رئيس مجلس الادارة

أحمد السيد النجار

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

محمود عبد العزيز .. ساحر الكوميديا «المحترمة»

علا السعدنى
منذ أن بدأ مشواره الفنى الطويل وهو يحرص دائما على التنوع فى كل أدواره وأفلامه أيضا، لذلك لم يكن غريباً أن نجد أن تاريخه السينمائى كله محطات مختلفة عن بعضها، ويحسب لمحمود عبد العزيز أنه استطاع أن يكسر حاجز سجن الأدوار النمطية، فلم يستسلم مثلما فعل غيره من الفنانين من قبل لرغبة المنتجين عندما حبستهم فى شخصية واحدة، ولم يستطيعوا أن يفلتوا منها طوال حياتهم أبدا!

أما هو فقد نجح فيما فشل فيه الآخرون فكما كانت وسامته هى التى أهلته فى البداية للقيام بالأدوار الرومانسية منذ أول أفلامه «الحفيد» وبعد أن أختاره المنتج رمسيس نجيب ليقوم بأولى بطولاته السينمائية فى فيلم «حتى آخر العمر» وغيره من تلك النوعية من الأفلام التى استغرقت فترة السبعينيات بأكملها! إلا أنه انتبه مبكرا لضرورة التمرد على دور «الجان» الذى اشتهر به فقرر على الفور تغيير جلده .

وجاءت البداية مع مرحلة الثمانينيات ومن خلال فيلم «العار» الذى يعتبر بمثابة نقطة التحول الخطيرة فى مشواره الفنى عموما، حيث إنه لم يكن فاتحة الخير فقط فى تتويج نجومية ساحر السينما بل كان أيضا سببا فى اقتحامه عالم الكوميديا، بمشهد واحد فى نهاية الفيلم عندما غنى بشكل هستيرى «الملاحة الملاحة وحبيبتى ملو الطراحة» ومنذ ذلك الحين وإلى أن وافته المنية وهو يتربع على عرش الكوميديا المحترمة.

ورغم أنه غير مصنف كممثل كوميدى إلا أنه كان يفضل دائما وجود لمسة كوميدية خفيفة لترسم البسمة على من يشاهد أفلامه، فنتج عن ذلك ودون أن يقصد العديد من الأفلام التى أصبحت فيما بعد من أهم علامات السينما الكوميدية فى مصر والعالم العربى كله، كما توجته هو أيضا ليكون واحدا من أهم نجومها، ونذكر منها تلك النوعية الصارخة فقط مثل «الكيف».. أو مزاجنجى العصر كما يحلو للبعض أن يطلق عليه، خاصة أنه يعد فاكهة الأفلام بالنسبة للكثير من المشاهدين بمن فيهم الشباب أيضا رغم أنه لا ينتمى لجيلهم ومع ذلك مازال حاضرا وبقوة إلى وقتنا هذا، بدليل أن كل حواراته فى هذا الفيلم تعتبر من أكثر التعليقات «الكوميكس» التى يتم تداولها على مواقع التواصل الاجتماعى ومنها مثلا «بحبك يا ستامونى مهما الناس لاموني» «و أنت باين عليك رايق ومشرشخ الانارخ» و«أدينى فى الهايف وأنا أحبك يافننس» و«إحنا اللى خلينا الشكرمون طاخ فى الترالوللي» وغيرها من الايفهات وما أكثرها فى هذا الفيلم تحديدا .

جرى الوحوش .. هو أيضا يعد واحدا من أهم العلامات الكوميدية ورغم وجود عدد كبير من النجوم فى هذا الفيلم مثل نور الشريف وحسين فهمى إلا أن بصمة محمود عبد العزيز الكوميدية كان لها طعم آخر مختلف أعطى للفيلم نكهة خاصة، فلا يوجد أحد منا يستطيع أن ينسى عبارته الشهيرة «القرد لسه بيتنطط ولا بطل تنطيط».

الكيت كات .. وهو بمثابة عمدة أفلام الفنان الكبير بما قدمه فى دوره الرائع «الشيخ حسني» ذلك الكفيف المشاغب الذى لا يعترف بعماه كما جاء ذلك فى جملته الشهيرة «لعلمك أنا بشوف أحسن منك فى النور والضلمة كمان».

ومن الأفلام التى جعلته أيضا ملكا متوجا على عرش الكوميديا «الشقة من حق الزوجة»، وخاصة مشهد الحمام عندما كان يجلس على «تشت الغسيل» وهو يتراقص بشكل كوميدى بديع على أغنية عدوية «زحمة يا دنيا زحمة». وبالإضافة إلى ذلك جاءت مجموعة أفلامه مع رأفت الميهى وبصفة خاصة منهم «سيادتى آنساتي» و«السادة الرجال» ولولا خفة دم «محمود» وجمله الشهيرة ومنها «فوزية أم رجلين حلوة» و«الشرع محلل أربعة» لكان من الصعب أن يتقبل الجمهور تلك النوعية من أفلام الفانتازيا التى كانت تبدو غريبة علينا بعض الشيء !

إبراهيم الأبيض.. رغم الانتقادات الى اصابته كفيلم إلا أن «دور عبد الملك زرزور» الذى قدمه «محمود» نجح فى أن يعلم مع المشاهدين بل واعتبروه واحدا من أهم أدواره فى الآونة الأخيرة مما جعل البعض يشبهه بمارلون براندو العرب، كما أن عباراته فى الفيلم « حد له شوق فى حاجة» و«الجرأة حلوة مفيش كلام» مازالت من أكثر الإيفهات التى يرددها رواد الفيس بوك.

الراحل العزيز محمود عبد العزيز شأنه شأن كل العمالقة يفنى الجسد ولا تموت أعماله التى كانت ومازالت وستظل ترسم البسمة على شفاهنا وتدخل البهجة على قلوبنا التى أوجعها وأبكاها حزننا على فراقه.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق