حديث الناس يكتبه أحمد البرى
الإقالة ورد الفعل

والمدهش أن رئيس الحى المقال لا يجد خروجا على الأخلاق فيما فعله، ويحمل المحافظ المسئولية، ويصفه بالفاشل والخائن فى اتهامات مرسلة لم يرد عليها المحافظ، ويجب أن تكون للحكومة وقفة معه، فلو أن كل مسئول يتم إقصاؤه من منصبه فعل ما فعله رئيس هذا الحي، فسوف تتحول الدولة كلها الى ساحات للسباب والوقيعة، والبحث عن المصالح الخاصة، ولظل كل واحد فى مكانه مهما ارتكب من المخالفات، ولصارت المؤسسات والهيئات والوزارات كلها سداحا مداحا. صحيح أن المحافظ باستطاعته أن يحصل على حقه عن طريق القضاء، لكن الحكومة يجب أن تتحرك لوضع الأمور فى مواضعها الصحيحة، إذ أن القضية لا تتعلق بمشكلة بين موظف ورئيسه فقط، وإنما تتصل بكيان الدولة نفسه، والقواعد التى تضبط العمل، ولابد من التحقيق ليس فيما قاله رئيس حى شرق الاسكندرية المقال فقط، وإنما أيضا فى أدائه عمله، والمخالفات المنسوبة اليه، والأسباب التى جعلت محافظ الاسكندرية يتخذ قرار إقالته وحده دون بقية رؤساء الأحياء الأخرى الذين اكتفى بنقل بعضهم من مواقعهم الى مواقع أخري، فعندما تكون هناك قواعد تتم محاسبة أى مسئول بناء عليها لا يحدث ما حدث من رئيس حى شرق الاسكندرية المقال.