بعد توقف دام أكثر من عامين وافق الأستاذ محمد عبد الهادى رئيس التحرير على عودة صفحة «دنيا الثقافة»مرة أخرى فى نفس مكانها يوم الأحد ،تقديرا لدورها الريادى فى الحياة الثقافية، وذلك بناء على طلب الزملاء بالقسم الثقافى.
وفى قراءة سريعة لتطور الصفحات الثقافية ،نجد أن الثقافة بمختلف أشكالها كانت بمثابة حجر الأساس الذى اعتمدت عليه جريدة الأهرام منذ نشأتها، فكانت نافذة أطل منها كبار الأدباء والمثقفين وهم كثر، ومنهم على سبيل المثال لا الحصر جمال الدين الأفغاني الذى صنع نشاطاً ملحوظاً فى الثقافة العربية بمقالاته ومؤلفاته، عبد الله النديم ،أحمد لطفي السيد ،محمود سامى البارودى ، أحمد شوقي الذى خلع عليه الأهرام لقب أمير الشعراء، مصطفي لطفي المنفلوطى وتوفيق دياب. كما عملت الأهرام علي استقطاب مشاهير الأدباء للكتابة علي صفحاتها منهم: الدكتور محمود عزمى، فكري أباظة ،الدكتور حسين هيكل،أحمد أمين ،وطه حسين ،عباس محمود العقاد،خليل مطران،سلامة موسي ،إبراهيم المصري وأنطون الجميل.
وعندما تولي الأستاذ محمد حسنين هيكل رئاسة تحرير الأهرام فى أعقاب ثورة يوليو 1952، حرص علي إثراء صفحاتها بأقلام كبار الأدباء والشعراء والنقاد، وشهدت الأهرام مرحلة جديدة فى تعاملها مع الثقافة والأدب، فجاء بالدكتور لويس عوض كمحرر أدبي مسئول عن ملحق الجمعة الذى أصدرته الأهرام،إضافة إلي نجيب محفوظ ،توفيق الحكيم الذى تم تعيينه ناقداً ومستشاراً ثقافياً ،الدكتورة عائشة عبد الرحمن (بنت الشاطئ)، الدكتور حسين فوزى ،أحمد بهجت،وحيد النقاش وغيرهم.
وقد ترك الدكتور لويس عوض بصمة واضحة أثناء إشرافه علي «الصفحة الأدبية» والتى كانت تصدر كل خميس، ثم جاء ثروت أباظة رئيساً للصفحة الأدبية فى عهد الأديب يوسف السباعي الذى اعتمد أيضا على كبار الأدباء مثل الدكتور زكى نجيب محمود ويوسف إدريس.
وفى عام 1978وبالتحديد فى شهر أكتوبر بدأت مرحلة جديدة فى حياة الصفحات الثقافية بالأهرام عندما تم تخصيص صفحة أخري يومية بعنوان «دنيا الثقافة» يوم الأحد التى أشرفت عليها لجنة من كبار كتاب الأهرام برئاسة الأديب الكبير توفيق الحكيم، وإشراف الشاعر فاروق جويدة ،وكانت أول صفحة ثقافية يومية فى الصحافة المصرية والعربية ،فزاد التنوع فى نشر المواد الأدبية والحوارات،ومعالجة القضايا الثقافية.
ثم جاء الدكتور عبد العزيز شرف كرئيس لصفحة «أدب» فى عام 1988، وبعد رحيله تولى الدكتور مصطفى عبد الغنى الإشراف على الصفحة.
ولمناقشة القضايا الأدبية بشكل أوسع زادت الجرعة الثقافية بصدور صفحة «الأهرام الأدبي» عام 1993برئاسة الأستاذ سامح كُرِّيم صباح كل ثلاثاء حيث اتسمت بمتابعة الأحداث الجارية علي الساحة الثقافية بشكل عام، وركزت علي إثارة المعارك الأدبية بين الحين والآخر بشكل خاص.
ومع بداية عام 2002 تولى الشاعر بهاء جاهين الإشراف على صفحة «الأهرام الأدبى» والأستاذة سناء صليحة صفحة «دنيا الثقافة»تحت إشراف الشاعر الكبير فاروق جويدة.
وبتولى الأستاذ عبد الهادى رئاسة التحرير حرص على إحداث طفرة للصفحات الثقافية التى تجمعت تحت مسمى «القسم الثقافى» بإشراف الشاعر بهاء جاهين مع زيادة مساحة تلك الصفحات وتنوعها فأصبح هناك صفحة ثقافة شعبية، وأخرى إفريقية ،وثقافة عربية وعالمية، إلى جانب صفحة تراث وحضارة والأدب والكتب وإبداع ،وتوارت فى هذا الخضم صفحة «دنيا الثقافة». واليوم تعود مرة أخرى لتقدم للقارئ مع شقيقاتها وجبة ثقافية يومية متكاملة مع باقى الصفحات التى تزخر بها الأهرام.
المحررة
رابط دائم: