة، وفى عفتها طمأنينة الزوج، وفى فضيلتها نجابة الأبناء وصلاحهم، وفى جمالها ونظافتها زينة الحياة والمتاع الحلال، فعليك أن تختار زوجتك على هذا الأساس، واسأل الله لك التوفيق والسداد.
رابط دائم: