رئيس مجلس الادارة

أحمد السيد النجار

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

رأت أن مصر ستظل حاضنة لنجاحات الفنانين العرب
إيناس عبدالدايم رئيس دار الأوبرا المصرية:غرس الموسيقى والتراث فى وجدان المجتمع سلاح شرس ضد الإرهاب

حوار : باسـم صـادق
بعد انتهاء فعاليات مهرجان الموسيقى العربية فى يوبيله الفضى، كشفت عازفة الفلوت المبدعة د. إيناس عبدالدايم رئيس دار الأوبرا المصرية أهمية ما تقدمه كتيبة الأوبرا - الأكثر تنظيما ومصداقية لدى الجمهور بين قطاعات وزارة الثقافة - للمشهد المصرى وعلاقته بالمجتمع العربى والدولى،باعتبار أن الموسيقى ليست ترفيها لجمهورها ولكنها مهمة وطنية تغرس القيم النبيلة فى أبناء المجتمع على اختلاف شرائحهم وانتماءاتهم الفكرية والاقتصادية ليتقدم صفوف المستقبل جيل أكثر رقيا وتحضرا..

> العرفان بالجميل والأمل فى المستقبل.. أكثر ما ميز دورة هذا العام من المهرجان.. هل توافقيننى الرأى؟

الاعتراف بما قدمه صناع هذا المهرجان واجب وليس مجرد احتفاء للاستهلاك الإعلامى، لأننا ببساطة لا نبنى نجاحاتنا على فراغ ولكن على أسس ودعائم هذا الحدث السنوى الذى صار أيقونة ينتظرها جميع فناني العرب كل عام.. أما الأمل فهو بالطبع فى عروض مركز تنمية المواهب باعتباره مشروعا قوميا من خلال الاستثمار فى أبنائنا الموهوبين، ورغم أننى كنت أنوى تقديم عروضهم قبل بدء الحفلات الرئيسية كل ليلة، إلا أننى قررت مد فترتها يوميا حينما اكتشفت أن لها جمهورا خاصا يختلف عن جمهور حفلات المسرح الكبير، وهى تجربة مثمرة سنحرص عليها فى السنوات المقبلة، خاصة ان كم المواهب الموجودة لا تقل مهارة وقدرة عما يقدَّم على المسرح الكبير.

•وما فلسفتك لتنمية هذا المشروع القومى؟

أنظر لهذا المركز نظرة أكثر عمقا من مجرد تعليم الموسيقى والغناء للصغار، لأننى أؤمن بأننا من خلال هذا المركز نكسب وعى وتفكير الأسرة المصرية بكاملها، فتلك الأسرة التى تتبنى مشروع فنان وترعاه وتراه يكبر ويتطور بين أفرادها لا يمكن أن يخرج منها مواطن فاسد الفكر أو السلوك، لذلك أسعى مع الفنان عبدالوهاب السيد مدير المركز أن نقدم كل ما بوسعنا لفتح أكبر عدد ممكن من الفصول التعليمية حتى فى معهد الموسيقى العربية نفسه وفى المحافظات أيضا، رغم كل ما يواجهنا من ضغوط فى قلة عدد قاعات التدريب والتزامات المدربين وما إلى ذلك.

> توليت رئاسة الأوبرا فى وقت حرج وقاس.. فكيف واجهت دعوات الفكر المتطرف والهجوم الشرس على حفلات الأوبرا باعتبارها من المحرمات؟

بالفعل حينما توليت مسئولية الأوبرا، كان يتم التعامل معها باعتبارها من الرفاهيات، وأن هناك أولويات أخرىتضع الموسيقى فى آخر الصف، ولكن أنا ومعى كل العاملين بالأوبرا كان لدينا الإصرار على تخطى تلك المرحلة، فلمست فيهم سندا حقيقيا لإثبات عكس كل تلك الدعوات، فوضعنا الشعب المصرى على رأس أولوياتنا، فكان الهدف هو توصيل أرقى الفنون بالشكل الصحيح وعلى أوسع نطاق للناس فى كل مكان وليس فقط لأبناء الأوبرا، فاحتوينا كل مواهب الشباب فى المحافظات وقدمنا لهم كل الدعم، فاكتسبنا المصداقية من صدق مشاعرنا.

> فى كل موقف سياسى أو اجتماعى نرى إيناس عبدالدايم تتقدم الصفوف بدءا من ثورة المثقفين واعتصامهم بوزارة الثقافة أيام حكم الاخوان وحتى تأبين ضحايا الطائرة المصرية المنكوبة.. فهل تؤمنين بان لكل فنان موقف؟

لابد أن يكون فعلا لكل فنان موقف فنحن لا ننفصل عن المجتمع، خاصة واننا نملك سلاحا ناعما ولكنه شرس فى سرعة مفعوله، فبالفن وحده تستطيع أن تخترق قلوب الناس، ومن المصداقية التى اكتسبناها، استطعنا أن نشكل حراكا ثقافيا ووعيا حرك المجتمع بأكمله، ولأننا نؤمن بأن الأوبرا ليست مكانا ترفيهيا، فإن كم الجهد المبذول فى الحفلات طول العام تعكس موقف فنانى الأوبرا مما نمر به الآن، ففكرة الوصول لأكبر عدد ممكن من الجمهور والنجاح المبهر بهذا الجمهور موقف فى حد ذاته.. إبراز الجانب الراقى فينا بالفنون والتراث الغنائى هدف.. تحقيق طموح شباب الموهوبين فى اكتشاف الذات وقيمة الشهرة هدف مهم أيضا.

> الأوبرا كفن عالمى كيف يمكن أن يغير نظرة الغرب لنا؟

الظروف التى نمر بها تجعل العالم كله يضعنا تحت منظار معتم يرصد السلبيات قبل الإيجابيات، لذلك نحرص على أن نخاطبهم من خلال جمهورنا الأجانب والدبلوماسيين والعاملين بالسفارات المقيمين بالقاهرة بتقديم عروض وحفلات مبهرة وراقية لا يشاهدونها بالخارج، وتعكس رقى تفكيرنا وتوجهاتنا الفكرية، كما أننى أسعى لعمل تعاون مع هيئة الاستعلامات ووزارتى السياحة والخارجية للتنسيق فيما بيننا لوضع برنامج الأوبرا على خريطة السياح، واستضافة وسائل الإعلام المقروءة والمرئية الأجنبية، بالإضافة إلى التوجه بفرق الأوبرا المصرية للخارج فى حدود إمكاناتنا.

> تميزت دورة المهرجان هذا العام بمشاركات أكبر للمطربين العرب سواء النجوم أو الشباب.. فما رؤيتك لهذا التوجه؟

قوة مصر فى احتوائها للفنانين العرب واحتضانها لهم وهذا قدرنا ودورنا الذى لا يجب أن نتخلى عنه مهما مررنا بظروف، وهذا ما كان يميزنا على مدى سنوات طويلة، وهذا العام لم أسع لاستقدام نجوم المطربين فقط، ولكن كان يهمنى تحقيق فكرة التلاقى والتواصل بين شباب المطربين العرب والمصريين لاستعادة الروح التى تربينا عليها، وخلق أجيال عربية أكثر تماسكا وترابطا بعلاقات أكثر سموا ورقيا تدور فى فلك الفنون، ولا أغفل ترحيب نجوم العرب بالمشاركة فى المهرجان لإيمانهم ايضا بدور مصر فى المنطقة، وكان هذا واضحا فى كل حفلاتهم التى امتلأت بمشاعرهم الصادقة النبيلة تجاهنا وهو ما خلق حالة خاصة من التفاعل مع الجمهور المصرى.

> فوجئنا خلال الحفلات أن لدينا أكثر من مشروع فنان قد يصل للعالمية فى عزف الآلات المختلفة، وهى ظاهرة جديدة.

ملاحظتك صحيحة، فبعد النجاح الكبير الذى يحققه المبدع عمر خيرت فى حفلاته والتى استطاع من خلالها تغيير مفهوم المتلقى فى تذوق الموسيقى والغناء، أصبحت لدينا الجرأة والرغبة فى تقديم أكثر من وجه جديد لتقديم مقطوعات موسيقية بحتة، بعد ان صار الجمهور يتذوق الموسيقى البحتة، تماما كما يتذوق الأغنيات، خاصة ان لدينا مواهب غير طبيعية فى العزف، وتلك هى الثروة التى أتحدث عنها واتحدى أن تكون موجودة فى أى بلد عربى آخر، لذلك أقول دوما إن الأوبرا مشروع قومى.

> وكيف تستثمرين هذه الثروة؟

لدىّ إيمان بلا حدود فى قدرات فنانى الأوبرا الشباب، فلدينا مثلا فرقة الرقص الحديث التى يتولاها مناضل عنتر وفرقة الفرسان بقيادة طارق حسن، لهم طموحات كبيرة ولابد من دعمهم، فنيا وماديا، وبناء على هذه الثقة صارت تلك الفرق تحقق الهدف من توجدها على المسرح الكبير، خاصة وأنهم يدركون أن زيادة أوجه الدعم لهم مرهونة بتحقيق النجاح والتطور الفنى، بالإضافة لتجارب شبابية ومتنوعة ايضا نقدمها مثل تجربة المخرج حازم رشدى، للأوبرا الخديوية باللغة العربية، وتقديم فرانك سيناترا اوبراليا، وبوتشيللى، ثم حفل موسيقى تصويرية لأشهر الأفلام العالمية بإخراج مبهر، وحفلات أخرى لموسيقى الدراما المصرية.. لذلك يتقدمون باستمرار مع المناقشات المستمرة معهم لتقييم ما يقدمونه، والارتقاء به، وهذا هو دورى كفنانة.

> زاد توجه الأوبرا نحو إقامة المهرجانات مؤخرا.. فما الهدف منها؟

المهرجانات نسعى من خلالها لاكتشاف اذواق الجمهور والتعامل معها واكتسابها رغم اختلافها، ووطورنا مهرجان القلعة هذا العام فقدمنا 15 حفلا لجمهور وصل إلى 6000 متلقى يوميا لأعمار وأذواق مختلفة، وهو ما لا يتحقق الآن فى مباريات كرة القدم، ورغم هذا فالأوبرا لديها برنامج يمتد طول العام، ولا نتوقف يوما واحدا عن العمل، فحتى خلال فترة صيانة المسارح، نقيم المهرجان الصيفى بالأسكندرية، وهذا ما أفخر به دوما، فعروضنا تتنوع بين الأوبرا والباليه ووالأوركسترا السيمفونى والكورالات والرقص الحديث والموسيقى العربية، وما إلى ذلك، وهذا يجعلنا نقدم برنامجا سنويا مطبوعا ومعدا مسبقا رغم صعوبة الأمر فيما يخص ارتباطات الفرق الأجنبية، ولكننا نؤمن بأن تلك هى مصداقيتنا لدى الجمهور، علما بأننا لا نعيد تقديم عروض الريبرتوار باستمرار ولكن هناك انتاجات جديدة ايضا لكل فرقة بتكاليف مختلفة وافكار متنوعة وطموحات شابة.

> هل يزيد نشاط الأوبرا بالمحافظات فى الفترة المقبلة؟

لا يمكن أن نتوقف بعد النجاح المبهر فى دمنهور والأسكندرية، فخطوتنا المقبلة هى تقديم حفلات فى صعيد مصر، وسنبدأ بأسيوط وقنا، فقد أبهرنا جمهور دمنهور بالحفاظ على كيان الأوبرا لديهم وعمل دعاية للحفلات هناك، وحتى الاهتمام والترحيب بالفنانين ضيوفهم، لدرجة أن أحد اشهر عازفى البيانو الألمان، من شدة إعجابه بالجمهور عاد ليؤلف لحنا موسيقيا خصيصا لهم.. كما أننا بصدد إقامة دار أوبرا فى الأقصر بتعاون صينى مصرى، بالتنسيق بين وزير الثقافة الكاتب حلمى النمنم ومحافظ الأقصر.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق