قصيدة جديدة للشاعر محمد سليمان يهديها للصفحة في عيد ميلاده السبعين
الحروب التي تتوالد مثل الأرانب في غرفتي
مزقت مدنا
وأزاحت حقولا وساقت إلي النار سرب الهديل
ومدت فضاء الجنون هنا
حول نافذتي
الحروب التي من أساطير قامت
والتي عربدت وشوت
والتي أرضعتها الطوائف والخوف والعنعنات
وليل الصحاري
والتي تتجول مثل الوباء وتغزي
بائسا باحتضان القنابل
والركض خلف الخرير
وذبح الكياري
والتي لم تزل تتلون في الدور أو في المرايا
وتكتب بالنار أو بالدخان
عناوين عصر الشظايا
من سيطفئها
أو يدل البحور عليها؟
ظلال المحارب ترقص الآن حولي
وصوت المحارب في البئر غاص
ولم تعد الكلمات فوانيس طائرة
أو غيوما محلقة في الأعالي
هل يليق بي الآن أن أرتدي
سترة الخان... أو أمتطي الرهوان
لكي أمنح اللفظ ركنا يحلق فيه
ويعلن حربا علي من أشاعوا الظلام هنا
لم أعد في الثلاثين كي أستميل الهواء
وكي أمنح الماء طعما ولونا
ولا الأربعين لكي أتحدي
وأجري هنا... أو أطير
وكي أستعير قميص النبي وظل النبي
وأخنق نارا طغت أو جنونا
الحروب التي شيطنت
والتي باغتت وغوت
والتي تتدحرج من شاشة أو كتاب
كي تكفر نهرا
أو تحاصر نورا
هل ستعلن حربا عليها
ليلعب طفل هنا.. أو هناك
ويأسر شيخ وعول الحكايات قدام مقهي؟
رابط دائم: