يوم رائع

فعلى مدى أسبوعين كانت ابنتى الطالبة بالمرحلة الثانوية تستأذننى فى البقاء بالمدرسة ساعة أو أكثر وقد اتصلت بى رائدة فصلها للموافقة على حضورها يوم السبت وهو إجازة منذ الصباح وسألت نفسى ما الذى يجذب ابنتى للحضور حتى فى يوم الاجازة ثم علمت أن القسم الثانوى بالمدرسة أقام مسابقة «أكمل فصل»، حيث تتنافس الفصول فى المجالات العلمية والرياضية والفنية والثقافية وأن طالبات الفصل يبقين به طواعية, إما للمراجعة استعدادا للمسابقة العلمية أو لتزيين الفصل أو لمسابقة إعادة التدوير, وفيها تستخدم الطالبات الأشياء المهملة ويعدن تدويرها لتخرج فى أشكال جديدة، ومن العجيب أن الطالبات تولين بأنفسهن تنظيف الفصل وتزيينه ونشرن على صفحاتهن بالفيس بوك صورهن وهن يحملن المقاعد وينظفن الفصل إلى أن جاء يوم المسابقة فكان يوما ممتعا بمعنى الكلمة حيث قدمت الطالبات عروضا فنية وشاركهن المعلمون ومدير المدرسة بنفسه واسعدتنى كلماتهن, فهذه كتبت إن هذا أسعد يوم فى حياتها وأنها أحست أن المدرسة هى بيتها الثانى، ولما ذهبت إلى ناظرة القسم وتحدثت معها ذكرت لى أن من فوائد هذا اليوم أن الطالبات يرتبطن بالمدرسة ويزددن اهتماما بتلقى العلم. وأقدم هذا النموذج الرائع لمن يبحثون عن حل لمشكلة الفصول الخاوية وكراهية الطلاب للمدرسة, ثم لماذا لا تطبق هذه التجربة فى جميع المدارس ولماذا لا نهتم بالأنشطة فلها من الآثار الايجابية الكثير ودور المدرسة ليس مقصورا على الكتاب والسبورة وحشو العقول فقط؟.

م. جيهان الخطيب

القسم الثانوى ـ كلية الإقبال القومية ـ الاسكندرية