السيدة الأولى لقب تطمح اليه الكثيرات وتناله القليلات، ومع أن هذا اللقب ليس ذا صفة رسمية، أى لا تترتب عليه بموجب القانون مسئوليات محددة،
كما أن من تحمله لا تتقاضى أى دخل، فإنه من الناحية العملية يعد ترجمة فعلية للسلطة والنفوذ والاهتمام، خاصة إذا كانت صاحبته تتمتع بشخصية قوية أو لديها تاريخ من العمل السياسي، وإن كان ذلك لا يمنع السيدة الأولى من الحصول على بعض الإمتيازات مثل تخصيص مكتب لها بالجناح الشرقى من البيت الأبيض وفريق من الموظفين لمساعدتها باعتبارها المسئولة الأولى عن كل المناسبات الاجتماعية والاحتفالية فى مقر الحكم.
ولأن الحكمة القديمة تقول «وراء كل عظيم امرأة»، فالواقع يشير الى أن هؤلاء السيدات لعبن دورا كبيرا فى دعم أزواجهن، وبعضهن تمتعن بقدر من النفوذ والتأثير كونهن الأقرب للرئيس وصوتهن يكون أحيانا المرجح بين أصوات مستشاريه.
وتأتى فى مقدمة هؤلاء «مارثا واشنطن»، وتعد أول من حمل هذا اللقب، وقد اكتسب البيت الأبيض اسمه بعد أن أطلقه زوجها جورج واشنطن على مقر الحكم تخليدا لذكرى منزلهما فى ولاية فيرجينيا.
وتعد «آنا هاريسون» السيدة الاولى التى لم تدخل هذا البيت قط، ففى طريقها لواشنطن تلقت خبر وفاة زوجها الرئيس التاسع إثر التهاب رئوى بعد شهر من توليه الحكم، ومع أن اهتمامها انحصر فى دورها كأم وخدمة الكنيسة، فإنها الوحيدة التى حملت لقب زوجة رئيس وجدة رئيس بعد انتخاب حفيدها بنيامين هاريسون الرئيس الثالث والعشرين للولايات المتحدة. أما «مارى تود لينكولن» فقد عرفت بانها امرأة حادة الطباع حتى إن البعض تندر بأنه هرب من شخصيتها الشرسة وانتقاداتها الدائمة له بالانغماس فى العمل السياسى حتى وصل لمنصب الرئاسة.
وتعد إليانور روزفلت نموذجا متميزا فى عالم السيدات الأول، حيث اعتبرت واحدة من أعظم السيدات الأمريكيات، وقد اهتمت بملف حقوق الانسان ودافعت عن المرأة والأقليات، فكتبت بذلك دورا جديدا للسيدة الأولى، بل إنها ضغطت على زوجها لتغيير بعض سياسات التمييز العنصري، وقد رأست لجنة صياغة الإعلان العالمى لحقوق الإنسان، وساعدت فى تأسيس منظمة اليونيسيف.
أما جاكلين كينيدى فقد وصفت بأنها المرأة التى غيرت مقاييس البيت الأبيض، مع أنها لم تمكث به كثيرا بسبب اغتيال زوجها، وقد أحبها الشعب الامريكى بسبب أناقتها وثقافتها وأعادت إحياء البيت الأبيض وحولته لمتحف للتاريخ الأمريكي.
وتعد بيتى فورد من أشهر زوجات الرؤساء بسبب صراحتها فى الكثير من القضايا السياسية والاجتماعية، وقد أعلنت بشجاعة إصابتها بسرطان الثدى واعتبرت آنذاك ملهمة للنساء، كما خاضت معركة الشفاء من إدمان الكحول والمسكنات، وأنشيء بسبب ذلك مركز بيتى فورد لعلاج الإدمان.
وحظيت نانسى ريجان بالاهتمام كونها كانت ممثلة قبل أن تصبح سيدة أولى، وعرف عنها مساندتها القوية لزوجها خلال فترة حكمه وعند محاولة اغتياله ودعمته كثيرا عندما عانى مرض ألزهايمر.
أما هيلارى كلينتون فقد عرفت بالطموح المهنى والنجاح وجاء اسمها ضمن قائمة أكثر المحامين نفوذا بالولايات المتحدة قبل أن تصبح سيدة أولى، ومع أنها تعرضت لحرج كبير بسبب فضائح زوجها، فقد ضربت مثالا فى القوة والصمود.
ومع أن لورا بوش فضلت المكوث فى الظل، فإن حماتها سيدة البيت الأبيض السابقة أطلقت عليها لقب الصخرة بسبب مساندتها لزوجها خصوصا عندما أدمن الخمر فى بداية حياتهما الزوجية، وقد أعجب الكثيرون بدورها التقليدى كزوجة للرئيس.
وتنفرد ميشيل أوباما كأول سيدة أولى من أصول إفريقية، وهى أيضا محامية ناجحة، ولعبت دورا ملموسا فى فوز زوجها بالرئاسة مرتين، بل إنها فى رأى البعض من أهم أسباب فى هذا الفوز لاقتناعهم بأن شعبيتها تفوق شعبية أوباما نفسه.
رابط دائم: