بحكم أن الولايات المتحدة هى القوة العظمى الوحيدة فى العالم منذ انهيار الاتحاد السوفييتى عام ١٩٩١، فإن ملف السياسة الخارجية الأمريكية الذى يطرحه المرشحون دوما لسباق البيت الأبيض يعد من أهم الملفات التى تحظى باهتمام الرأى العام العالمى قبل المحلي.
وفى انتخابات العام الحالى، تتبنى المرشحة الديمقراطية هيلارى كلينتون، المعروف عنها دوما بأنها أحد «صقور» السياسة الخارجية الأمريكية منذ أن كانت سيناتور بالكونجرس الأمريكى ثم وزيرة للخارجية، النهج ذاته ضمن برنامجها الانتخابى لانتخابات ٢٠١٦.
فهيلارى التى كانت من أكبر مؤيدى غزو العراق عام ٢٠٠٣، قالت إنها ستعمل على توسيع دور الولايات المتحدة فى سوريا لمحاربة تنظيم «داعش» الإرهابي، وفرض منطقة حظر جوى هناك، فضلا عن عزمها تسليح المعارضة التى تراها واشنطن «معتدلة»، لكنها تؤكد دوما أنها ضد إنزال قوات برية إلى الأرض، وهو التعهد الذى ربما لا يشمل إرسال قوات خاصة إلى سوريا.
كذلك، تؤكد هيلارى أنها مع تسليح قوات«البيشمركة»، جيش الدفاع الكردى بالعراق، ومع الوجود الأمريكى المستمر فى أفغانستان، كما أنها تدعم بقوة الدور الأمريكى فى حلف شمال الأطلنطى «الناتو» الذى تعتبره تحالفا مهما لدعم أصدقاء الولايات المتحدة فى أوروبا، ولمواجهة تصاعد النفوذ الروسي.
أما مرشح الحزب الجمهورى دونالد ترامب، فهو ضد أى عمل عسكرى للولايات المتحدة فى منطقة الشرق الأوسط، مؤكدا أن الإطاحة بالرئيس السورى بشار الأسد ستكون نتيجته أسوأ من الإبقاء عليه، ومتهما الولايات المتحدة بتسليح المعارضة دون معرفة هويتها.
ويدعو ترامب إلى بناء علاقات أكثر ودا مع الرئيس الروسى فلاديمير بوتين، وإيجاد حلفاء أكثر لواشنطن فى كل من آسيا وأوروبا، على أن تسهم الولايات المتحدة بقدر أكبر فى الدفاع عن أمنهم القومي، مشددا على أن السياسة الخارجية الأمريكية يجب أن تعلى المصالح الأمريكية أولا قبل أى شيء آخر .
فى المقابل، يتبنى ترامب موقفا أكثر تشددا وحزما حول محاربة «داعش» إلى الحد الذى يدعو فيه أحيانا إلى ضرورة أن تنزل الولايات المتحدة عشرات الآلاف من الجنود إلى أرض المعركة وخط المواجهة المباشر مع إرهابيى التنظيم.
وحول الناتو، يرى ترامب أنه على الحلف أن يبذل مجهودا أكبر فى محاربة الإرهاب بمنطقة الشرق الأوسط، معتبرا أن الولايات المتحدة تتحمل القدر الأكبر من نفقات الحلف، وأنه على الدول الأخرى أن تدفع أكثر فى سبيل حمايتها، ويقصد فى ذلك السعودية واليابان وكوريا الجنوبية.
رابط دائم: