تنهيدة طويلة تخرج دافئة بصحبة أربعة حروف.. الأيدى مشتبكة تمسك بسور كورنيش النيل وتقذف همومها وغضبها مع قشر الترمس .. حياة تشكل حوائط أربعة بعدد حروف الحب يغطيها سقف مغزول من أغانيه، ليصنع غرفة تملؤها السكينة تطل على شارع الخجل .. هكذا كان الحب قديما تابلوها يزين حياتنا ، هواء ومتنفسا وجدارا مصفحا للأحزان .
تدريجيا تلوث هواء الحب، وراح يخرج زفيرا فقط، حتى امتلأت رئتى الكورنيش بعادم الحب وبرزت على جبينه تجاعيد الهم ، وصار كهلا ، اعتلت رأسه شعيرات بيضاء .. تحول الحب إلى شاب (كاجوال ) وارتدى البنطلون (أبو وسط ساقط وشعر سبايكى)، وتغيرت بالتالى متطلباته ، فصار اللون الأحمر وجبته الدسمة التى لايراها إلا من العام للعام فى عيد الحب،لتطرح فى الأسواق قلوبا محشوة بالقطن ودباديب بلا روح ولا حياة ، واستقبلته الكافيهات والمقاهى ومحلات الكشرى والمطاعم « ليكب» كل منهما كلمتين هزار.. حب بائس ،
لا يعرف الحديث الجاد عن المستقبل ولا يرى
أحلاما.. حب يستجدى الشفقة ، يكفى أنه ينتظر من
العام للعامليخرج دفقة مشاعره فى مجرد هدايا باردة وفسحة
فى الكافيه «مع الشلة» .
رابط دائم: