رئيس مجلس الادارة

أحمد السيد النجار

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

.. ‬من‭ ‬الحب‭ ‬إلى‭ ‬الحرب

ثروت‭ ‬الخرباوى
ثروت الخرباوى
يقول‭ ‬بعض‭ ‬علماء‭ ‬الاجتماع‭: ‬إنك‭ ‬إذا‭ ‬أردت‭ ‬أن‭ ‬تفهم‭ ‬كيف‭ ‬يفكر‭ ‬الناس‭ ‬ضع‭ ‬افتراضا‭ ‬ثم‭ ‬ابحث‭ ‬عن‭ ‬إجابة‭ ‬منطقية‭ ‬لهذا‭ ‬الافتراض،‭ ‬لذلك‭ ‬فإنني‭ ‬وأنا‭ ‬أحلل‭ ‬لأسباب‭ ‬عداء‭ ‬الإخوان‭ ‬لجمال‭ ‬عبدالناصر‭ ‬سأفترض‭ ‬أن‭ ‬الإخوان‭ ‬نجحوا‭ ‬مع‭ ‬محمد‭ ‬نجيب‭ ‬عام‭ ‬1954‭ ‬في‭ ‬الإطاحة‭ ‬بجمال‭ ‬عبدالناصر‭ ‬والاستيلاء‭ ‬علي‭ ‬الحكم،‭ ‬ثم‭ ‬أجبروا‭ ‬نجيب‭ ‬علي‭ ‬التقاعد‭ ‬وأصبح‭ ‬مرشدهم‭ ‬حسن‭ ‬الهضيبي‭ ‬هو‭ ‬رئيس‭ ‬الجمهورية‭.‬

ثم‭ ‬تخيل‭ ‬أن‭ ‬الرئيس‭ ‬حسن‭ ‬الهضيبي‭ ‬قام‭ ‬بكل‭ ‬ما‭ ‬قام‭ ‬به‭ ‬عبد‭ ‬الناصر‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬المواقف،‭ ‬من‭ ‬تحديد‭ ‬للملكية‭ ‬الزراعية،‭ ‬ومواجهة‭ ‬الاعتداء‭ ‬الثلاثي،‭ ‬وتأميم‭ ‬قناة‭ ‬السويس،‭ ‬وبناء‭ ‬السد‭ ‬العالي،‭ ‬وفي‭ ‬ذات‭ ‬الوقت‭ ‬مارس‭ ‬استبدادا‭ ‬وحبس‭ ‬المعارضين‭ ‬للإخوان،‭ ‬وفي‭ ‬السجون‭ ‬تم‭ ‬تعذيب‭ ‬هؤلاء‭ ‬المعارضين،‭ ‬وصولا‭ ‬إلي‭ ‬هزيمة‭ ‬1967‭ ‬ثم‭ ‬حرب‭ ‬الاستنزاف،‭ ‬فماذا‭ ‬سيكتب‭ ‬الإخوان‭ ‬وقتها‭ ‬عن‭ ‬ثورة‭ ‬يوليو؟‭ .‬

سيكتب‭ ‬مؤرخو‭ ‬الإخوان‭ ‬أن‭ ‬ثورة‭ ‬يوليو‭ ‬هي‭ ‬ثورة‭ ‬الإخوان‭ ‬العظيمة،‭ ‬أعظم‭ ‬الثورات‭ ‬في‭ ‬تاريخ‭ ‬البشرية‭ ‬بعد‭ ‬ثورة‭ ‬الرسول‭ ‬صلي‭ ‬الله‭ ‬عليه‭ ‬وسلم‭ ‬علي‭ ‬الكفر‭ ‬والشرك‭ ‬في‭ ‬مكة،‭ ‬وستكون‭ ‬هي‭ ‬الثورة‭ ‬التي‭ ‬حاول‭ ‬التنظيم‭ ‬الفاسد‭ ‬‮«‬الضباط‭ ‬الأحرار‮»‬‭ ‬الاستيلاء‭ ‬عليها،‭ ‬ولكن‭ ‬الله‭ ‬وفق‭ ‬الرئيس‭ ‬الحكيم‭ ‬حسن‭ ‬الهضيبي‭ ‬في‭ ‬القضاء‭ ‬علي‭ ‬هذه‭ ‬المؤامرة،‭ ‬وستكون‭ ‬هي‭ ‬الثورة‭ ‬التي‭ ‬تآمرت‭ ‬عليها‭ ‬الشيطانة‭ ‬أمريكا‭ ‬عدوة‭ ‬الله‭ ‬فساعدت‭ ‬إسرائيل‭ ‬الصهيونية‭ ‬علي‭ ‬هزيمة‭ ‬مصر‭ ‬عام‭ ‬1967،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬مصر‭ ‬الإسلامية‭ ‬تحت‭ ‬قيادة‭ ‬الرئيس‭ ‬حسن‭ ‬الهضيبي‭ ‬قادت‭ ‬حرب‭ ‬الاستنزاف‭ ‬وفجرت‭ ‬ميناء‭ ‬إيلات،‭ ‬وكبدت‭ ‬العدو‭ ‬الإسرائيلي‭ ‬خسائر‭ ‬فادحة،‭ ‬أما‭ ‬إنجازات‭ ‬ثورة‭ ‬يوليو‭ ‬الإخوانية‭ ‬فستكون‭ ‬هي‭ ‬أعظم‭ ‬إنجازات‭ ‬في‭ ‬تاريخ‭ ‬مصر،‭ ‬ويكفي‭ ‬أنها‭ ‬انحازت‭ ‬للفقراء‭ ‬وحولت‭ ‬مصر‭ ‬إلي‭ ‬قلعة‭ ‬صناعية،‭ ‬وأممت‭ ‬قناة‭ ‬السويس‭ ‬ووقعت‭ ‬اتفاقية‭ ‬جلاء‭ ‬الانجليز‭ ‬عن‭ ‬مصر،‭ ‬وأنشأت‭ ‬إذاعة‭ ‬القرآن‭ ‬الكريم‭ ‬ومدينة‭ ‬البعوث‭ ‬الإسلامية،‭ ‬وقامت‭ ‬بتحديث‭ ‬الأزهر‭ ‬وتحويله‭ ‬إلي‭ ‬جامعة‭ ‬حديثة،‭ ‬وقامت‭ ‬أيضا‭ ‬بترجمة‭ ‬القرآن،‭ ‬ثم‭ ‬أنشأت‭ ‬مجموعة‭ ‬دول‭ ‬الحياد‭ ‬الإيجابي‭ ‬وعدم‭ ‬الانحياز،‭ ‬ومنظمة‭ ‬المؤتمر‭ ‬الإسلامي،‭ ‬وسعت‭ ‬للوحدة‭ ‬مع‭ ‬سوريا‭ ‬لكن‭ ‬أعداء‭ ‬الإسلام‭ ‬وقفوا‭ ‬ضد‭ ‬هذه‭ ‬الوحدة،‭ ‬أما‭ ‬التعذيب‭ ‬الذي‭ ‬حدث‭ ‬في‭ ‬السجون‭ ‬فهو‭ ‬أمر‭ ‬يتفق‭ ‬مع‭ ‬الإسلام‭ ‬لأن‭ ‬المعارضين‭ ‬كانوا‭ ‬إخوان‭ ‬الشياطين،‭ ‬وهم‭ ‬أعداء‭ ‬الإسلام‭ ‬الذين‭ ‬يحاربون‭ ‬الله‭ ‬ورسوله‭ ‬ويسعون‭ ‬في‭ ‬الأرض‭ ‬فسادا،‭ ‬وجزاؤهم‭ ‬أن‭ ‬يُقتَّلوا‭ ‬أو‭ ‬يصلّبوا‭ ‬أو‭ ‬تقطع‭ ‬أيديهم‭ ‬وأرجلهم‭ ‬من‭ ‬خلاف،‭ ‬ولأن‭ ‬هذا‭ ‬الافتراض‭ ‬لم‭ ‬يحدث‭ ‬وهو‭ ‬مجرد‭ ‬افتراض‭ ‬فإننا‭ ‬سنطرح‭ ‬السؤال‭ ‬المنطقي‭ ‬الذي‭ ‬يبحث‭ ‬عن‭ ‬إجابة‭ ‬منطقية،‭ ‬ما‭ ‬هو‭ ‬سبب‭ ‬عداء‭ ‬الإخوان‭ ‬المسلمين‭ ‬لجمال‭ ‬عبد‭ ‬الناصر‭ ‬وثورة‭ ‬يوليو؟‭.‬

لم‭ ‬يكن‭ ‬خلاف‭ ‬الإخوان‭ ‬مع‭ ‬جمال‭ ‬عبد‭ ‬الناصر‭ ‬أو‭ ‬بمعني‭ ‬أدق‭ ‬مع‭ ‬ثورة‭ ‬يوليو‭ ‬خلافا‭ ‬حول‭ ‬العقيدة‭ ‬أو‭ ‬الإسلام‭ ‬أو‭ ‬حتي‭ ‬الحريات،‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬خلافا‭ ‬مع‭ ‬الفكرة،‭ ‬ولكنه‭ ‬كان‭ ‬خلافا‭ ‬حول‭ ‬الحكم،‭ ‬حول‭ ‬السيطرة‭ ‬والرغبة‭ ‬في‭ ‬الاستحواذ‭ ‬والهيمنة،‭ ‬فالإخوان‭ ‬مثلا‭ ‬لا‭ ‬تعنيهم‭ ‬قضايا‭ ‬الحريات‭ ‬ـ‭ ‬إلا‭ ‬حريتهم‭ ‬ـ‭ ‬ففي‭ ‬بداية‭ ‬ثورة‭ ‬يوليو‭ ‬كتب‭ ‬سيد‭ ‬قطب‭ ‬مقالا‭ ‬يطالب‭ ‬فيه‭ ‬جمال‭ ‬عبد‭ ‬الناصر‭ ‬بهجر‭ ‬الديمقراطية‭ ‬وتحويل‭ ‬الحكم‭ ‬إلي‭ ‬حكم‭ ‬ديكتاتوري،‭ ‬وطالب‭ ‬بإقصاء‭ ‬كل‭ ‬المعارضين‭ ‬للثورة،‭ ‬ولم‭ ‬تكن‭ ‬مطالبات‭ ‬سيد‭ ‬قطب‭ ‬لعبد‭ ‬الناصر‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الشأن‭ ‬هي‭ ‬مجرد‭ ‬رأي‭ ‬لواحد‭ ‬من‭ ‬الإخوان‭ ‬ولكنه‭ ‬كان‭ ‬اتجاها‭ ‬في‭ ‬الجماعة،‭ ‬ففي‭ ‬صحيفة‭ ‬الدعوي‭ ‬القضائية‭ ‬رقم‭ ‬133‭ ‬لسنة‭ ‬32‭ ‬ق‭ ‬التي‭ ‬أقامها‭ ‬الأستاذ‭ ‬عمر‭ ‬التلمساني‭ ‬رحمه‭ ‬الله‭ ‬أمام‭ ‬محكمة‭ ‬القضاء‭ ‬الإداري‭ ‬بطلب‭ ‬إلغاء‭ ‬قرار‭ ‬حل‭ ‬الجماعة‭ ‬قال‭ ‬بالحرف‭ ‬الواحد‭ ‬‮«‬إن‭ ‬جماعة‭ ‬الإخوان‭ ‬ساعدت‭ ‬التنظيم‭ ‬العسكري‭ ‬الذي‭ ‬قام‭ ‬بالثورة‭ ‬علي‭ ‬تحويل‭ ‬الحكم‭ ‬في‭ ‬البلاد‭ ‬من‭ ‬حكم‭ ‬ديمقراطي‭ ‬إلي‭ ‬حكم‭ ‬ديكتاتوري،‭ ‬ولم‭ ‬يستطع‭ ‬عبد‭ ‬الناصر‭ ‬الوقوف‭ ‬أمام‭ ‬الأحزاب‭ ‬إلا‭ ‬بمساعدة‭ ‬الإخوان‭ ‬المسلمين‮»‬‭.‬

كما‭ ‬أن‭ ‬عبد‭ ‬الناصر‭ ‬في‭ ‬حكمه‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬ضد‭ ‬الإسلام‭ ‬،‭ ‬أو‭ ‬معاديا‭ ‬له‭ ‬بل‭ ‬إن‭ ‬الإخوان‭ ‬أنفسهم‭ ‬يقولون‭ ‬وهم‭ ‬ينسبون‭ ‬الثورة‭ ‬لهم‭: ‬إن‭ ‬جمال‭ ‬عبد‭ ‬الناصر‭ ‬كان‭ ‬من‭ ‬الإخوان‭ ‬المسلمين‭ ‬وقد‭ ‬بايع‭ ‬الشهيد‭ ‬حسن‭ ‬البنا‭ ‬وقام‭ ‬بزيارته‭ ‬في‭ ‬قبره‭ ‬وحرك‭ ‬قضية‭ ‬مقتله‭ ‬وحبس‭ ‬من‭ ‬قتلوه،‭ ‬ولكن‭ ‬أين‭ ‬تكمن‭ ‬المشكلة‭ ‬؟‭ ‬تكمن‭ ‬المشكلة‭ ‬في‭ ‬الحكم‭ ‬وليس‭ ‬في‭ ‬الدين،‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬عبد‭ ‬الناصر‭ ‬عدوا‭ ‬للإسلام،‭ ‬ولكنه‭ ‬كان‭ ‬عدوا‭ ‬للإخوان،‭ ‬وللعداوة‭ ‬أسبابها‭ .‬

الإخوان‭ ‬المسلمون‭ ‬لم‭ ‬يسهموا‭ ‬في‭ ‬ثورة‭ ‬يوليو‭ ‬بكثير‭ ‬أو‭ ‬قليل،‭ ‬ولكنهم‭ ‬أرادوا‭ ‬مصادرة‭ ‬الثورة‭ ‬لمصلحتهم،‭ ‬فكروا‭ ‬في‭ ‬ركوبها‭ ‬والاستيلاء‭ ‬علي‭ ‬قادتها،‭ ‬لذلك‭ ‬حدث‭ ‬الخلاف‭ ‬الأول‭ ‬حول‭ ‬كيف‭ ‬سيشارك‭ ‬الإخوان‭ ‬في‭ ‬الحكم،‭ ‬في‭ ‬البداية‭ ‬قام‭ ‬عبد‭ ‬الناصر‭ ‬بحل‭ ‬كل‭ ‬الأحزاب‭ ‬القائمة‭ ‬وذلك‭ ‬بالاتفاق‭ ‬مع‭ ‬الإخوان،‭ ‬وقام‭ ‬باستثناء‭ ‬الجماعة‭ ‬من‭ ‬الحل‭ ‬بحسب‭ ‬أنها‭ ‬جماعة‭ ‬وليست‭ ‬حزبا،‭ ‬وكان‭ ‬من‭ ‬المنتظر‭ ‬أن‭ ‬تدعم‭ ‬الجماعة‭ ‬بقوتها‭ ‬البشرية‭ ‬جمال‭ ‬عبد‭ ‬الناصر‭ ‬والثورة،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬الإخوان‭ ‬كانت‭ ‬لهم‭ ‬رغبة‭ ‬عارمة‭ ‬في‭ ‬السيطرة‭ ‬علي‭ ‬الحكم‭ ‬والهيمنة‭ ‬علي‭ ‬عبد‭ ‬الناصر،‭ ‬ولذلك‭ ‬تعامل‭ ‬الهضيبي‭ ‬مع‭ ‬جمال‭ ‬عبد‭ ‬الناصر‭ ‬علي‭ ‬أنه‭ ‬مجرد‭ ‬فرد‭ ‬في‭ ‬جماعة‭ ‬الإخوان‭ ‬يقع‭ ‬تحت‭ ‬قيادته،‭ ‬نظر‭ ‬الهضيبي‭ ‬إلي‭ ‬تنظيم‭ ‬الضباط‭ ‬الأحرار‭ ‬كتنظيم‭ ‬تابع‭ ‬للإخوان‭ ‬ينبغي‭ ‬أن‭ ‬يأتمر‭ ‬بأمره‭ ‬ويحقق‭ ‬رغباته،‭ ‬وعندما‭ ‬أدرك‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬الأمر‭ ‬بعيد‭ ‬المنال‭ ‬وقف‭ ‬ضد‭ ‬المشروعات‭ ‬الثورية‭ ‬مثل‭ ‬وقفتهم‭ ‬المعارضة‭ ‬من‭ ‬قانون‭ ‬الإصلاح‭ ‬الزراعي‭ ‬ومن‭ ‬اتفاقية‭ ‬الجلاء،‭ ‬رغم‭ ‬أنها‭ ‬مشروعات‭ ‬ستصب‭ ‬في‭ ‬مصلحة‭ ‬الوطن‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬وطن‭ ‬الإخوان‭ ‬هو‭ ‬الجماعة‭ ‬ومصلحتها،‭ ‬وكانت‭ ‬هذه‭ ‬المشروعات‭ ‬ستثبت‭ ‬أركان‭ ‬حكم‭ ‬عبد‭ ‬الناصر‭ ‬ومجلس‭ ‬قيادة‭ ‬الثورة،‭ ‬والحقيقة‭ ‬التاريخية‭ ‬هنا‭ ‬هي‭ ‬أن‭ ‬حسن‭ ‬الهضيبي‭ ‬مرشد‭ ‬الإخوان‭ ‬وقتها‭ ‬كان‭ ‬هو‭ ‬الذي‭ ‬نقل‭ ‬العلاقة‭ ‬بين‭ ‬الإخوان‭ ‬وعبد‭ ‬الناصر‭ ‬من‭ ‬حالة‭ ‬الحب‭ ‬إلي‭ ‬حالة‭ ‬الحرب،‭ ‬فقد‭ ‬كان‭ ‬وصول‭ ‬الإخوان‭ ‬إلي‭ ‬الحكم‭ ‬هو‭ ‬حلمه‭ ‬وحلم‭ ‬جماعته،‭ ‬وقد‭ ‬أصبح‭ ‬قريبا‭ ‬منهم،‭ ‬فكيف‭ ‬يكون‭ ‬عبد‭ ‬الناصر‭ ‬لا‭ ‬الهضيبي‭ ‬هو‭ ‬صاحب‭ ‬القرار‭ ‬في‭ ‬الدولة‭ ‬المصرية‭!‬وفي‭ ‬شهادة‭ ‬سامي‭ ‬شرف‭ ‬عن‭ ‬رغبة‭ ‬الإخوان‭ ‬في‭ ‬الاستحواذ‭ ‬علي‭ ‬السلطة‭ ‬وفرض‭ ‬هيمنتهم‭ ‬علي‭ ‬نظام‭ ‬الحكم‭ ‬الجديد‭ ‬قال‭ ‬إن‭ ‬لقاءً‭ ‬تم‭ ‬بين‭ ‬عبد‭ ‬الناصر‭ ‬والهضيبي‭ ‬بعد‭ ‬الثورة‭ ‬بفترة،‭ ‬وفي‭ ‬هذه‭ ‬الجلسة‭ ‬طلب‭ ‬الهضيبي‭ ‬من‭ ‬عبد‭ ‬الناصر‭ ‬أن‭ ‬يختار‭ ‬هو‭ ‬الوزارات‭ ‬التي‭ ‬ستكون‭ ‬للإخون،‭ ‬وعددها،‭ ‬وأن‭ ‬يختار‭ ‬هو‭ ‬أسماء‭ ‬هؤلاء‭ ‬الوزراء،‭ ‬ولكن‭ ‬عبد‭ ‬الناصر‭ ‬رفض‭ ‬هذا‭ ‬الأمر‭ ‬بشكل‭ ‬قاطع،‭ ‬إذ‭ ‬كان‭ ‬رأيه‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬للإخوان‭ ‬وزارات‭ ‬محدودة‭ ‬وأن‭ ‬يكون‭ ‬اختيار‭ ‬الوزراء‭ ‬من‭ ‬الإخوان‭ ‬له‭ ‬هو‭ ‬لا‭ ‬لحسن‭ ‬الهضيبي،وبالطبع‭ ‬لم‭ ‬يرق‭ ‬هذا‭ ‬اللقاء‭ ‬للهضيبي‭ ‬فبدأت‭ ‬الجماعة‭ ‬بعد‭ ‬ذلك‭ ‬في‭ ‬اتخاذ‭ ‬مواقف‭ ‬ضد‭ ‬الثورة،‭ ‬وما‭ ‬أن‭ ‬جاء‭ ‬عام‭ ‬1954‭ ‬حتي‭ ‬زادت‭ ‬الهوة‭ ‬بين‭ ‬الإخوان‭ ‬وعبد‭ ‬الناصر‭ ‬فقد‭ ‬كان‭ ‬جل‭ ‬هم‭ ‬عبد‭ ‬الناصر‭ ‬أن‭ ‬يعقد‭ ‬اتفاقية‭ ‬لجلاء‭ ‬الإنجليز‭ ‬عن‭ ‬البلاد‭ ‬وكان‭ ‬هدفه‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬الاتفاقية‭ ‬ضرب‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬عصفور‭ ‬بحجر‭ ‬واحد،‭ ‬فبها‭ ‬سيخرج‭ ‬الانجليز‭ ‬من‭ ‬البلاد‭ ‬ومن‭ ‬خلالها‭ ‬سيحصل‭ ‬نظام‭ ‬الحكم‭ ‬الجديد‭ ‬علي‭ ‬شرعية‭ ‬دولية‭ ‬وستعترف‭ ‬به‭ ‬الأنظمة‭ ‬السياسية‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬العالم،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬الهضيبي‭ ‬كان‭ ‬له‭ ‬رأي‭ ‬مختلف‭ ‬فقد‭ ‬رفض‭ ‬الاتفاقية‭ ‬بكل‭ ‬صلف،‭ ‬ووقف‭ ‬بجماعته‭ ‬ضدها‭.‬

وذات‭ ‬يوم‭ ‬أضمر‭ ‬هنداوي‭ ‬دوير‭ ‬الإخواني‭ ‬في‭ ‬نفسه‭ ‬أمرا‭ ‬واستعان‭ ‬بالقناص‭ ‬الإخواني‭ ‬محمود‭ ‬عبد‭ ‬اللطيف‭ ‬وجهزه‭ ‬بالسلاح‭ ‬خطط‭ ‬معه‭ ‬علي‭ ‬اغتيال‭ ‬عبد‭ ‬الناصر،‭ ‬وحينما‭ ‬علم‭ ‬الهضيبي‭ ‬من‭ ‬يوسف‭ ‬طلعت‭ ‬مسئول‭ ‬تنظيم‭ ‬الإخوان‭ ‬السري‭ ‬بهذا‭ ‬الأمر‭ ‬ركن‭ ‬إلي‭ ‬السلبية‭ ‬وقال‭ ‬وفقا‭ ‬لشهادة‭ ‬ومذكرات‭ ‬القرضاوي‭ ‬‮«‬لاشأن‭ ‬لي‭ ‬بهذا‭ ‬الأمر‮»‬‭ .‬

وفي‭ ‬مساء‭ ‬يوم‭ ‬26‭ ‬أكتوبر‭ ‬من‭ ‬عام‭ ‬1954‭ ‬وفي‭ ‬ميدان‭ ‬المنشية‭ ‬بالإسكندرية‭ ‬انطلقت‭ ‬رصاصة‭ ‬الإخواني‭ ‬محمود‭ ‬عبد‭ ‬اللطيف‭ ‬في‭ ‬اتجاه‭ ‬عبد‭ ‬الناصر‭ ‬وكانت‭ ‬رصاصة‭ ‬طائشة‭ ‬ضلت‭ ‬سبيلها‭ ‬ولكنها‭ ‬كانت‭ ‬هي‭ ‬رصاصة‭ ‬الرحمة‭ ‬التي‭ ‬قضت‭ ‬علي‭ ‬علاقة‭ ‬عبد‭ ‬الناصر‭ ‬بالإخوان‭ ‬قضاءً‭ ‬مبرما‭. ‬

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
 
الاسم
 
عنوان التعليق
 
التعليق