رئيس مجلس الادارة

أحمد السيد النجار

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

عيد الحب المصرى ليس «فالنتين»

أمل شاكر
بكل تأكيد أننا اليوم فى أشد الحاجة لاستعادة مشاعر الحب والتراحم والتواصل والتسامح والترابط بين الأسرة الواحدة، الأهل، الجيران والأصدقاء.. ولعل ذكرى عيد الحب الموافق 4 نوفمبر فرصة لاستعادة تلك المشاعر، هذا العيد الذى دعا له الكاتب الكبير الصحفى مصطفى أمين.

لقد لاقى مصطفى أمين بعض الهجوم لأن هناك من اعتقدوا أنه يطالب بعيد للعشق والغرام كيوم (الفالنتين) لكنه يوم للرحمة والمودة وتبادل مشاعر الحب بين الآباء والأبناء والمجتمع.. فقد بدأت فكرته لعيد الحب عندما لاحظ فتور العلاقات بين الناس, بين الأسرة بصورة سيئة للغاية، أيضا استرعت انتباهه جنازة كانت تسير بدون حضور الناس كما كان متبعا، فتساءل عن مدى اختلاف مشاعر الحب والود بين الناس وكيف أن الوضع تغير عن الماضى عندما كان الناس يحرصون على المشاركة فى الواجبات الاجتماعية كالمشاركة فى الجنازة وتقديم واجب العزاء والمواساة، تلك كانت رؤيته للحب وعيده وهو يوم لاستعادة أجمل الصفات والقيم الأصيلة من الحب، التواصل، الود، التراحم، الشهامة، التضحية،والصبر الذى كتب عن فكرته فى عموده الشهير (فكرة) فى الرابع من نوفمبر 1988 تحت عنوان «عيد الحب المصرى» وقال عنه إنه بمثابة تطهير لقلوبنا وأرواحنا نغسلها من الحقد والكراهية والأنانية والحسد والغيرة العمياء لتحمل أيدينا أجمل الزهور وأغصان الزيتون ولا تحمل الخناجر والسكاكين

د. محمد رجائى استشارى الصحة النفسية يقول: الإنسان بطبيعته لا يستطيع العيش دون مشاعر الحب والانتماء إلى الآخر، وتشكل التنشئة الأسرية البداية والركيزة الأساسية للحب، حتى مراحل العمر المختلفة، وأول علاقة للإنسان بالآخر تبدأ بأمه وهى اللبنة الأولى للحب، فالتنشئة السوية تحدد مدى السواء والتعايش أو اضطراب العلاقة مع الآخر، والأسرة والعالم الخارجى من الجيران والأهل والأصدقاء، فإذا كانت العلاقة بالأم والأسرة مضطربة فإنها ستكون حتميا مضطربة مع العالم الخارجى والمجتمع، إن الحب طاقة إيجابية منحها الله للإنسان ليجابه بها مصاعب الحياة وللتكيف والتعايش مع نفسه ومع مخلوقات الله فى أمان وسلام، ومن أروع وأجمل وأنقى المشاعر والعلاقات الإنسانية وأسماها حب الله، فالأم والأسرة والوطن والناس والمجتمع والكائنات الحية المختلفة دليل الإيمان بالله، إذا أحبنا الله حبب الآخر إلينا حتى المختلف معنا.

ما أروع تقديم الزهور فى هذا اليوم كرمز للحب وإفشاء السلام بالمعاملة الطيبة الحسنة والابتسامة فى وجه الآخر، والالتزام بالأخلاق الكريمة والتسامح والتعايش وتقبل الآخر.. حب نفسك يجعلك تحب الآخرين وسيجعلك حريصا على النجاح وتحقيق المكاسب.

وأخيرا يؤكد د.رجائى أن الانتماء والإخلاص وإتقان العمل من أهم ما يبنى وترتقى به الأوطان، وأجمل هدية فى عيد الحب المصري، فالحب ليس عاطفة بين ذكر وأنثي، لكنه أعمق وأعم وأشمل, فالإنسان الخائن لوطنه خائن وغير صادق فى مشاعره للآخرين.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق