بين السعادة والتعاسة مسافات، تطول وتقصر..إرادة البشر عامل حاسم فى طرد الأحزان من صندوق القلب..إذ ليست السعادة فى غياب المشكلات، بل فى القدرة على التعامل معها..شعوب كثيرة، استطاعت- بهذا الفهم- عبور مستنقع الفقر والتخلف، إلى رحاب الثراء والتقدم.. نهضة الصين نموذج لقدرة شعبها على ملامسة المستحيل.
«تشينجدو» إحدى علامات المعجزة الصينية، يسميها أهلها «مدينة السعادة»، تمثل نقطة إشعاع حضارى وتجارى، على طريق الحرير القديم والجديد، بها ١١٣ متحفا، ومركز أبحاث لـ«الباندا» المهددة بالانقراض، ومركز لوجستى دولى، وهى وادى سيليكون للشركات العالمية، وقاعدة للصناعات المتطورة والتكنولوجيا الراقية، صادراتها تغزو العالم.
تشينجدو مدينة العراقة والحداثة، ترقد فى حضرة جمال فائق: نهار مشرق، وليل أبيض شفيف، متعة البصر ونشوة الروح، طبيعة خلابة تكتسى حلاوتها من شعب مفعم بالحيوية والطموح، نساء فاتنات، رجال واثقون، يصهرهم شغف الإقبال على التحديات، فى بوتقة العمل وحب الوطن.. وضوح الهدف والإيمان به يصنع السلام مع الذات والآخر، صمام أمان للمجتمع من التصرفات السلبية وجلد الذات. هنا ولدت الآمال والإنجازات الكبرى من رحم الأوجاع والمجاعات، وذاك أحد محركات التاريخ البشرى المدهشة، الشعوب الحية تصنع السعادة ولاتستوردها، خلال انطلاقها صوب المستقبل، بعيدا عن الأسى الخفى وجرح الفرح.. لهذا لم تهبط السعادة فى «تشنجدو» الجميلة من السماء، لكن أهلها زرعوها بهمتهم على الأرض..!
رابط دائم: