رئيس مجلس الادارة

أحمد السيد النجار

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

بريد السبت يكتبه - أحمد البرى
محـــنة الرويبضــــة!

نعيش زمانا تفوق ثرثرة الحديث فيه، العمل الجاد وتكثر الفتاوى من كل من هب ودب، ويشهد إهدارا لقيمة العمل لحساب فلسفة العامة، فلقد نصب الجهلاء أنفسهم أوصياء على البسطاء دون حسيب أو رقيب وللأسف الشديد فإن قنوات الإعلام المسموعة والمقروءة والمرئية فتحت ذراعيها لهؤلاء السفهاء ليدلوا بدلوهم فى أمور العامة فيتم تشويه أدمغتهم وتعتيم أفكارهم والزج بهم فى متاهات «العته المعرفي» والظلام العقلي، وفى هذا السياق نذكر قول رسولنا الكريم «عليه الصلاة والسلام»: «ستأتى على أمتى سنوات خداعات يصدق فيها الكاذب ويكذب الصادق ويؤتمن الخائن ويخون الأمين وينطق الرويبضة»، قيل وما الرويبضة، قال «عليه السلام» «هو الرجل التافه السفيه الذى يتكلم فى أمر العامة».

لقد اختلط الحابل بالنابل وأصبحت الفتاوى مهنة من لامهنة له، وتغلب اللسان على قيم العمل والانتاج وخرج كل مهرج سطحى ساذج عن مجال عمله وتخصصه ليعيث فى الأرض فسادا باستغلال البسطاء بأفكار شاذة ومعلومات مغلوطة فى جميع مجالات العمل الوطنى من سياسة واقتصاد واجتماع وزراعة وصناعة وسياحة... الخ.
والأخطر من هذا كله الفتاوى الدينية التى تدفع إلى التشكيك فى ثوابت الدين ولا يجوز أن يقترب منها إلا أهل الوعظ والارشاد وما أكثرهم فى الأزهر الشريف، إن الفتنة الكبرى التى نعيشها الآن وتكاد تفتك بأوطاننا، تأتى من داخلنا بنفس القدر الذى تأتينا بما يحاك ضدنا من أعداء الخارج، فإلى متى هذا الضياع الذى نصنعه بأيدينا؟، والى متى الاستسلام وترك الأمور تسير فى اتجاه مستنقع الجهل والضلال؟
إن حالنا يرثى لها، وإذا لم نتمسك بقيم العمل ونأخذ بالأسباب، ونركز على قيم العمل الجاد وإعلاء مبادئ وقيم الاخلاق والضمير فإن الضياع قادم وسوء العواقب سوف يخيم على أمور حياتنا، فلنعمل جميعا بوصية رسولنا عليه السلام لأبى ذر الغفارى عندما سئل عن كيفية الخلاص من الفتن فى عهده فكانت نصيحته عليه السلام «إمسك عليك لسانك وليسعك بيتك وابك على خطيئتك».

د. يسرى عبدالمحسن
أستاذ الطب النفسى بجامعة القاهرة

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق