رئيس مجلس الادارة

أحمد السيد النجار

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

نصيحة من الاشقاء السوريين:
يا أحفاد الفراعنة.. لا تضيعوا الوطن!

هبة جمال الدين
قصف.. قتل.. طلقات رصاص.. ذبح.. سرقات.. اغتيالات.. هروب.. ومضات في ذهن أي سوري تتحدث أمامه عن بلده وما آلت اليه الاوضاع هناك.. مشاهد مؤلمة، واحساس بوجع لا ينتهي يترجم عندما تسيل العبرات علي وجنتي احدهم.

فالسوريون في مصر عددهم يقدر بالآلاف وهناك عدد هائل غير مسجل لدي مفوضية شئون اللاجئين، وعلي الرغم من أن مصر بلد تعاني من اعباء اقتصادية الا انها في مقدمة الدول التي لم تتردد في استقبال اشقائنا من سوريا لانها تعتبر ان هذا واجب، والحق ان السوريين يحملون الموقف المصري فوق رءوسهم، ليس فقط لموقف القيادة المصرية وانما لطيبة الشعب المصري ومعاملته الحسنة التي وجدوها من هذا الشعب الطيب الاصيل.

ورغم الامان والاستقرار الذي ينعم به المصريون وغيرهم من الجنسيات الاخري - ليس فقط السوريون - الا ان الدعوات المخربة والمحرضة التي لا تريد لهذا الوطن خيرا تزعج السوريين وتصيبهم بالذعر لعدة أسباب اهمها انهم ذاقوا مرارة فقد الوطن فعندما اتضحت الامور لهم واكتشفوا المؤامرة التي حيكت ضدهم كان وطنهم رمادا، فكما يقولون : «تفرقنا بعد ما كنا مثل الوتد» وهذا ما يريد فعله المخربون هنا في مصر والمتآمرون والمتشدقون باسم الحرية والمتاجرون بالدين والفقراء فلو انهارت مصر سينهار معها كل شيء، فهذا وطننا الثاني ولن نسمح بتخريبه فالي أين سنذهب والي أين انتم ستذهبون

وأكد أشقاؤنا السوريون ان هذا البلد ملئ بالخيرات ومن السهل أن يجد من يبحث عن عمل فرصته، فالسوق هنا مفتوح، وكما يقولون إن اغلبهم عندما وطأت قدمه أرض الكنانة لم يملك سوي قوت يومه، وعلي الرغم من ذلك استطاعوا في وقت وجيز إثبات أنفسهم، فمعظمهم لا يعمل في مهنته الأصلية وإنما بالتعلم والصدق في المعاملات استطاعوا كسب ثقة العميل المصري ونجحوا نجاحا منقطع النظير ربما لم يحققه الكثير من المصريين علي أرض وطنهم.

التقت «تحقيقات الأهرام» بعدد من السوريين في مصر، وكان هذا التحقيق.

أم توفيق، سيدة ثلاثينية لديها طفلان جاءت الي مصر هربا من الحرب في سوريا منذ 4 سنوات بعد أن ضاق بها العيش ونعتبر مصر وطننا الثاني ولا أبالغ إن قلت «نعيش هنا في رخاء» اكثر مما كنت أتصور عن الأوضاع الصعبة التي كنا نسمع عنها في مصر فهذه الاوضاع سببها جشع بعض التجار وعدم مراعاة ضمير البعض، وتناشد المصريين قائلة : لا تهرولوا وراء الشائعات ولا تسمحوا لأحد بتفرقتكم ، وخذوا من حالنا عبرة.



«الالتحاق بالجامعة»

«محمد السوري» هكذا يطلق عليه زملاؤه الذين يعملون معه بائعين في سوبر ماركت، ومنذ وصل مصر من 5 سنوات وهو يعمل بهذه المهنة، ويروي محمد قصته قائلا : كنا سبعة أشقاء توفي اثنان منهما في الحرب، وكانت المنطقة التي نسكن فيها تابعة للجيش الحر كان يتم تجنيدنا بالاكراه، ومن يجند في صفوف الجيش الحر لا يعود مرة أخري فاتفقنا ان نترك البلد وخاصة أنني وأربعة من اشقائي لازلنا ندرس، فجئت انا وشقيق لي لمصر في حين ذهب الباقون الي لبنان، والتحقت بالجامعة وانهيت دراستي وانا اعمل بنفس السوبر ماركت .

ويضيف : لم أجد مشقة أو معاناة في البحث عن عمل، بل علي العكس فصاحب العمل لم يبخل علينا بشيء فيعاملني مثل ابنه، فهو مثل صاحب اي عمل يحب الامانة والصدق والالتزام وبفضل الله أراعي ضميري في عملي، وهو ما جعله يتمسك بي، ولا أريد تركه لأني أحفظ له الجميل وعدم التضييق علي اثناء دراستي، فأبناء أعمامي لديهم مصنع لتعبئة البرغل، ودائما ما يلحون علي بترك عملي والعمل معهم، ولكنني أرفض امتنانا لصاحب العمل . ويستطرد قائلا اتمني ان تنتهي الحرب في بلادي وأعود إليها مرة اخري فعلي الرغم انني اعيش بأمان في مصر، الا ان العيش بعيدا عن الوطن يسبب لي مرارة لا يعيها سوي من فقد وطنه، ولا أنسي المشاهد المؤلمة التي عاصرناها منذ اندلاع الحرب .

وسكت قليلا ودمعت عيناه، وقال : لقد رأيت ابنة خالتي واطفالها الخمسة مذبوحين علي يد الدواعش وكان مشهدا مؤلما .. متسائلا : بأي ذنب قتلوا ؟ فالأمان الذي نعيشه هنا علي أرض مصر نتمني أن نجد نصفه علي أرض سوريا

« الأخضر واليابس»

«أبو محمد» لديه محل خضراوات وفاكهة باحدي المدن الجديدة يقول : جئت الي مصر منذ 5 سنوات تقريبا ، وكنا نعيش كالملوك في بلادنا، فسوريا كانت مكتفية ذاتيا من سنة 2000 وجاءت الحرب فقضت علي الاخضر واليابس وتم خداعنا وتفرقنا بوهم «أنت مع أو ضد» ومن كان سبب تفرقتنا تركنا في منتصف الطريق كأنه أدي مهمته وهذا ما يريدون فعله مع مصر وهي التفرقة وافتعال الازمات والفتن.

واضاف: أعداء الوطن يستغلون ازمات هم الذين يفتعلونها ليوقدوا النار ناصحا المصريين ان يحافظوا علي وطنهم ويتحملوا اي تحديات فـ»مصر أيقونة الوطن العربي» وبعض من حولها لا يريد بها وبأهلها الخير، وللاسف البعض في الداخل يساعدونهم ويعاونونهم فهؤلاء يحتاجون جراحة عاجلة في ضمائرهم، فالشعب السوري تدمر تدميرا سيمتد لـ 3 اجيال قادمة فلا تفعلوا بوطنكم واولادكم هذا - ولازال حديثه للمصريين - إن كنتم تواجهون الغلاء في بلادكم وتشكون من أوضاع لم تعجبكم، فأنتم أفضل كثيرا من مواجهة التشرد انتم وعائلاتكم في بلدان اخري، فمصر فتحت ذراعيها لنا، وان حدث ولا قدر الله ولحق الخراب بوطنكم لن نجد نحن ولا أنتم من يمد الينا يد المساعدة

«لامحالة من الهروب»

وفي احد المحال المجاورة كان يقبع رجل تخطي الستين عاما امام احد الاجهزة الكهربائية يحاول اصلاحها، يقول : تركت سوريا بعد اندلاع الحرب بعامين فلم أكن أتخيل حياتي خارج وطني حتي وان أضحي أطلالا ولكن بعد موت اقاربي واختفاء الكثير وهجر اكثر سكان سوريا للبلد وجدت انه لا محالة من الهروب، كانت وجهتي الي مصر والحق وجدت شعبها ودودا لدرجة كبيرة.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق