رئيس مجلس الادارة

أحمد السيد النجار

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

«الاهرام » يرصد من نيويورك الساعات الأخيرة للانتخابات الأمريكية
وليد فارس مستشار ترامب للشئون الخارجية يتحدث عن أسباب التفوق المفاجئ فى السباق والخطوط العريضة للسياسة الخارجية..ترامب يواجه الآلة الإعلامية الديمقراطية بالحشد الشعبى ويشجع «الأغلبية الصامتة» للخروج فى يوم الانتخابات

حوار أجراه فى نيويورك ــ عــزت إبـراهيم

يتقدم دونالد ترامب فى استطلاعات الرأى فى الساعات الأخيرة قبل توجه عشرات الملايين من الأمريكيين إلى صناديق الإقتراع صباح غد- الثلاثاء- بصورة تصيب العالم بالدهشة من الملياردير القادم من الظل والمغمور فى عالم السياسة ليناطح هيلارى كلينتون المخضرمة والسيدة الأولى السابقة على دخول البيت الأبيض فى يناير المقبل.

وفى ظل احتدام المنافسة بين المرشحين الديمقراطى والجمهوري، تعرفت «الأهرام» على آخر تطورات حملة ترامب ومواقفه من قضايا المنطقة العربية، وفى مقدمتها موقف ترامب من التعاون مع مصر فى حال انتخابه، فى حوار مع مستشاره لشئون الشرق الأوسط ومحاربة الإرهاب والأمن القومى، الدكتور وليد فارس الذى برز اسمه بقوة فى الشهور الأخيرة بعد التقدم المدهش للمرشح الجمهورى فى السباق الانتخابي.

 

 


 

‎إلى نص الحوار:

 


كيف ترى حظوظ دونالد ترامب فى الفوز بالرئاسة ؟ وما هو سر تقدمه المفاجئ فى الأسبوع الأخير؟ وكيف خطط لمواجهة كلينتون فى الفترة الأخيرة رغم الإعلام الموالى لها والإنفاق الكبير على الحملة الإنتخابية للمرشحة الديمقراطية؟

‎هذا الأسبوع باتت حظوظ دونالد ترامب للفوز بالرئاسة أفضل بكثير مما كانت عليه فى الشهور الماضية وهو يرجع من وجهة نظرى إلى عدد من الأسباب المتراكمة والمعقدة، أولا السيد ترامب كانت له قاعدة شعبية انتخابية وجماهيرية أكبر مما صور له فى الإعلام الأمريكى وهو فى أكثريته إعلام يخاصمه ويساند هيلارى كلينتون. وهى أكثرية تشبه «الأغلبية الصامتة» فى عدة دول من العالم بما فيها مصر قبل ٣٠ يونيو. تلك الأكثرية لم تكن لتجيب عن الأسئلة التى تطرح عليهم من وسائل الإعلام أو استطلاعات الرأى وتشجعت الأكثرية الصامتة فى الولايات المتحدة بالتعبير عن نفسها فى الأسبوعين أو الأسابيع الماضية بعدما قامت «ويكيليكس» بالإفشاء عن أسرار رهيبة لإدارة بيل كلينتون ثم هيلارى كلينتون عندما كانت فى وزارة الخارجية.

‎وقد منحت ويكيليكس التشجيع المعنوى والنفسى لأنصار ترامب الصامتين حتى يتكلموا وبالتالى فتحت الاستفتاءات الأخيرة الباب لمعرفة حقائق أكبر وأكثر إتساعا ثم جاء الدور على رئيس جهاز المباحث الفيدرالية ليقول بشكل مقتضب أن هناك تحقيقات بشأن ملف البريد الإلكترونى غير القانونى لكلينتون ومساعدتها. بالإضافة إلى أن ترامب فى كل المناسبات الانتخابية فى الأسابيع الماضية أكد أنه عازم على إجراء تغييرات كبيرة فى البيت الأبيض.

‎تلك التراكمات إلى جانب ما يجرى على الساحة الدولية جاءت بتغيرات مهمة على مستوى شعبية ترامب وحتى من الوكالات والمؤسسات التى كانت تؤكد عدم تمتعه بشعبية. وجدنا ترامب يصعد فى ولايات مهمة مثل فلوريدا ونورث كارولينا وأوهايو وهى ثلاث ولايات من الولايات الخمس التى يتعين أن يحصل عليها اى من المرشحين لضمان الفوز وهو متقدم على المستوى القومى وننتطر إستمرار التقدم حتى يوم الثلاثاء. على جانب آخر، الحشد الديمقراطى والآلة الإعلامية ودعم مؤسسة الرئاسة وراء هيلارى كلينتون أكبر من الحشد وراء ترامب، وهو ما يقابله ترامب بحشد شعبى وحشد الأغلبية الصامتة. فالآلة التعبوية الديمقراطية ممولة بشكل أكبر ويقابلها ترامب بالحشد الشعبى وقرابة ثلاثة مؤتمرات جماهيرية يومياً فى الولايات المختلفة.

ما هى معالم الاختلاف فى السياسة الخارجية بين ترامب وكلينتون بعيدا عن كلام الحملات الانتخابية؟ وما هى نوعية الشراكات التى يتحدث عنها لمواجهة الأزمات العالمية المتفاقمة خاصة فى الشرق الأوسط؟

‎ترامب ستكون له سياسة خارجية مختلفة تماما عن أوباما وهيلارى وسيقوم بتغييرات كبيرة ينتظرها الشعب الأمريكى وهو سبب الدعم الكبير له وقد تحملت شعوب كثيرة توابع السياسات الأمريكية مند عام ٢٠٠٩ ولا سيما مند عام ٢٠١١ فى الشرق الأوسط. فهناك انتظار كبير للتغيير فى السياسة الأمريكية وان يكون له اتجاه آخر وقال ترامب بوجود تغيير فى خطاب فى مارس الماضى وعبر مستشاروه عن التغييرات المتوقعة مراراً. فيما يتعلق بالانتقادات الموجهة إلى ترامب دوليا والقول انه سيقسم العالم مع الرئيس الروسى فلاديمير بوتين فهو كلام غير صحيح، فالرجل يعنيه استعادة الشراكات مع الحلفاء التقليديين للولايات المتحدة وإهتمامه بالمصلحة العليا لبلاده، وتلك الشراكات سواء مع دول شرق آسيا أو أوروبا أو الخليج العربى أو دول الشرق الأوسط -ولاسيما مع مصر.

‎فليس هناك مصلحة فى التخلى عن كل تلك الشراكات الأمريكية مع الأصدقاء والحلفاء لمصلحة اتفاق «يالطا» جديد مع روسيا، فنحن تركنا القرن العشرين، وهؤلاء المنتقدون مازالوا فى أجواء الحرب الباردة وكل ما قاله ترامب أن روسيا دولة كبرى وهو واقع ويستوجب الأمر التحدث إلى زعيم تلك الدولة والدخول فى حوارات معها وهناك مجالات عمل مشتركة وهناك ملفات خلافية يتعين أن يسعى لحلها. والحوار واجب مع دولة نووية كبرى مثل روسيا وهو ما فعله رونالد ريجان عندما فتح حوارا مع ميخائيل جورباتشوف. هناك مساحات واسعة مشتركة مع الروس فى ملف مهم للغاية وهو مكافحة الإرهاب ولو وضعت روسيا وأمريكا قدراتهما الكونية معا لمواجهة الإرهاب لن يبقى هناك إرهاب. وبالتالي، فعلى الجانبين وشركائهما والدول الدائمة العضوية فى مجلس الأمن الدولى أن يأتوا معا فى منتديات دولية من أجل إنهاء ظاهرة الإرهاب. وهناك مجالات أخرى للتعاون مثل تنظيم الحركة فى الفضاء الخارجى والملاحة الدولية.

‎نعم، هناك مشكلات مثل أوكرانيا والتى لم تحسن كلينتون التعامل معها عندما زارت موسكو وفقدت فرصة خلق شراكة جديدة مع الروس فحدث ما حدث فى شبه جزيرة القرم وسوريا.

حدثنا عن تركيبة فريق السياسة الخارجية والأمن القومى المعاون للمرشح الجمهورى وكيف ستتم عملية إنتقال السلطة فى حال فوزه بالرئاسة؟

‎فريق عمل السياسة الخارجية لا يوجد الكثير بشأنه ولكن هناك ثلاث مراحل، الأولى هى الحملة الانتخابية التى ستنتهى صباح ٩ نوفمبر والمستشارون هم ٥ أو ٦ مستشارون عينوا فى مارس الماضى ومن بينهم جنرالات وأدميرالات ومسئولون سابقون فى إدارات سابقة ومن بينهم شخصي. ولكن هناك عدد آخر تم تعيينه فى أكتوبر الماضى وهم جنرالات خدموا فى إدارات سابقة من ريجان وبوش وحملة رومنى والفريق الحالى ليس محدودا مثلما كان الوضع فى الربيع الماضي. فريق ترامب الحالى فيما يخص السياسة الخارجية والأمن القومى يشبه الإدارة الأمريكية وهو سيدخل الإدارة ومعه مجموعة كبيرة تتولى تقييم أداء وزارة الخارجية ومجلس الأمن القومى ووزارة الدفاع ووكالات المساعدات الخارجية.

‎ولكن الأهم من ذلك هو المرحلة الانتقالية وهناك فريق آخر، لا علاقة لنا به، وهو يراقب ما يجرى من فترة الانتخاب وحتى دخول رئيس جديد البيت الأبيض، ومهمته ملء الفراغ فى الفترة الانتقالية من إدارة إلى إدارة جديدة. وما هو معلوم أن ترامب سوف يطلب من بعض مستشاريه الحاليين الدخول إلى الإدارات والوزارات والوكالات ولا يمكن التكهن بأى شيء. ولا توجد أسماء حاليا مرشحة لدخول إدارة ترامب بعد فوزه وربما يستعين ببعض حلفائه فى مجلس الشيوخ وبعض السفراء السابقين وقد يعلن الأسماء فى منتصف المرحلة الانتقالية. فى أواخر نوفمبر لأن مجلس الشيوخ يتعين أن يصدق على تلك التعيينات بحلول فبراير أو مارس المقبلين.

تصريحات ترامب المثيرة للجدل عن المسلمين ورغم توضيح موقفه مرات عديدة لكنها مازالت تسبب شعورا بعدم الارتياح من مواقفه من الأقليات الدينية فى الولايات المتحدة. ما هو موقفه وفقا لما تراه كمستشار من أصول عربية وتعمل معه عن قرب؟

‎منذ صدور تصريح ترامب حول منع المسلمين من دخول الولايات المتحدة، كانت هناك عملية إساءة فهم لما قصده المرشح الجمهورى فقد كان يقصد فعليا، وقبل اختيار فريق المستشارين فى مارس الماضي، فى ديسمبر الماضى منع دخول الجهاديين والتكفيريين إلى الولايات المتحدة وحاول أن يقول إنه يريد منع دخول الإخوان المسلمين إلى الأراضى الأمريكية. لكن ما صدر عنه بشكل مقتضب على تغريدات «تويتر» قوله «أنا أريد أن أضع حدا لدخول المسلمين» فى رد فعل على العمليات الإرهابية فى أوروبا ولكنه قصد «أريد أن أمنع دخول الإخوان المسلمين والجماعات العقائدية المتطرفة». المشكلة كانت فى الجمل المقتضبة على تويتر. فهو ليس شخصا يعتقد فى «الإسلاموفوبيا» ولكنه رجل رأسمالى أسس شركة ضخمة يعمل فيها المسلم والمسيحى والبوذى ولا توجد لديه إتجاهات عقائدية وكل ما حدث هو أنه قد أساء اختيار العبارة ولم يكن يقصد مليار شخص بالقطع. وكل ما حاول أن يقوله ترامب يقال فى العالم العربى وأوروبا ويقصد من يحاولون اختراق المجتمعات.

‎وقد شرحت الأمر بوضوح لكبار المسئولين الدينيين فى مصر فى زيارتى الأخيرة. قابلت وزير الأوقاف وشيخ الأزهر والبابا تواضروس لتوضيح مواقف ترامب وهم يتفهمون ضرورة أن تحسن أمريكا ضبط اختراقات الإرهابيين التكفيريين لحدودها. وقد قال ترامب فى خطابه فى مارس الماضى إنه يريد أن يفتح ذراعيه ويمد يد التعاون للقوى العربى والإسلامية المعتدلة، وقد إجتمع مع الرئيس عبد الفتاح السيسى رئيس أكبر دولة عربية سنية ومع ملك الأردن وتقابلنا مع أعضاء البرلمان المصرى فى زيارة الرئيس للأمم المتحدة مؤخرا. اتجاه ترامب تجاه العالم العربى سيكون مفاجأة للكثيرين، الآلة الإعلامية التى تهاجمه لا تريد أن يكون هناك بناء استراتيجى بين ترامب وبين القيادات المعتدلة والواعية فى العالم العربي. اللطمة التى وجهت له بأنه ضد المسلمين ليست منصفة فهو حليف للعرب والمسلمين ضد كل الأخطار التى يتعرضون لها. وسوف يرى العالم أن ترامب سيكون حليفا للقوى المعتدلة ضد القوى الإرهابية التى تضرب مصر وتونس ودول الخليج.

ما هو موقف ترامب من الأوضاع مع مصر؟ وكيف أسهمت مقابلته للرئيس عبد الفتاح السيسى فى التقريب بين معسكر ترامب والإدارة المصرية؟

‎كنت شاهد على العلاقة الجديدة بين مصر والولايات المتحدة من خلال وجودى فى اللقاء بين الرئيس السيسى وترامب فى نيويورك قبل اسابيع، قد كنت من أكبر المؤيدين والمدافعين عن التغيير فى ٣٠ يونيو ومن الداعمين للمجتمع المدنى فى مصر وتكلمت مع نواب الكونجرس الذين زاروا مصر لدعم الثورة الشعبية وتوجهت إلى القاهرة ونسقت عن قرب مع السفارة المصرية لإنجاح الزيارة. وأرى أن ترامب يعبر عن حالة شعبية مماثلة لما جرى فى مصر من رغبة شعبية فى التغيير. هناك ملايين يمثلون شلالا بشريا يدعمون ترامب ويخرجون للتصويت له مثلما خرج الملايين من المصريين. هناك شيء حدث فى البلدين يتمثل فى رفض للماضى السلبى الذى يتحكم فيه المتطرفون وأصحاب البروبجاندا ويغذون الحقد ضد مصر وضد الولايات المتحدة. هنا يوجد من يعمل على تشويه صورة مصر وفى مصر هناك من يعمل على تشويه صورة أمريكا وكل هذا سينتهى بانتخاب ترامب رئيسا. وستتغير السياسة الأمريكية تجاه مصر تماماً. كل المستشارين مع ترامب يؤيدون بشدة العلاقات الاستراتيجية مع مصر إيمانا بأن أحد الأركان الرئيسية للعلاقات المتميزة بين الولايات المتحدة والعالم العربى هو مصر - أكبر دولة وجيشها يجرى تدريبات مع الجيش الأمريكى لعدة عقود. ومصر هى التى تواجه الإرهابيين فى سيناء وهى التى يتكالب عليها الجهاديون من الشرق والغرب وهى حامية السلام فى الشرق الأوسط وهو أمر يعلمه المرشح الجمهورى جيدا. وقد كان اللقاء بين السيسى وترامب جيدا للغاية وما سوف يتم الإعلان عنه من لجان مشتركة بين البلدين فى حال انتخاب المرشح الجمهورى سينال إعجاب الشعبين.

ما هى الأخطاء التى ترونها كارثية فى طريقة تعامل الإدارة الديمقراطية الحالية مع مسألة احتضان تنظيم الإخوان ومخالفة الإرادة الشعبية الحقيقية فى مصر فى ٣٠ يونيو؟ وكيف سيختلف تعامل ترامب عن أسلوب أوباما وكلينتون؟

‎الفارق بين سياسة ترامب وهيلارى كلينتون فى العالم العربى سيكون شاسعا، فالمرشح الجمهورى فى حال انتخابه لن يتدخل فى الشئون الداخلية لبلد مثل مصر. من الواضح أن أوباما وهيلارى قد قاما بدعم فريق سياسى دون الأطراف الأخرى وقد كان دعمهم لجماعة الإخوان وليس التيار الليبرالي. اختاروا دعم فريق يريد أن يعيد مصر إلى العصور القديمة أو إلى الخومينية أو قاندهار وهو ما كان تصرفا عجيبا وغريبا. وقد كان مفهوما اجراء حوار مع الإخوان قبل ثورة يناير ولكن لم يكن مسموحا باجراء حوار مع الوفود العلمانية أو الدينية الوسطية أو الشبابية أو المجتمع المدنى التى لم يعترف بها. كانت وفود الإخوان تستقبل فى مبنى الخارجية الأمريكية بينما يتجاهلون وفود الأقباط الأمريكيين. ومن ثم، الأمر يحتاج إلى تغييرات جذرية فى السياسة الأمريكية وسوف يكون ترامب مهتما بأوضاع مصر الاقتصادية لأنه رجل إقتصاد فى المقام الأول وهو يحب كلمة الازدهار ويحب أن يرى الشعوب تتقدم فى مواجهة المتطرفين خاصة دولا مثل مصر والأردن والفلسطينيين فى قطاع غزة.

نعتقد أن تصريحات ترامب بشأن المهاجرين واللاجئين مازالت تحتاج إلى توضيح أكثر. وما هى الطريقة المثلى للتعامل مع قضية المهاجرين؟ وكيف تربطون قضية اللأجئين بالحل السياسى فى سوريا؟

‎فى موضوع المهاجرين واللإجئين، الحديث المتداول عن موقف ترامب غير صحيح وما يقال إنه ضد وجود اللاجئين لأنهم قادمون من سوريا هو محض افتراء وقد تطرق الرجل إلى قضية المهاجرين فى أحد خطاباته الأسبوع الماضى وقال إنه يريد أن يأتى كل من يحب أمريكا ويعمل هنا ومن يريد أن يصبح عضوا فى الأمة الأمريكية سيلقى الترحيب ولكن هناك قوانين. فهل يعقل أن يدخل الناس عبر حدود الدول دون رقابة وهو يريد تنظيم اوضاع المهاجرين ومعظهم يأتون من المكسيك وأمريكا الوسطي. فالولايات المتحدة ليست «فندق» للعالم ولكننا أمة مثل سائر الأمم وهناك قوانين محلية وأخرى دولية. موضوع الهجرة يتعلق بقانونية ما يجرى ولا يتعلق بهوية من يأتون إلى الأراضى الأمريكية. إدارة أوباما تعاطفت مع المهاجرين وفتحت الأبواب من أجل استخدام هؤلاء الوافدين وحتى يتحولوا إلى «ناخبين» وليس من أجل تحسين أوضاعهم بينما ترامب يريد نقل الجميع إلى حال أفضل ودمجهم فى الطبقة الوسطي. وهناك كثير من السوريين أصدقاء لترامب وهو يرى أن الحل للأزمة فى سوريا هو عودة اللاجئين إلى ديارهم وحتى لا يحدث إفراغ لتلك الأوطان من سكانها وبالتالى هو يريد مناطق حماية فى سوريا من أجل إعادة السكان على عكس موقف الإدارة الحالية التى تريد استخدام اللاجئين. ونحن ضد إفراغ سوريا من أبنائها خاصة من العرب السنة فى حمص وحلب وحماة ودرعة. ومن يريد أن يأتى إلى أمريكا هناك قوانين تنظم الهجرة ولا يجب كسر القوانين.

كيف تخططون للتعامل مع تنظيم «داعش» الإرهابى ؟ وكيف سيكون شكل التنسيق مع الدول الرئيسية فى المنطقة للتحرك الحاسم ضد التنظيم بعد التخبط الحالى فى المواجهة؟

‎هناك فارق كبير بين موقف ترامب وكلينتون فيما يخص التعامل مع تنظيم «داعش». فأوباما وكلينتون ينتظران طويلا حتى يبدأ تحرك الولايات المتحدة وعندما يبدأ التحرك يكون بطيئا وهو تحرك يتم التفاوض عليه مع أطراف إقليمية وتستعمل عملية تحرير الأرض من داعش كعملة فى مفاوضات إتفاقات أكبر. من يدفع الثمن؟ عندما ننتظر كثيرا يكون هناك الكثير من القتلى والمجازر وهو فى حد ذاته غير مقبول. ويترك الإنتظار وراءه ملايين اللاجئين والمهاجرين ولو تقدمنا ببطء فسنسمح للتنظيم التكفيرى الإرهابى بالتقدم فى مناطق أخري. والأسوأ هو أن إدارة أوباما ــ كلينتون لم تخطط لمن سوف يتسلم تلك المناطق التى يتم تحريرها من داعش. لو تم تسليمها إلى قوى الشعب لا يريدها، فالمشكلة الأكبر أنه لا يوجد تخطيط للحل السياسى فى العراق يسمح بوجود حماية لهم من أبناء جلدتهم ولو حصل اتفاق سياسى على كل الأمور فسيكون هناك جيش وطني.

‎سوف يعمل ترامب- الرئيس- على كل تلك الأصعدة بشكل مختلف. التحرك الأول، مواجهة الإرهاب أن تكون سريعة وحاسمة فى مصر والعراق وسوريا وليبيا. ثانيا، يجب أن نعيد المهجرين والأمور فى بلادهم إلى ما كانت عليه ونساعدهم. ثالثا، أن الحل السياسى بعد عملية التحرير يجب ألا ينتج أزمة مستقبلية أخرى تلزم الولايات المتحدة أن تعود للمنطقة مرة ثانية وثالثة. فأى عمل ستقوم به إدارة ترامب سيقوم على التشاور مع حلفائها العرب المسلمين وغيرهم فى المنطقة وتقرر معا، وليس بشكل منفرد، بشأن ما يجرى فى المنطقة. على سبيل المثال، ستجلس إدارة ترامب مع الدول الحليفة مثل مصر والأردن ودول الخليج والدول المعتدلة لوضع خطة مكافحة «داعش» وليس من الضرورة أن تكون القوات الأمريكية فى كل المواقع الأمامية، فهناك جيوش عربية بتسليح غربى أمريكى وهى جيوش منظمة ولابد من وجود تحالف حقيقى بين أمريكا وتلك الدول ووجود مثلث يضم الولايات المتحدة وأوروبا والدول العربية لمواجهة الإرهاب. ويجب أن يكون هناك تنسيق مع حلف شمال الأطلنطى ولم يقل ترامب أنه يريد إنهاء «الناتو» ولكنه يريد عملية تنظيم حلف الأطلنطى والتنسيق مع الدول الكبرى الأخرى فى مواجهة الإرهاب. للأسف، كل ما سبق هو نتيجة التشويه من جانب الإعلام المعادى لدونالد ترامب فى الحملة الانتخابية.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق