رئيس مجلس الادارة

أحمد السيد النجار

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

سفيرة بلجيكا للأهرام: نعمل على تفعيل التعاون مع القاهرة فى مختلف المجالات

حوار ــ إيمان أبو العطا
دى كارتيه سفيرة بلجيكا
ترتبط مصر وبلجيكا بعلاقات صداقة تاريخية طويلة منذ أربعينيات القرن العشرين، وذلك بسبب الموقع الإقليمى لكلا البلدين ، فبلجيكا هى قلب الاتحاد الأوروبى الى جانب موقع مصر الجغرافى المتميز فى منطقة الشرق الأوسط وتعتز بلجيكا بصداقتها.

وقد شهدت العلاقات تناميا كبيرا فى الفترة الأخيرة ويحرص الجانبان على تفعيل العلاقات المختلفة وتبادل الخبرات فى شتى المجلات والقضايا لهذا انفردت «الأهرام» بإجراء أول حوار مع سيبيل دى كارتيه سفيرة بلجيكا بعد توليها المنصب ووجهت اليها العديد من الاسئلة المهمة المرتبطة بعلاقات التعاون بين البلدين ورؤية بلجيكا بعض القضايا المشتركة.

ما هى طبيعة العلاقات بين مصر وبلجيكا؟

ان اوجه التعاون والفاعليات الثنائية بين مصر و بلجيكا متعددة فى كثير من المجالات اهمها السياسية والاقتصادية والتجارية و الثقافية وغيرها من المجالات الأخري ونحن نأمل فى استمرار العلاقات بين البلدين بخطى جيدة. فعلى الجانب الاقتصادى نحن حريصون على توسيع حجم الاستثمارات وفتح أسواق مميزة فى مصر، ونظرا لأننا نمثل جزءا من الاتحاد الأوروبي، فسنجد اتفاقيات قوية بين مصر والاتحاد الأوروبى فيما يخص الاقتصاد والاستثمار والتجارة بين البلدين، وهناك العديد من الشركات البلجيكية والتى ترغب و تأمل فى الاستثمار داخل مصر، والعكس صحيح بالنسبة للشركات المصرية، وهذا ما أطلقنا عليه «الصفقة الشاملة».

فيما يتعلق بمشكلة رفض أوروبا لتدفق المهـاجرين، هـل ترين أن الموضوع خضع للمعالجة بالطريقة الصحيحة؟

هـذا سؤال مهم، و.. الاجابة معقدة، فالسؤال يأخذ شكلا مختلفا باختلاف المكان، وإجابته تحتاج الى تفسير من عدة جوانب الاول لماذا بدأت الهـجرة والأسباب الجذرية التى أدت لها؟؟ فعلى سبيل المثال الصراع الموجود حاليا فى سوريا و ما حدث فى العراق و غيرها من الدول الافريقية التى اتخذت من الهجرة حلا و هروبا من مشكلاتها، وللأسف فإن ملجأ المهاجرين ينحصر فى أغلب الأوقات بين مصر واوروبا .

والجانب الثانى يتمثل فى تهريب المهاجرين من قبل تجار هدفهم الوحيد كسب المال فقط بطرق غير شرعية دون اتخاذ الإجراءات القانونية والسليمة التى تضمن سلامة هؤلاء المهاجرين. أما الجانب الثالث يكمن فى النتيجة المترتبة على الهجرة غير الشرعية وهى المسئولية المشتركة للبلاد، و التى تحتم تنفيذ الاجراءات القانونية لرجوع هؤلاء الى أوطانهم و نحن جميعا كاتحاد اوروبى وليس بلجيكا فقط يجب علينا ان نعمل على تنفيذ هذه الجوانب التى تم الاشارة اليها بكل دقة وحزم، وفى النهاية أرادت سفيرة بلجيكا سيبيل دى كارتيه ان توضح ان الحدود الخاصة بالاتحاد الأوروبى مازالت قيد العمل والتطوير.

هل هناك أى أفكار لتفعيل أو زيادة حجم التعاون بين البلدين فى المرحلة المقبلة؟

أنا أؤمن بأن قوة العلاقة بين البلدين مهمة للغاية، وأنا أخطط الى العمل على المستوى السياسى والاقتصادى معا، ولكنى أيضا لن أغفل الجوانب الثقافية، أعني، علينا أن نستمر بهـذه العلاقة المتشعبة، مع الحفاظ على العمل على كل المستويات نحن أنجزنا العديد من المشروعات الثنائية بين البلدين، و انا لم أبدأ من نقطة الصفر بل سأبنى على ما انتهـى عنده السفير السابق.

وفيما يخص مجال الطاقة والكهرباء فنحن حريصون على تقوية التعاون ببن البلدين وبحث فرص الاستثمار فى مجال محطات توليد الكهرباء من مصادر مختلفة ومشروعات الطاقة المتجددة الى جانب العمل على تحسين كفاءة الطاقة. وأود أن أبدى اعجابى بالجهود المبذولة فى هذا القطاع، وما تم تحقيقه من إنجازات فى فترة قصيرة والتغلب على الصعوبات والازمات

وفى مجال الصناعة نحن نعمل على تدعيم وتعزيز التعاون بين البلدين ودراسة إمكانية فرص الاستثمار أمام شركات بلجيكية فى مصر لانها منطقة مميزة .فنحن عادة لا نستخدم اتفاقيات، ولكن نعمل على لقاءات ومباحثات بين البلدين فهناك بعض الشركات البلجيكية القادمة الى مصر فى وقت قريب.

كيف ترى حكومتكم مصر فى هـذه المرحلة، وتقييمها للإصلاحات التى تتخذها مصر؟.

فى الحقيقة أن مصر بصدد إصلاحات مهمة حيث تواجه الكثير من التحديات، و تقوم الحكومة بالعديد من الجهود لتخطى الأزمة الحالية بكل إصرار وعزيمة. و هناك نقاش دائم و مستمر حول القضايا المهمة المطروحة على الساحة المجتمعية، ومن هذه الموضوعات كيفية زيادة الاستثمارات داخل مصر وإقرار قانون العمل والحوار حول صندوق النقد العربى وأسعار العملة. ونتمنى ان تتغلب مصر على تحدياتها، وتسير فى خطتها والتى تهدف الى التطوير والنهضة والإصلاح الاقتصادى الذى يهدف الى خلق مناخ جاذب للاستثمارات المحلية والأجنبية .




وما هو تصوركم لسبل مواجهة الإرهاب والقضاء عليه؟

ان العالم كله يعانى ظاهرة الارهاب التى تتفشى وتنتشر بشكل كبير فى مختلف الدول، خاصة فى البلاد التى تمر بحروب، حيث تنشط المنظمات الإرهابية لتستفيد من الموقف لتثبت نفسهـا وتنمو. وهناك ضرورة للعمل على الاستمرار فى تحمل مسئوليتنا وبحث الامر على المستوى القومى، ونحن فى بلجيكا ننظر الى ظاهرة الإرهاب من زوايا مختلفة فنبحث عن الجانب الأمنى لسياستنا، واتخاذ الإجراءات الخاصة فى هذا الشأن. ولابد من اتخاذ اجراءات استباقية لتجنب المشكلات الراهنة قبل حدوثها.

كيف تنظرون الى الجالية المسلمة فى بلجيكا خاصة بعد التعرض الى الحادث الإرهابى منذ فترة قريبة ؟

إن المجتمع المسلم فى بلجيكا هـو جزء من مجتمعنا، وفى العام الماضى احتفلنا بمرور 50 عاما على وجود الجالية التركية والمغربية ببلجيكا. وحاليا يوجد العديد من المواطنين الذين تتراوح أعمارهـم بين 40 و 50 ممن لديهم أطفال من الجيلين الثانى والثالث من المواطنين البلجيكيين، نحن لا نعتبرهـم أجانب، ولكن ينظر الى هـؤلاء على أنهـم مواطنون بلجيكيون بغض النظر عن الديانة ويوجد العديد من المواطنين الحريصين على الاندماج والمساهـمين بمجتمعنا حتى يومنا هـذا، لذا علينا أن نفرق بين أى رابط هـنا. سنستمر فى العمل على المستويات المختلفة لضمان تحقيق النفع للمجتمع كله مؤكدة أنه يجب عدم خلط الأمور ببعضها، ويجب الفصل بين الإسلام والإرهاب. والدول الأوروبية كافة تطبق تلك النظرية و عدم خلط الدين بالسياسة، ولابد ان نفرق بين المتشددين «الإرهابيين» وهم بالطبع يسعون الى تحقيق أغراض سياسية معينة هدفها تدمير العلاقات وتخريب البلاد وبالطبع هم بعيدون كل البعد عن الدين.

ما هو موقف بلجيكا من القضية الفلسطينية؟

إن سياسة بلجيكا تجاه القضية الفلسطينية واضحة ونحن ننتهـج المباديء نفسها منذ زمن طويل. فنحن نرى أنه من المهم وضع تسوية مصالحة بين الدولتين، وأن يكون لكل منهم وطن ونحن ندرك الحاجة الى الأمن وحاجة المواطنين الفلسطينيين والإسرائيليين الى ذلك، وهـذا مبدأ أساسى للحل. ونحن ندرك مجهودات الحكومة المصرية لحل القضية الفلسطينية مسخرة كل جهودها فى هذا الاتجاه.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق