يراهن العالم المتحضر الآن على الفن والثقافة، والقوة الناعمة “الفن” هى أهم ما تملكه مصر وهو ما يجب أن تنتبه له الدولة المصرية. الفنان التشكيلى المصرى لم يجد من يحنو عليه أو يشجعه،
ولابد أن يشعر الفنان باهتمام الدولة به لكى يشعر بالانتماء لها. هذه كانت كلمات الدكتور الفنان إبراهيم غزالة خلال تمثيله مصر فى سمبوزيم مدينة مالنيتز بالنمسا فى دورته العاشرة تحت عنوان “الفن من أجل السلام”. وسمبوزيم مالنيتز هو ملتقى دولى للفنانين التشكيليين من أنحاء العالم.
شارك بالملتقى الذى استمر نحو 10 ايام عدة فنانين من نحو 11 دولة من مصر، أمريكا، فيتنام، تايلند، تركيا، إيطاليا، النمسا، صربيا، البوسنة، رومانيا وألمانيا. حيث قام كل فنان بعمل 3 لوحات فردية للمناظر الطبيعية الموجودة بمدينة مالنيتز والتى تبعد عن فيتنام بمسافة 600 كيلو متر. على أن يقوم كل فنان برسم المناظر المحيطة بالمكان كلا حسب إحساسه وأفكاره وتخيله للمشهد وبالخامة التى يريدها.
إلا أن الفنان إبراهيم غزالة استطاع أن يرسم 6 لوحات فى تلك الفترة بالألوان الاكريليك والاحبار. وفى ختام الملتقى شارك جميع الفنانين بلوحاتهم فى المعرض الدولى المصاحب للملتقى بالمدينة والذى افتتحه عمدة المدينة والمهندسة المعمارية إليزابيث كوخ .
وتقول إليزابيث أن الهدف من الملتقى هو التعارف والحوار بين الفنانين ورسم منظر واحد للطبيعة كلا حسب فكرته ورؤيته للطبيعة ومن منظوره الخاص مشيرة إلى أن الفن هو أساس الجمال فى الحياة وبه تحيا الشعوب وترتقى وهو أجود لغة للتعارف بين الشعوب. ولابد للأغنياء من رعاية الفن والارتقاء به واستخدامه فى كافة المجالات لما له من تأثير ايجابى على تنمية ورقى المجتمعات.
وأنهى الفنان إبراهيم حديثه بسؤال لماذا لم يفكر رجل أعمال واحد فى مصر عمل مصنع للألوان وآخر للورق وآخر لقماش اللوحات من الكتان، فنحن نستورد كل الأدوات الفنية من الخارج بالعملة الصعبة ويمكن لهذه المصانع أن تصدر منتجاتها للوطن العربى كله حيث لايوجد لديها مصانع لهذه الخامات، ومصر مليئة بالمواد الخام والأيدى العاملة الرخيصة.
وابراهيم غزالة هو فنان رسام مبدع يحب الألوان بشدة، والتى تلعب دورا مهما و بارزا فى أعماله يتجول بين ربوع لوحاته بريشته الجريئة، ملتقطاً من البيئة التى حوله ما يمكن وضعه فى إطار الجمال الخالص؛ فهو ليس ناقلاً توثيقياً لمشاهد الطبيعة، بل يتخذ من عناصرها، وتكويناتها، ما يتسق مع وجدانه ويميل الى الانسجام و التناغم، وينتقى من مكونات المشهد الواقعى ما يدفع الى التأمل والراحة لرهافة الحس وجمال المنظر. وتبدو ريشته من خلال أعماله أكثر نقاءا وانضباطا.
رابط دائم: