وزير الثقافة فى حوار لـ «الأهرام»: القاهرة صنفت من أجمل 9 مدن فى العالم القرن الماضى.. واختفت الآن!
كان توليه مسئولية وزارة الثقافة، فى نهاية العام الماضى، بداية الطريق نحو تحقيق العدالة الثقافية، التى اقترب منها كثيرًا، كما حَلُم بها، فمنذ أول يوم توزيره، شد الرحال إلى كل بقعة، على أرض مصر.. شرقًا وغربًا.. شمالًا وجنوبًا.. لم يترك مكانًا، إلا وافتتح فيه قصرًا للثقافة، أو متحفًا، أو أقام به مهرجانًا فنيًّا، أو عقد مؤتمرًا ثقافيًّا.
وبكل جرأة ، ونشاط حسده عليه الآخرون ، جاب بالثقافة والفنون أغلب المحافظات، ولكنه ركز ، بشكل كبير ، على المحافظات الحدودية ، فذهب بالمد الثقافى إلى سيناء ، وأقام فى سانت كاترين مهرجانين، وافتتح فى الوادى الجديد ، ومطروح ، والنوبة ، التى لم ير أهلها وزير ثقافة ، منذ أكثر من نصف قرن من الزمن ! ، وأبو رماد ، وحتى حلايب وشلاتين ، قصورًا ، ومراكز ثقافية ، لخدمة أبنائها ، الذين حرموا طويلًا من الزخم الثقافى ، والفنى ، الذى احتكرته العاصمة زمنًا ، وجاء هو ليكسر لهم هذا الاحتكار ، بكل شجاعة ، ويمهد لهم الطريق للظهور ، وتقديم إبداعاتهم المختلفة ، شعرًا كانت ، أو موسيقى ، أو قصة ، أو رواية ، أو غناء ، أو أو أو ، فأصبحوا مشاركين فى رسم خريطة الثقافة فى بلادهم .
وفى حوار شامل ، تطرق لأهم القضايا ، على الساحة الثقافية ، فتح وزير الثقافة حلمى النمنم ، قلبه لـ «الأهرام» ، وأجاب عن كل الأسئلة ، بمنتهى الشفافية ، ورد على كل الانتقادات ، بلا مواربة ، كاشفًا ، فى الوقت نفسه ، عن إنجازات وزارته ، وخططها المستقبلية .
بداية .. بعد مرور عام على توليكم وزارة الثقافة ، ماالإنجازات التى حققتها الوزارة خلال هذا العام ؟
لا أفضل كلمة إنجازات لان الوزارة تؤدى عملها على الوجه الأكمل ، ومن اهمها هذه السنة هى استراتيجية نسير عليها بنجاح حتى الآن وهى العدالة الثقافية التى باتت قريبة من كل مواطن على أرض مصر ، فى الفترة الأخيرة ، بالكثير من قصور الثقافة ، والمهرجانات ، والمؤتمرات الثقافية ، لأن القاهرة كانت محتكرة العملية الثقافية بشكل كامل تقريبًا ، فخرجنا بها للقرى والأقاليم ، كما نبتغى بالعدالة الثقافية أيضًا : التنوع ، أى عدم الاستمرار على جانب واحد من الثقافة ، فمرة الْكُتُب والكُتَّاب ، ومرة الفن التشكيلى ، وهكذا ، فنحن نريد أن نحدث عدالة بين فروع الثقافة ، والفنون المختلفة ، خاصة فى مجتمع به نسبة عالية من الأمية الأبجدية ، غير الأمية الثقافية أيضًا ، لِمَنْ لم يتلقوًا القدر الكافى من التعليم وهناك غير الأمية الأبجدية ، وبالتالى أنت بحاجة للفنون السمعية والبصرية أكثر ، لكى تصل بالثقافة لشريحة كبيرة من السكان ، لن تستطيع تثقيفهم ، إلا بتلك الفنون ، أما الفنون المقروءة فهى لطبقة المتعلمين .
وهل حققتم كل التكليفات الرئاسية التى كُلِّفْتُم بها فى بداية توليكم ؟
حققنا بعض التكليفات ، ومازالت هناك أخرى ، نعمل عليها، وهى المتعلقة بتجديد الخطاب الدينى ، مع الأزهر ، وهذه ستستغرق وقتًا لتنفيذها ، وبالإضافة إلى التكليفات ، هناك أحداث طرأت عليك ، خلال العام ، منها حادث شرم الشيخ ، الذى ضرب السياحة المصرية فى مقتل ، فكان لابد علينا ، وقتها ، أن نركز على الأنشطة الثقافية ، التى تدعم السياحة ، فذهبنا إلى مدينة سانت كاترين ، وأطلقنا فيها مهرجانين ، أحدهما سنوى .
وما شكل التعاون بين الوزارة والأزهر فى مجال تجديد الخطاب الدينى ؟
كان التكليف الرئاسى فى تجديد الخطاب الدينى ، هو أن تتعاون الحكومة كلها ، وليست الوزارة بعينها ، مع الأزهر، ووزارة الأوقاف ، ومن أهم أشكال التعاون بيننا والأزهر فى هذا المجال ، هو أننا نقيم حاليًا معرض كتاب فى جامعة الأزهر ، ونخطط لنقل مجموعة من الأنشطة الفنية إليها قريبًا ، أما ما يتعلق بتجديد الخطاب والفكر الدينى فهو ممتد ، فقد عقدنا فى الآونة الأخيرة مؤتمرًا لتجديد الخطاب الثقافى ، كخطوة أولى ، ثم عقدنا مؤتمرًا ثقافيًّا ، بعنوان «الثقافة الشعبية العربية» بالتعاون مع حلقة «حوار» فى بيروت ، وجامعة المنصورة ، أعتبره جزءًا من هذا التجديد .
فى بداية توليكم ، ذكرتم أنكم جئتم للتطوير ولن تنتهجوا سياسة الإقصاء ، ولكنكم قمتم بتغيير كل رؤساء القطاعات .. فما ردكم؟
ما حدث ليس إقصاء ، إنما رغبة فى التغيير ، وضخ دماء جديدة فى العمل الثقافى .
ولكن أغلبهم وجوه قديمة كالدكتور أنور مغيث ، والدكتور سيد خطاب ، رغم أنكم تحدثتم عن خطة لتخريج كوادر جديدة تتولى القيادة .. أليس كذلك ؟
أولًا ، بالنسبة للدكتور مغيث، هو ليس وجهًا قديمًا ، فهو تولى مركز الترجمة ، منتدبًا لمدة سنة ، ولما انتهى انتدابه عاد لمكانه الأساسى ، وسنة لاتعتبر زمنًا ، وأثبتت التجربة أن فترة توليه كانت ناجحة، لذا لم تأت إعادته من فراغ ، وثانيًا ، عندما أفعل ، فأنا أفعله لسبب ، بمعنى إنه عندما أقول إننى سأستعين بشباب ، فليس هذا معناه أن أقصى الكوادر الأكبر الناجحة ، فلابد من مخضرمين فى الإدارة ، يمتزجون بالدماء الجديدة ، يأخذون منهم الخبرة فى البداية ، ليحدث الإحلال تدريجيًّا ، وبشكل طبيعى .
وفى رؤساء القطاعات وجوه شابة جديدة ، مثل الدكتور محمود الضبع الذى تولى رئاسة دار الكتب والوثائق «أربعينى العمر» ، وكذلك هناك الدكتور أيمن عبد الهادى ، الذى يرأس قطاع العلاقات الثقافية الخارجية، فى العمر نفسه ، بما يعنى أننا حققنا قفزة فى النزول بسن القيادات لما دون الخمسين ، وهذا يؤكد ماسعيت من أجله ، وهو تخريج أجيال جديدة تحمل الراية من الأجيال الحالية ، التى أنا منهم ، وتتراوح أعمارهم مابين نهاية الخمسين ، وأوائل الستين ، على أن ينزل السن تدريجيًّا ، حتى نسلم الراية كليَّةً ، وتلك هى البداية .
كما كنت أسعى لزيادة الكوادر الشابة فى الرؤساء الجدد ، ولكن قابلتنى مشكلة ، هى القوانين الإدارية ، التى حالت دون تولى 3 عناصر ممتازة من الشباب ، قمت باختيارهم ، لأكثر من قطاع.
وما رأيك فى أداء رؤساء القطاعات ؟
أغلب القطاعات أنجزت مشروعات ، وأقامت فعاليات ناجحة ، وهذا بلا شك يحسب لها ، مثل صندوق التنمية ، الأوبرا ، العلاقات الخارجية ، الفنون التشكيلية ، السينما ، وفى النهاية أحاسبهم على الأداء ، وأقيّْمهم بالإنجاز ، وأى تكاسل أُنَّبِه إليه .
فى الآونة الأخيرة ، كان هناك اهتمام كبير بقطاع قصور الثقافة ؟
بالفعل ، وقد ركزت أكثر على المناطق الحدودية ، فذهبت للوادى الجديد ، ومطروح ، والنوبة ، وحتى حلايب وشلاتين ، وأبو رماد ، وافتتحت قصورًا فيها ، وتعمل ، وتستقبل ورادها حاليًا .
قطاع الفنون التشكيلية ، كانت هناك خطة طويلة لافتتاح العديد من المتاحف المغلقة للتطوير ، والتجديد ، على مدى العام ، ولكنها لم تسِر بنفس سرعة قصور الثقافة .. فما سر التأخير ؟
- بداية ، افتتحنا متحف الزعيم جمال عبد الناصر ، الذى شهد حضورًا على أعلى مستوى من الرئيس وكبار رجال الدولة ، بالإضافة إلى المركز الثقافى للزعيم أيضًا فى باكوس ، وهناك متحف سيفتتح قريبًا فى المطرية ، ويمكن أن نعتبر الميزانيات سببًا لتأخر الافتتاحات فى بعض المتاحف ، التى تحتاج لتكاليف ضخمة لترميمها ، وتطويرها مثل متحف قيادة الثورة ، الذى سيستغرق وقتًا ، لأنه يحتاج لميزانية كبيرة ، تصل لنحو 110 ملايين جنيه .
وماذا عن متحف الجزيرة ، الذى يضم كنوزًا تشكيلية عالمية ، تقدر بالملايين ، مازالت بالمخازن ؟
الترميم جارٍ ، وقارب على الانتهاء .
إذن ، لماذا لا تطالب وزارة الثقافة بزيادة ميزانيتها السنوية من رئاسة الوزراء ؟
طلبنا بالفعل ، ولكن الموافقة على الزيادة ، تكون فى نطاق المتاح ، فمثلًا طالبنا بالزيادة لقطاع السينما ، واستجاب رئيس الوزراء ، من 20 مليون جنيه إلى 50 مليونًا ، كما زادت ميزانية الوزارة ، لكن أغلب تلك الزيادة ذهبت لبند الأجور .
هناك أصوات تنتقد الأداء الروتينى لوزارة الثقافة من افتتاح قصور .. مهرجانات ، ويقولون أن هذا ليس دور وزارة الثقافة ، ويجب أن يكون لدى الوزير حلمى النمنم برنامج مميز .. فبماذا تردون عليهم ؟
عندما جئت وزيرًا ، قلت فى أول يوم أن لى هدفًا محددًا ، وهو الوصول بالثقافة لكل ربوع البلاد ، لتحقيق العدالة الثقافية ، وهذا ماحققته من خلال تلك المهرجانات ، التى تعد جسورا ، حملنا عليها الثقافة لكل فئات المجتمع ، فى أى مكان ، وعندما تطلق مهرجانًا ، فى ليلة الرؤية بشارع المعز ، يحتشد فيه مليون مواطن ، يستمتعون بالتنورة ، والفنون الشعبية المختلفة ، وعندما تأتى بالمهرجانات لسانت كاترين فى سيناء ، والوادى الجديد ، ومطروح ، والنوبة ، التى يقول لك أهلها إنهم لأول مرة يَرَوْن وزير ثقافة ، منذ 54 عامًا ، وتجوب بالأنشطة كل مكان ، فأعتقد أن هذا ليس بالأداء الروتينى .
أما كون هناك أناس يَرَوْن أن هذا ليس دور وزارة الثقافة ، فأنا أختلف معهم ، وأقول لهم إن الوزارة لم تعد للنخبة فقط ، بل أصبحت للشعب ، بمختلف طوائفه .
وماذا عن احتكار القاهرة المؤتمرات الثقافية ، عدا مؤتمر الفنون الشعبية الأخير ، الذى عُقِدَ منه يومان فقط بالمنصورة ؟
أكرر أن هدفى هو ألا تنفرد القاهرة بالثقافة المصرية ، وهذا يسرى على المؤتمرات أيضًا ، ولكن المشكلة فى الصحافة ، التى لا تركز إلا على المؤتمرات التى تقام بالعاصمة .
نأتى لقضية التواصل مع المثقفين .. تذكرون - سيادتكم - أنها تحولت إلى أزمة للوزير السابق الدكتور عبد الواحد النبوى ، واستفحلت بتكتلهم ضده والذهاب لشكواه لرئيس الوزراء ، أما فى عهدكم فنجد هدوءًا نسبيًّا على الساحة الثقافية .. فهل يعنى هذا رضاهم عن أدائكم ؟
{ أنا لا أعرف مدى رضاء المثقفين عنى ، ولكن المشكلة هى أننا ، فى كل الأحوال ، نتحدث عن المثقفين ، ونتعامل معهم باعتبارهم كتلة صماء مصمتة ، وهذا غير صحيح ، لأن المثقفين ، فى الواقع ، وعبر الأجيال والأزمان ، مجموعات متعددة ، ومتباينة الآراء ، وهذا أحد جوانب التميز فيهم ، وحتى وقتنا هذا ، أن يأتى وزير ثقافة وينال رضا المثقفين بنسبة 100% ، فهذا لم يحدث ، وأتمنى ألا يحدث .
فالدكتور ثروت عكاشة ، الذى نعتبره الآن أعظم وزير ثقافة مرَّ على مصر ، وقتما كان وزيرًا ، نال اعتراضات من بعض الناس ، والتيارات ، وهو القامة الثقافية العظيمة ، وحتى رموز الثقافة ، كالدكتور طه حسين ، عندما توزر ، انقسم المثقفون حوله لثلاثة فرق : فريق يحبه ، وآخر يعارضه ، وثالث يرفضه ! ، وكذلك العقاد ، وتوفيق الحكيم ، اختلفوا حولهما، وهذا ليس لعيب فى العظماء الأربعة ، وإنما لأن تلك هى طبيعة الحياة الثقافية ، فليس مطلوبًا من المثقفين أن يجمعوا على أحد ، لأنهم - ببساطة - مختلفون .
ومارأيكم فى اللَّبْس الحادث الآن بين المثقفين حول تعريف المثقف ؟!
لا يوجد لَبْس ، لأن تعريف المثقف قضية نظرية ، تحمل فيها الدراسات ، والمؤتمرات ، المئات ، بل الآلاف من التعريفات ، ولن تجدى تعريفًا جامعًا مانعا له حتى الآن ، ولكن ليست هذه القضية ، فمثلًا شاعر الربابة الذى ظل يروى السيرة الهلالية ، طوال عمره ، قد يكون أميًّا ، لم يتعلم القراءة والكتابة ، ولكنه من الممكن أن يكون مثقفًا أكثر منى ومنك ، ومثلًا لو ذهبت إلى شمال سيناء ، وجلست مع شيخ القبيلة ، واستمعت له ، وهو يتحدث عن شئون قبيلته ، فهذا الرجل قد لاتكون لديه أى شهادة ، أو مؤهل جامعى ، ولكن تستشعر من كلامه ، أنه مثقف ثقافة عالية ، وبالعكس من الممكن أن تقابل مَنْ يحمل دكتوراه فى الهندسة ، أو الطب ، لكنه غير مثقف ، مجرد متعلم ، لا يحمل سوى خبرات فى مجاله .
وبالنسبة لاكتشاف الموهوبين فى مجالات الفنون والآداب .. ماذا قدمت الوزارة فى عهدكم ؟
قدمنا الكثير ، مثل مسابقة «الصوت الذهبي» ، التى ينظمها صندوق التنمية ، وخرَّجنا فيها العام الماضى ، 7 مواهب ، من أماكن مختلفة ، أحدهم من سيناء ، وكان فى الماضى يكتفى الفائزون بالجائزة المادية ، ولكن الآن صرنا نضمهم لدار الأوبرا ، ليتلقوا فيها مزيدًا من التدريب ، ويقدمون فيها إبداعاتهم .
شيء جميل .. فهذا هل يعنى أنكم تدركون مدى أهمية الدعم المعنوى ؟
بالتأكيد ، بل هو أهم من المادى ، فمثلًا ، لو أخذت صوتًا موهوبًا من الشرقية ، أو الصعيد ، أو شمال سيناء ، ليغنى فى المسرح الكبير بالأوبرا ، ودعوت له عددًا من الوزراء ، والمسئولين ، وكتبت الصحافة عنه ، وصور التليفزيون ، ففى تصورى أنك تقدم له أكبر دعم ، وهو الاعتراف به ، والدعاية المجانية .
ومثال آخر ، عندما أقمنا ، فى رمضان ، مسابقة الابتهالات والتواشيح الدينية ، قدمنا فيها مواهب مغمورة ، فضلًا عن أنك حافظت على فن أصيل كاد يندثر ، وفتحت لأهله مجالًا يقدمون فيه إبداعاتهم ، والأمر نفسه ينطبق على الأطفال .
عندما نأتى لمسارح الدولة ، نجد أن مسرح السلام مغلق للآن .. ما السبب ؟
أسعى لفتح أى مسرح مغلق ، ولكن المشكلة تكمن فى اشتراطات الأمن الصناعى ، والحماية المدنية ، التى لا تتوافر فى بعضها ، الذى بُنِى منذ سنوات بعيدة ، لم تكن تُراعى ، وقتها ، تلك الاشتراطات ، التى نفسها تطورت أيضًا ، خلال السنوات الأخيرة ، فى الوقت الذى كان يتم التغاضى عنها ، أو التساهل فى تطبيقها ، حتى حدث حريق مسرح بنى سويف المشهور ، فى العام 2005 ، فبات مستحيلا التغاضى عنها الآن .
وباعتبارى وزيرًا ، كان من الممكن أن تسمح لى صلاحياتى بأن أفتح أى مسرح ، وأشغله ، ولكننى لستُ على استعداد لأن أغامر بحياة أحد ، مهما يكن .
ولكن تلك الفرق تشكو من صعوبة التواصل مع الوزارة ، والوصول إلى الدعم المادى المطلوب ؟
لا أرى صعوبة فى التواصل ، لكن عندما نأتى للدعم ، فسنجد صعوبة ، تتمثل فى العدد الكبير لتلك الفرق ، لأن ميزانيتك لا تسمح ، ولكن ، رغم ذلك ، فلدينا أذرع فى هذا الاتجاه ، مثل صندوق التنمية ، والثقافة الجماهيرية ، فجزء كبير من عملهما فى الشارع .
هل يمكن أن تقوم الوزارة بنوع من التوعية ، لمساعدة الدولة فى علاج أزمات المجتمع ، كالغلاء مثلًا ؟
المسألة لها شقان ، الأول ثقافى ، بمعنى أنها تقع على عاتق المثقفين ، بالخروج ، والاحتكاك بالجماهير فى الشارع ، لأنك عندما تحتك بالمواطنين ، فلن يقتصر حواركما على الثقافة ، بل سيتطرق لمشاكل المجتمع ، ويدور نقاش حول رغيف الخبز ، وأزمة المواصلات ، والنظافة ، وغيرها ، ففى العشرينيات من القرن الماضي، كانت القاهرة تصنف من أجمل 9دول على مستوى العالم ، والآن ، مع تراكم القمامة ، وانتشار السلوكيات السيئة ، اختفت من فوق الخريطة العالمية .
أما الشق الآخر ، فهو خروجنا كمواطنين من بوتقة التفكير المنغلق ، بأن نُعِيد لقيمها العمل ، والإنتاج ، اعتبارها بيننا ، وهذا يحتاج لتغيير لوائح ، وقوانين .
رابط دائم: