كثيرة هى الظروف القاسية علينا، فمنها الاقتصادية والعلمية وحتى القدرة الجسدية أحيانا، فرغم كل الظروف والصعاب نجد دائما نماذج مختلفة وأبطال فى شتى المجالات يجعلوننا نخجل من أنفسنا. وهنا تأتى المشكلة، وهى أولا وأخيرا تتواجد فى داخلنا، حيث ننظر من حولنا ونرى أننا قد نمتلك الكثير.
ولكن فى ذات الوقت يصيبنا الألم والإحباط، فلا نستطيع أن نفعل شيئا بقدرتنا، على الرغم أننا نمتلك طاقات هائلة، ولا نعرف حقيقة قوتنا الداخلية، وإذا نظرنا من حولنا نجد بعض الأشخاص قد ينقصون في القدرة العقلية والجسدية ولا يستطيعون أن يبلغوا درجة الإدراك الكامل بحواسهم المختلفة لعدم نموها الطبيعى، الذى نتج عن عيب خلقى أو جسدى، وعلى الرغم من إعاقتهم وبفضل مدربين متخصصين وطرق علمية حديثه للتعامل مع ذوى الإعاقة، يستطيع هؤلاء المدربون التعامل بلغة يفهمها هؤلاء الصغار الذين أصيبوا بالإعاقة الخلقية منذ ولادتهم، ومن ثم وجدت الأطراف الصناعية.
إن هذه الطرق التعليمية الحديثة تمكن المدربين من تعويض هؤلاء الصغار عن حواسهم الناقصة، سواء كان فقدان البصر كالتعليم بطريقة برايل، أو فقدان السمع والقدرة على الكلام بتعليم لغة الإشارة والكتابة، أو في حالة فقدان الأطراف، الاستعانة بالأطراف الصناعية والاستشعار بالالكترونيات فى أجسادهم.
وتوجد أجهزة تقوم بالتعويض عن نقاط الضعف الحسية أو الجسدية عند الطفل، وهناك شباب وفتيات لديهم إعاقات عقلية وجسدية حادة وقد توصلوا إلى مراكز علمية رفيعة، فقد رأيت الضرير يحصل على شهادة الدكتوراه، وهناك الكثير من المصابين بالشلل النصفى يحصلون على الميداليات ويحطمون الأرقام القياسية.
حتى الموسيقار «بتهوفن» بعد أن فقد سمعة ازداد عزيمة، وقام بتأليف أعظم سيمفونياته، التى تدرس إلى يومنا هذا فى معاهد الموسيقى العليا، ولماذا نذهب بعيدا، فأنا شخصيًا شاب مصاب بالشلل الرباعى التام منذ ثلاثة عشر عام، وقد حصلت على شهادتين جامعتين، واعمل كمترجم من اللغة العربية إلى الإنجليزية فى أحدى القنوات الفضائية، وأسعى للحصول على درجة الماجستير، واستطيع فعل كل هذا بفضل برنامج متطور على الحاسب الآلى يعمل ببصمة الصوت.
لذا، فمهما قابلت من صعوبات، أو تحديات فى الحياة، أو عدم القدرة على فعل شيء، فتذكر أن هناك رجال وسيدات عظماء حطموا الأرقام القياسية فى شتى المجالات رغم إعاقتهم الشديدة.
فلا يوجد مستحيل طالما وجدت قوة الإرادة.
رابط دائم: