شهدت الساعات الأخيرة قبل انطلاق الجولة الحاسمة من المعركة للبيت الأبيض حربا كلامية ساخنة محملة بالكثير من الغضب بين المرشحين الرئيسيين الجمهوري دونالد ترامب والديمقراطية هيلاري كلينتون.
فقد وصف ترامب منافسته الديمقراطية بأنها' محتالة', بينما اتهمته كلينتون بالسعي لتقسيم البلاد.
وانطلق المرشحان الأمريكيان في جولة ختامية شملت عددا من الولايات المتأرجحة, في محاولة أخيرة لتشجيع أنصارهما علي التصويت.
وركزت كلينتون علي الأقليات ذوي الأصول اللاتينية والأمريكيين من أصل إفريقي والشباب, بينما فضلت حملة ترامب التركيز علي الديمقراطيين الساخطين وأبناء الطبقة الوسطي التي يؤكد المرشح الجمهوري أن المؤسسة السياسية همشتها.
وجاءت هذه الحملات المكثفة في وقت أشارت فيه استطلاعات الرأي إلي تقارب بين المرشحين في ولاية ميشيجن التي يضمنها الديمقراطيون منذ وقت طويل, بينما ظهرت ولاية بنسلفينيا الغنية بالناخبين كبيئة خصبة للمعسكرين في آخر ساعات الحملات الانتخابية.
وتلقت حملة كلينتون دفعة قوية, إذ رجح برنامج' ستيت أوف ذا نيشن' التابع لرويترز- إبسوس أن فرص المرشحة الديمقراطية في الفوز وهزيمة ترامب تصل إلي09%, متوقعا أن تحصد303من أصوات المجمع الانتخابي, أي أكثر من الرقم المطلوب وهو072 صوتا, مقابل532 صوتا لترامب.
وعلي صعيد المعسكر الجمهوري, أكد ترامب أمام حشد في سكرانتون بولاية بنسلفينيا' أود أن أستغل هذه اللحظة لإيصال رسالة إلي كل الناخبين الديمقراطيين المتعطشين للتغيير كالجميع في بلادنا مفادها أن هيلاري هي وجه الفشل', وذلك في الوقت الذي اختتم فيه الملياردير المثير للجدل115 يوما من الحملات الانتخابية هزت الولايات المتحدة بجولة تضمنت خمس ولايات في يوم واحد, متعهدا بجمع البلاد داخل حدود آمنة تحت شعار' أمريكا أولا'.
ومن مزارع النخيل في فلوريدا إلي جبال نيوهامشر الخضراء, مرورا ببنسلفينيا وكارولاينا الشمالية وانتهاء بميشيجن, قطع المرشح الجمهوري آلاف الكيلومترات لاختتام حملة شهدت حدة غير مسبوقة في لغة الخطابة.
وكان تيد نودجنت أحد نجوم الروك, ومن أشد المدافعين عن حيازة الأسلحة, هو من تولي إثارة حماس القاعة في آخر مهرجان انتخابي لترامب في جراند رابيدس في ميشيجن مساء أمس الأول, لكنه لا يقارن بالنجوم الذين أحيوا حملة كلينتون مثل بيونسيه وليدي جاجا وبروس سبرينجستين وكاتي بيري.
وفي آخر تجمع انتخابي له في الساعات الأولي من صباح أمس, أكد ترامب' تصوروا ماذا يمكن أن ينجز بلدنا إذا بدأنا نعمل معا كشعب واحد, له رب واحد ويحيي علما أمريكيا واحدا'.
وأوضح في تجمع انتخابي في ساراسوتا بولاية فلوريدا أن' عقدي مع الناخب الأمريكي يبدأ بخطة لوضع حد لفساد الحكومة وانتزاع بلادنا, وبسرعة, من مجموعات الضغط هذه التي أعرفها جيدا', مؤكدا ان منافسته هيلاري كلينتون' يحميها نظام فاسد بالكامل'.
أما علي الصعيد الديمقراطي, فقد اختتمت هيلاري كلينتون81 شهرا من الحملات الانتخابية بسهرة حافلة شارك فيها الرئيس باراك أوباما أمام حشد قياسي في فلادلفيا, تلاها حفل صاخب للنجمة الشهيرة ليدي جاجا.
وتلقت كلينتون دعما قويا من أوباما, والذي يختتم فترة رئاسته بشعبية قوية,حيث دعا الشباب الذين دعموه في8002 و2102 علي التصويت لها.
كما جدد اتهامه لترامب بأنه' غير لائق من الناحية المزاجية ليكون القائد الأعلي' ووصف المرشح الجمهوري بأنه بعيد عن معظم الأمريكيين.
وقد تابع ترامب وهيلاري متابعة سير الانتخابات ونتائجها في نيويورك, مما دفع السلطات الأمنية في المدينة للتخطيط لأكبر عملية نشر للشرطة في تاريخها يوم الانتخابات.
وانتشر أكثر من خمسة آلاف شرطي في أنحاء أكبر مدينة بالولايات المتحدة, وسيتم إغلاق شوارع في الأحياء التي يعتزم كل من ترامب وهيلاري متابعة نتائج الانتخابات منها, ومن ثم سيعلن أحدهما الفوز أمام المئات من أنصاره بها.
وتعتزم كلينتون عقد لقاء ليلة الانتخاب في مركز جاكوب كيه جافيتس للمؤتمرات قرب نهر هدسون, في حين سيكون تجمع ترامب في فندق هيلتون في مانهاتن.
وفي الوقت ذاته, رفضت المحكمة الأمريكية العليا دعوي تقدم بها الحزب الديمقراطي في ولاية أوهايو لفرض إجراءات تمنع أنصار المرشح الجمهوري من القيام بأعمال يمكن أن تؤدي الي ترهيب الناخبين يوم الانتخابات.
وهذه المعركة القضائية التي تابعتها البلاد بأسرها بسبب تداعياتها علي العملية الانتخابية اندلعت بسبب الدعوات المتكررة التي وجهها الملياردير المثير للجدل إلي أنصاره للنزول يوم التصويت من أجل مراقبة حسن سير العملية الانتخابية التي أكد أنها' مزورة' سلفا.
رابط دائم: