لا يملك المرشحون لانتخابات الرئاسة الأمريكية عادة برامج انتخابية مستقلة خاصة بهم، بقدر ما تكون تعبيرا عن البرامج الانتخابية للحزبين الرئيسيين الديمقراطى والجمهوري مع إضافة بعض التفاصيل أو الرتوش البسيطة التى تتناسب مع كل حالة انتخابية،
تماما مثلما فعل المرشح الجمهورى دونالد ترامب فى الانتخابات الحالية عندما أضاف موضوع إلغاء برنامج «أوباما كير» للرعاية الصحية إلى برنامجه الانتخابى الذى سيسعى إلى تنفيذه فى حالة وصوله إلى البيت الأبيض.
ومع ذلك، يكون البرنامج الانتخابى لمرشح الرئاسة الأمريكى عادة بمثابة عقد مكتوب مع الناخب، يستطيع أن يحاسبه عليه فى نهاية ولايته الأولى، بحيث يمكن لـ»الرئيس» أن يدفع ثمنا باهظا إذا لم يتمكن من الوفاء بوعوده التى قطعها فى برنامجه الانتخابي، اللهم إلا إذا كان السبب هو عرقلة الكونجرس للقوانين الصادرة من البيت الأبيض فى هذا الصدد.
وفيما يلي، نلقى نظرة سريعة على البرنامجين الانتخابيين للمرشحة الديمقراطية هيلارى كلينتون، والمرشح الجمهورى دونالد ترامب، وفقا لما تم الإعلان عنه فى الوثائق والبيانات المختلفة لحملتيهما، أو كما جاء فى خطاباتهما، وفى المناظرات الثلاث التى جمعت بينهما، أو فى المناظرة الوحيدة التى جمعت بين النائبين المرشحين مع كل منهما، ونضيف على ذلك ما أعلنه المرشح الجمهورى مؤخرا عن خطة «المائة يوم» الأولى له فى حالة وصوله للرئاسة.
ويتضح مما يلى أن القضايا الداخلية المرتبطة بالاقتصاد والبطالة والطاقة والرعاية الصحية تحتل مقدمة أولويات البرامج الانتخابية للمرشحين، كما جرت عليه العادة فى الانتخابات الأمريكية، ولكن مع ملاحظة ارتقاء قضية السياسة الخارجية هذه المرة إلى المراكز المتقدمة فى أولويات البرنامجين الانتخابيين، نظرا لتداخل هذه القضية فى الانتخابات الحالية مع قضايا تهم المواطن الأمريكى فى حياته اليومية مثل الهجرة والبطالة والأمن.
رابط دائم: