اختتمت الاسبوع الماضى مراحل التدريب المصرى الروسى المشترك ( حماة الصداقة 2016) بين عناصر المظلات لأول مرة فى تاريخ البلدين،
فى الساحل الشمالى الغربي، وحققت تلك التدريبات أهدافها كاملة من اسقاط مظلى حر وانزال للمعدات والعربات وتحرير منطقة كان يسيطر عليها مجموعات ارهابية وتم تحرير الرهائن، وتعد تلك التدريبات من اهم التدريبات كونها المرة الاولى بين البلدين والتى تنفذ فيها القوات الروسية تدريباتها فى القارة الافريقية.
واذا نظرنا فى البداية على التدريبات العسكرية المشتركة فى الفترة الماضية، نجد ان القوات المسلحة المصرية قد انفتحت على مدارس عسكرية مختلفة، تمتلك خبرات كبيرة فى المجال العسكري، وبخاصة القوات الروسية، من خلال المناورات البحرية، وقوات المظلات، وذلك فى اطار السياسة التى وضعتها القوات المسلحة بالاستفادة من الخبرات فى جميع المجالات العسكرية، يأتى ذلك فى الوقت ايضا الذى تسعى فيه اعظم المدارس العسكرية فى العالم للمشاركة مع القوات المسلحة المصرية فى تدريبات نظرا للقدرة العسكرية المصرية فى الوقت الحالي، بعد التطوير والتحديث للقوات المسلحة وانضمام احدث ما توصل اليه العلم الحديث للقوات المسلحة المصرية، وتنوع مصادر السلاح.
والأهم فى الموضوع أن هناك تغيرا واضحا أمام العالم أن العدو التقليدى اختلف تماما بعد انتشار الجماعات الارهابية التى تعيث فى الأرض فسادا، والممولة من دول وتنفذ حربا بالوكالة، لذا فهناك استراتيجية جديدة يجب اتباعها لمحاربة تلك الفئات والعناصر الارهابية، ومطاردتهم والقضاء، عليهم بل والوصول الى مراكزهم فى اى مكان قبل تنفيذهم لعمليات عسكرية، وتلك هى الاستراتيجية المصرية التى وضعت منذ 3 سنوات وبدأت بانشاء قوات التدخل السريع التى لديها القدرة للتعامل مع تلك الجماعات الارهابية والوصول اليها فى اى مكان عن طريق الانزال الجوي، او الابرار البحري، وبالفعل تحقق تلك العناصر نجاحات عديدة فى الحرب التى تخوضها مصر ضد الارهاب فى سيناء.
بالاضافة الى ان السلاح الذى ادخل الى الخدمة مؤخرا يعطى القدرة لتنفيذ الاستراتيجية المصرية الجديدة فى التعامل مع العناصر الارهابية ومواجهتها، والقضاء عليها.
كما ان منطقة الشرق الاوسط هى اكثر مناطق العالم تعرضا لعمليات ارهابية، بل اصبحت تستوطن فيها جماعات ارهابية، ورغم اختلاف مسمياتها، الا انها تنفذ اجندة سياسية واحدة، وان اختلف التمويل والتسليح، وتعتبر مصر هى الدولة الوحيدة فى المنطقة التى استطاعت ان تقطع يدالارهاب وتحاصره، وتغلق جميع المنافذ امام تلك الجماعات، وتحبط جميع المخططات الغربية، من ادخال مصر فى دائرة الارهاب، كما يحدث الآن فى سوريا والعراق وليبيا ، وغيرها من دول المنطقة.
ان ما سبق جعل القوات المسلحة المصرية فى المصاف الاولي، واصبحت محط انظار الدول الكبرى التى تطلب تنفيذ تدريبات عسكرية مشتركة تكتسب خلالها خبرات القوات المصرية، والفرد المقاتل المصرى فى الحرب على الارهاب، وبناء عليه تمت عملية حماة الصداقة .
الخبرات هنا لا يمكن ان نختزلها فى نقل الخبرة المصرية فقط، بل ايضا تكتسب عناصر القوات المسلحة المصرية خبرات عديدة من طرق ووسائل القتال المختلفة للعديد من الدول ، والاطلاع على المدارس المختلفة، وايضا السلاح المستخدم، وجميعها تصب فى مصلحة القوات المصرية.
لقد حققت مناورة حماة الصداقة جميع اهدافها من تنفيذ عمليات خلف خطوط العدو واسقاط المعدات من الطائرات، وتبادل المظلات بين القوة المصرية والروسية فى عمليات اسقاط مختلفة، و الاهم هو تنفيذ عملية لتحرير رهائن من ايدى جماعات ارهابية والقضاء عليهم وتدمير مواقعهم المختلفة.
ان القوات المسلحة المصرية اصبحت الاولى من حيث القدرة والتسليح فى المنطقة، وذلك بعد الانفتاح على مدارس عديدة، وسياسة تنوع مصادر السلاح مما اكسبها القدرة والخبرة فى الافرع المختلفة، بجانب سياسة التدريب المستمر الذى تنفذه جميع الوحدات والتشكيلات المختلفة، مما حقق طفرة جعلت العديد من الدول تطلب نقل الخبرة المصرية فى مجالات عسكرية متعددة.
[email protected]
رابط دائم: