منذ عودة مصر للإتحاد الإفريقى واستئناف عضويتها به، تواصل نجاحاتها الإفريقية يوما بعد آخر سواء على مستوى المشاركات فى القمم الإفريقية على المستوى الرئاسى أو توليها لجنة الرؤساء الافارقة المعنية بتغير المناخ والفوز بعضوية مجلس الأمن عن القارة وعضوية مجلس السلم والأمن الإفريقى فى الوقت الذى تقوم فيه الدبلوماسية المصرية بجهود على مدار الساعة لمواصلة تحركاتها وبناء الثقة تأكيدا على الدور المصرى الهام والتاريخى فى القارة.
و فى شرم الشيخ تستمر الجهود والتحركات المصرية الرائدة فى القارة، حيث تستضيف مصر الْيَوْمَ بمدينة شرم الشيخ الدورة السابعة لملتقى الاتحاد الأفريقى رفيع المستوى لوسطاء ومبعوثى السلام فى أفريقيا والتى يفتتحها سامح شكرى وزير الخارجية نيابة عن الرئيس عبد الفتاح السيسى ويلقى كلمته بحضور محمد بن شامبس مساعد السكرتير العام للأمم المتحدةلغرب إفريقيا والساحل والأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط، حيث أن مصر كانت صاحبة المبادرة المشتركة فى إطلاق فكرة عقد ملتقى لمبعوثى ووسطاء السلام فى أفريقيا بالتعاون مع مفوضية الاتحاد الأفريقي، واستضافت دوراته الثلاث الأولى خلال الفترة من 2010 حتى 2012، بينما عقدت الدورات التالية خارج مصر وتعد الدورة الحالية الرابعة التى تستضيفها مصر.
الملتقى يعتبر من أهم الفعاليات السنوية التى تنظمها مفوضية الاتحاد الأفريقى حسبما أكد المستشار أحمد أبو زيد المتحدث باسم وزارة الخارجية بما يؤكد موقع مصر الريادى أفريقياً. ويوفر هذا الملتقى الفرصة لمصر لطرح رؤاها واستعراض مواقفها إزاء النزاعات المسلحة والتهديدات التى تواجه السلم والأمن فى القارة، وسيتخلله عدة لقاءات لكبار المسئولين المصريين بمبعوثى ووسطاء السلام فى أفريقيا، سواء من ممثلى الاتحاد الإفريقى أو من ممثلى المنظمات الدولية والإقليمية وكبرى الدول المعنية بقضايا السلم والأمن. كما يأتى استكمالاً للإسهامات التى تقدمها مصر من أجل تعزيز التعاون بين الأمم المتحدة والمنظمات الإقليمية بشكل عام، وكل من الاتحاد الأفريقى وجامعة الدول العربية بشكل خاص؛ إذ استضافت بعثة مصر فى نيويورك الاجتماع التشاورى الحادى عشر بين مجلس الأمن ومجلس السلم والأمن الأفريقي، كما نظمت مصر نقاشاً عاماً بمجلس الأمن حول التعاون بين الأمم المتحدة ومنظومة السلم والأمن الأفريقي، وعقدت الاجتماع الأول من نوعه بين مجلس الأمن ومجلس جامعة الدول العربية فى القاهرة فى مايو الماضى فى ظل رئاستها الدورية لمجلس الأمن. وبذلك، تكون مصر صاحبة ريادة فى تفعيل الفصل الثامن من ميثاق الأمم المتحدة الخاص بالتعاون مع المنظمات الإقليمية، عربياً وأفريقياً.
كما أن الجهود المصرية الحثيثة نحو تعزيز بنية السلم والأمن الأفريقية من منظور متكامل لا تقتصر على جهود إدارة الصراعات وقد طرحت مصر عام 2014 مبادرة لإنشاء وحدة مؤسسية لدعم الوساطة والوقاية من النزاعات بهيكل مفوضية الاتحاد الأفريقى من أجل تحقيق التكامل بين جهود السلم والتنمية وإعادة الإعمار فى مناطق الصراع، وتقدمت بمقترح آخر لإنشاء مركز إفريقى لإعادة الإعمار والتنمية فى مرحلة النزاعات.
ويذكر أن مصر أصبحت من أكبر 10 دول مساهمة بقوات فى عمليات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة، وفقًا للتقرير الدورى الصادر عن إدارة عمليات حفظ السلام بالمنظمة، والذى يشير إلى ارتقاء مصر للمرتبة الثامنة ضمن الدول الأكثر مساهمة فى هذه العمليات، حيث يشارك حاليًا 3100 من العناصر العسكرية والشرطية المصرية فى 9 بعثات أممية لحفظ السلام، وهو الأمر الذى يؤكد فاعلية الدور المصرى داخل الأمم المتحدة فضلاً عن حرص مصر على تعزيز السلم والأمن الدوليين بالدول الإفريقية على وجه الخصوص، ومساهمتها المستمرة فى تسوية النزاعات والصراعات على مستوى القارة.
ومن المقرر أن تركز جلسات الملتقى على الدروس المستفادة من عمليات حفظ السلام فى القرن الواحد والعشرين وخاصة فى القارة الأفريقية بمشاركة المبعوث ألأممى إلى ليبيا مارتن كوبلر، والأمين العام الأسبق للجامعة العربية عمرو موسي، وباسيلى ايكوبى وزير خارجية الكونغو برازافيل السابق، والدكتور محمد بن شامبس كما تناقش تطورات عمليات النزاع فى القارة الإفريقية بمشاركة وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشئون الافريقية ماجد عبد الفتاح وممثلين عن مركز أكورد الأفريقى و الاتحاد الأفريقى ومنظمة السلام العالمى كما تشمل فعاليات الملتقى جلسات حول تبادل الخبرات بين الدول المختلفة فى القارة الإفريقية ودراسة حالات النزاع المسلح، ثم تعقد جلسة الختام بحضور مساعد وزير الخارجية لشئون المنظمات السفير أمجد عبد الغفار.
رابط دائم: