الأنفاق ممرات تحت سطح الأرض، يختلف طولها وعمقها وحجمها حسب الهدف التى تنشأ من أجله، ولكل نفق فتحتان فى كلا طرفيه وتدعمها بطانة من الأخشاب أو المعادن أو الخرسانة المسلحة وهى أقواها لتتحمل ضغط الأرض فوقها، والأنفاق إما نعمة أو نقمة، وشتان بين الاثنتين..
فتكون نقمة عندما يقوم الإرهابيون بتهريب فلولهم والأسلحة والذخائر والمتفجرات ليقتلوا بها أبناءنا من الجيش والشرطة والمدنيين بالإضافة إلى نقل المخدرات والممنوعات والسيارات التى يسرقونها من مصر، ويمرون بها عبر الأنفاق إلى غزة، وبعد أن تم تطهير مناطق الحدود من منازل المجرمين المهربين والإرهابيين الملاصقة لها، عاودوا للأسف حفر أنفاق تصل لمسافات أطول تنتهى فتحتها الأخرى فى منازل بعض السكان المتواطئين معهم، ولا يتوانى الجيش عن تتبعها وتدميرها. وتكون الأنفاق نعمة إذا أنشئت من أجل البناء والإعمار مثلما حدث فى شق الأنفاق التى تمر تحت قناة السويس وتنتقل المياه عبر إحداها من الغرب إلى الشرق ومعها الخير والنماء لقطعة غالية من أرضنا فى سيناء ظلت مهملة منذ آلاف السنين لم تمتد لها يد الإعمار، مما أغرى الغزاة والطامعين على مر العصور للفوز بها، ولكنها الآن أصبحت خالصة لنا ولن نفرط فى شبر منها وسنعمرها بمشروعات صاعدة واعدة بإذن الله، وبعض الأنفاق شيدت لمرور المركبات بأنواعها المختلفة ونقل البضائع، ونفق لخطوط السكك الحديدية، ومن خلال نفق آخر يتم أيضا تمرير أنابيب الغاز والبترول أو كابلات الكهرباء ....الخ، وأيضا أنفاق المناجم التى تستخرج منها المعادن كالذهب والماس والفحم والمواد اللافلزية، ويتم شق الأنفاق داخل المدن مثل أنفاق المترو بغرض سيولة المرور ومنع التكدس فى الطرق، وأنفاق أيضا للمشاة تجنبا لحوادث المرور.
أما أنفاق دولسى التى يزعمون أنها تصل بين أمريكا وعالم جوف الأرض، فلم يصلنا للآن إن كانت حقيقية أم أنها «فيلم أمريكانى» ومحض خيال مثل أفلام الخيال العلمي، ونود لو تيقن أحد من القراء أو العلماء المصريين فى أمريكا من هذه الأنفاق فليخبرنا ولو بنبذة عنها، أما الفيلم الأمريكى «الهروب الكبير» فكما يقولون هو مبنى على قصة حقيقية وقعت خلال الحرب العالمية الثانية، ويحكى قصة مجموعة من ضباط دول التحالف اعتقلوا كسجناء حرب، وحفروا أكثر من نفق بعد أن كشف الحراس أحدها، ولم يستطع معظمهم الهروب كما ادعوا فى الفيلم «الأمريكانى»، ومن استطاع الهرب لمسافة قبض عليه، ونقلوهم جميعا إلى سجن آخر. وهكذا نرى أن الأنفاق سلاح ذو حدين، وعلينا أن نصون ونطور النافع منها، أما الضار فنتخلص منه أو نحوله إلى آخر مفيد، ونوكل هذه المهمة إلى هيئة الطرق والكباري، ونحول اسمها إلى هيئة الطرق والأنفاق والكبارى!.
د.مصطفى شرف الدين
رابط دائم: