رئيس مجلس الادارة

أحمد السيد النجار

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

قوافل أزهرية فى 6 محافظات بالتعاون مع قصور الثقافة
«المقهى الثقافى» .. تجربة واقعية لتصحيح المفاهيم

> تحقيق ــ حسنى كمال
لم تعد القوافل الدعوية الأزهرية وقفا على المساجد والمدارس والجامعات والمصانع، فقد عرفت طريقها، للمرة الأولي، إلى التجمعات الشبابية على المقاهى فى 6 محافظات، انطلاقا من أهمية تلاحم الوعاظ مع الجماهير فى مناطق وجودهم، والتواصل مع الشباب والاستماع إليهم والتعرف على الأفكار التى تدور فى أذهانهم والإجابة على أسئلتهم واستفساراتهم.

وجاءت مبادرة «المقهى الثقافي» التى أطلقها مجمع البحوث الإسلامية بالتعاون مع هيئة قصور الثقافة، لتشكل بارقة أمل فى نشر القيم والأخلاق الدينية ومواجهة الفكر المتطرف وتصحيح المفاهيم الخاطئة لدى قطاع عريض من الشباب قد لا تصل إليهم رسالة المسجد. ويختار وعاظ الأزهر أحد المقاهى للحديث مع الشباب الذين يجلسون لتناول الشاى أو يشاهدون التليفزيون على المقهي، ويجلس كل عالم مع مجموعة منهم، لمناقشة أفكارهم والاستماع إليهم والتحدث فى موضوعات الساعة، وليبينوا لهم أمور دينهم ويجيبوا عن فتاواهم.

وحول المبادرة الدعوية الجديدة من نوعها والهدف منها، قال الدكتور محيى الدين عفيفي، أمين عام مجمع البحوث الإسلامية، إنه تم التوسع فى تجربة “المقهى الثقافي” فى عدد من المحافظات على مستوى الجمهورية تنفيذا لتوجيهات الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الذى يؤكد أهمية تلاحم وعاظ الأزهر مع الجماهير فى أماكن وجودهم، والنزول إلى ارض الواقع والتواصل مع الشباب والاستماع إليهم والتعرف على الأفكار التى تدور فى أذهانهم والإجابة على أسئلتهم واستفساراتهم وتبسيط معانى الإسلام والتركيز على التعامل الحسن بين الناس. وأوضح، فى بيانه، أن ما يمر به المجتمع من أزمات وتحديات فكرية يتطلب اللقاءات المباشرة مع الناس فى أى مكان وبأسلوب واضح ومبسط بعيداً عن التعقيدات اللفظية مراعاة للمستويات الثقافية للجماهير، لأجل مواجهة محاولات غزو عقول الشباب وتضليلهم، مما يستوجب تصحيح المفاهيم المغلوطة ومواجهة فوضى الفتاوى الشاذة التى توقع الناس فى الحيرة والاضطراب. وأضاف، أن «المقهى الثقافي» يتم تنظيمه بالتعاون مع قصور الثقافة على مستوى الجمهورية، حيث بدأ تطبيقه فى عدد من المحافظات منها: الأقصر وأسوان والبحر الأحمر وقنا وأسيوط وسوهاج ليتم تعميمه بعد ذلك فى مختلف المحافظات.

من جانبه يقول الدكتور سعيد عامر، أمين عام اللجنة العليا للدعوة الإسلامية وأمين عام لجنة الفتوى بالأزهر، إن فكرة المقهى الثقافي، فكرة مستنيرة، وهى نابعة من القوافل الدعوية التى يسيرها الأزهر، ولكنها مركزة لأنها ستصل إلى فئات ربما تكون بعيدة المنال عن رجال الدعوة، ومن هنا نقول أن أهل الاختصاص سيصلون إلى هؤلاء الفئة، حتى نقضى على ظاهرة تضارب الفتوى التى يستمعون إليها من مصادر غير موثوق بها. وهؤلاء النخبة تم تدريبهم على أعلى مستوي، ووفق خطة ورؤية عمل محددة هدفها الأساسى تغطية كل المحافظات على مستوى الجمهورية، كما حدث منذ مدة قريبة بلقاءات ودية مع المواطنين بالأندية فى المحافظات وكانت هذه اللقاءات مثمرة بالفعل مع كثير من الشباب، وفى المدارس والمعاهد والمصانع والجامعات والمراكز الشبابية.

ثقافات مختلفة

وفى سياق متصل يقول الشيخ عبدالعزيز النجار، مدير عام شئون مناطق الوعاظ بالأزهر: إن رسالة المسجد أو الإعلام قد لا تصل إلى بعض الشباب لأنها ليست من اهتماماتهم اليومية، فيسعى إليهم الدعاة ويجلسون معهم وقتا كافيا، يدور بينهما حوارات هادئة وودية ، ويتضح من خلال هذه الحوارات ومن سياقها، وما يترتب عليها من نتائج أن تتجلى وتظهر ثمارها جلية، على فترات متقاربة، يستطيع الداعية أن يصل إلى عمق فكرهم وعن طريق معرفة ما يدور بداخلهم فيستطيع أن يغير الأفكار المغلوطة بطريقة سهلة وميسرة، وأن يصحح المفاهيم الخاطئة حتى يمكن التواصل مع جميع فئات المجتمع خاصة أصحاب الثقافات المختلفة. وهذه التجربة يستفيد منها شريحة كبيرة من المجتمع ربما لم يهتم بهم أحد من قبل، خاصة أننا لا نذهب إلى المقاهى الفارهة أو الفخمة التى يتجمع عليها المثقفون وأصحاب الجاه والسلطان، وإنما نتوجه إلى المقاهى التى تستوعب شريحة كبيرة من الفقراء وقليلى الثقافة وطائفة العمال الذين يجدون ضالتهم عندما يلتقون على مقهى فقير يزهده المثقفون والأغنياء. وأشار إلى أن الأعداد التى تقوم بهذا العمل يتراوح ما بين ثلاثة إلى خمسة دعاة حسب حجم المقهى لأنها ليست ندوة كبيرة دينية، ولكنها تكون على شكل محكم، ويجلس كل شيخ على منضدة بجوار بعض رواد المقهى ويبدءون بالتحية والتعارف، ثم التحاور مع الشباب فى موضوعات شتي. وهؤلاء الدعاة تم تدريبهم على أعلى مستوى قبل أداء هذه المهمة. وأوضح أن الوعاظ يستمعون إلى رواد المقهى ليتعرفوا على ما بداخل عقولهم من أفكار سواء كانت موضوعات ساخنة أو استفسارات عاجلة، بالإضافة إلى تناول بعض الموضوعات الصعبة والقوية على الساحة وأشدها خطورة. ولديهم إجابات تتناسب مع أطروحاتهم وتتناسب مع عقلية الذى يطرح السؤال، سواء كان أسلوبه لائقا أو غير لائق، وتدربوا لأن يتفاعلوا مع أى مشكلة وذلك فى قوله تعالى (ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِى هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ). أما أبرز تساؤلات الشباب والموضوعات التى يتحدث فيها الدعاة على المقهى الثقافي، فهى تتعلق بأخلاقيات التعامل مع وسائل الاتصال الحديثة وحرمة ترويج الشائعات، ومسائل التكفير والتطرف وقضايا كثيرة تجول بخاطرهم، وذلك لحماية مؤسسات الدولة، كواجب وطني، وكذلك مسألة الوحدة الوطنية التى تعتبر (نقاطا جاهزة للاشتعال) لمن يريد عدم الاستقرار لهذا الوطن، أو دس الفتنة، وذلك لأنه تلاحظ لدينا أن هذه الطبقة من الناس بيئة خصبة لتلقى الفتنة وهى نقاط التركيز حتى نخمد هذه الفتنة قبل اشتعالها.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق