عام كامل مر بالأمس على حادث الطائرة الروسية التى سقطت فى سيناء فى 31 أكتوبر من العام الماضى واعقب الحادث توقف السياحة الروسية إلى مصر دون بارقة أمل حتى الآن فى تحديد موعد نهائى لاستئناف الرحلات بين روسيا ومصر
برغم التصريحات العديدة من هنا وهناك وآخرها تصريحات وزير النقل الروسى مطلع هذا الأسبوع من أن الكرة فى ملعب الجانب المصرى ـ على حد قوله ـ وكل شىء يعتمد على السرعة التى ستنفذ بها التدابير والخطط الأمنية وأنه إذا ما تمت دعوتنا من الجانب المصري فى مطلع ديسمبر المقبل فإن فريقا روسيا سيقوم بزيارتها ويرفع تقريرا إلى الحكومة الروسية وبناء عليه سيتم اتخاذ القرار بعد ذلك عشية عطلة رأس السنة الجديدة وهذه مجرد تخمينات ـ حسبما قال ـ!.
هذه التصريحات الغامضة حول الموقف الروسى جاءت لتؤكد ما نشر فى «عالم المطارات» منذ ثلاثة أسابيع من أن هناك معوقات تجعل استئناف السياحة الروسية إلى مصر مع «بداية» الموسم الشتوى الحالى أمرا صعبا وفقا لتوقعات الخبراء برغم الجهود المكثفة لوزارة الطيران وكافة الأجهزة المعنية فى الاستجابة للمطالب الروسية خاصة أن تنظيم رحلات الأفواج السياحية يتطلب تعاقدات قبلها بفترة طويلة.. ولكن من الممكن «استئناف جزئى» للسياحة الروسية من خلال رحلات شركة «إيروفلوت» الروسية ومصر للطيران من مطار القاهرة كمرحلة أولى فى منتصف الموسم الشتوى ـ وهذا ما نأمله ـ لكن ذلك قد لا يضيف رصيدا كبيرا من السياح الروس الذين يفضلون مدينتي شرم الشيخ والغردقة بدرجة أكبر من القاهرة!
مصادر مطلعة أكدت لـ «عالم المطارات» أن هناك نقاطا مازالت معلقة وبالتالى فإن عودة السياحة الروسية الى مصر قد تلحق بأواخر الموسم الشتوى إذا تم تنفيذ كافة المطالب الروسية.. ووفقا لتأكيدات مصادر بوزارة الطيران فإن من بين تلك المطالب زيادة السعة التخزينية لكاميرات المراقبة بمطارات القاهرة وشرم الشيخ والغردقة لتصبح 30 يوما واطلاع فرق التفتيش على شرائط تلك الكاميرات للتأكد من سلامة الإجراءات الأمنية المتبعة وتزويد الأبواب الخاصة بالعاملين بالمطارات بنظام «البصمة البيومترية» للعين أو اليد وأشارت المصادر إلى أن وزارة الطيران المدنى تتعاقد حاليا على كاميرات متطورة وتحديث الكاميرات الحالية وتطبيق نظام البصمة للعاملين والتى ستصل هذا الشهر وقد يستغرق تركيبها وتشغيلها عدة أشهر.
ومن بين هذه المطالب أيضا إحكام الرقابة على أماكن دخول البضائع الى الطائرات من المنافذ المخصصة لذلك خاصة أن الجانب الروسى وضع عدة ملاحظات فى ذلك الشأن خاصة بأسلوب التفتيش في تلك المنافذ كما تجرى دراسة للاستعانة بحاويات ذكية تغلق الكترونيا لضمان عدم العبث بها عقب انتهاء عمليات التفتيش الى جانب الاستعانة بشركة أمن خاصة للتفتيش على الأبواب وذلك ما تم فعليا بالتعاقد مع شركة وطنية نظرا لأن القانون المصرى يمنع الاستعانة بشركات أجنبية حفاظا على السيادة المصرية وبدأت العمل بمطار شرم الشيخ والمرحلة الثانية بمبنى 2 بمطار القاهرة الذى ستعمل منه الشركة الروسية »إيروفلوت«.
أيضا من النقاط التى مازالت محل خلاف بين الجانبين مطلب روسيا بمشاركة رجال أمن روس فى إجراءات التفتيش للطائرات المتجهة الى روسيا وهنا سيتم الاحتكام للاتفاقات الأمنية الثنائية بين البلدين وفقا للقوانين الدولية والمنظمات الدولية ولبرنامج الوطنى لأمن الطيران فى مصر بخلاف دراسة مطلب تخصيص صالة خاصة للسائحين الروس عند زيادة الرحلات.
وأشارت المصادر إلى أن الجانب الروسى طلب أيضا سرعة إنهاء التحقيقات الخاصة بحادث الطائرة الروسية بعد مرور عام كامل خاصة أن الجانب الروسى تقدم بمذكرة رسمية بوجود عامل تخريبى أدى لسقوط الطائرة عقب الإقلاع من مطار شرم الشيخ فى ذات الوقت هناك تنسيق بين السلطات القضائية المصرية والروسية فى هذا الشأن وفى انتظار نتائج تحليل أجزاء الحطام للتأكد من وجود أى آثار لمفرقعات خاصة فى الجزء الخاص بالعفش.
ومن المنتظر عقب انتهاء مصر من تجهيز كافة المطالب الروسية فى المطارات قيام فرق تفتيش روسية بتفقد الإجراءات الأمنية فى هذه ا لمطارات مرة أخرى لوضع تقاريرها وملاحظتها وبناء عليها سيتم تحديد موعد عودة السياحة الروسية والتى قد تلحق بآخر الموسم الشتوى.. وهذا مانأمله !.
رابط دائم: