رئيس مجلس الادارة

أحمد السيد النجار

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

مصر ولبنان تقافة تتجدد

العلاقة بين مصر ولبنان لا تحتاج إلى دليل يؤكدها، إذ يكفي أن نقرأ «الأهرام» أو يلتقي في مبناها بشارع الجلاء مثقفون من البلدين، حتى نلمس التاريخ والواقع وآفاق المستقبل.

ونقرأ المبنى والمعنى معا فى لحظة واحدة أو في طبعة واحدة متجددة فالأهرام التي أصدرت عددها الأول في العام 1876، كانت نتاج التقاء أمة حاضنة وأحلام بمستقبل حضارى أفضل لكنها مطاردة من الدولة العثمانية، سليم وبشارة تقلا لبنانيان أحبا مصر ونزحا إلى أمانها، فصارت الأهرام جريدة مصرية لكل المصريين والعرب، بأفكارها التنويرية متبنية لخطاب العروبة والعقل معا ، حتى مبناها الجديد الذي صممه معماري عبقري بجنسية مصرية وأصول لبنانية عام 1968، هو نعوم شبيب( 1915 1985- ) ظل علامة معمارية وهدية مصر إلى العالم العربي كله، وفي القلب منه لبنان .


واليوم عندما ندشن مرحلة ميلاد جديدة لتلك العلاقة الممتدة – امتدادا طبيعيا كما وصفها عميد الأدب العربي طه حسين – لا تحتاج لبراهين من هنا أو هناك لإثبات ما هو ثابت من التاريخ بالضرورة. إذ يكفي أن نقول إن الأهرام تحاول فقط عبر الملتقي الذى يحمل عنوان «مصر ولبنان ثقافة تتجدد» الذي نظمه الأهرام مؤخرا أن تعيد كل شيء إلى صواب الخطى وجادة الطريق.

والأهرام هنا ليست مجرد صحيفة تصدر لتغطي الوقائع ثم ترفع يديها مكتفية بأداء الواجب المهني أو تبحث عن سبق في الدعوة لمؤتمر بل هو بتعبير طه حسين أيضا، "ديوان الحياة المعاصرة". لمصر اولا وللعالم العربي ثانيا.

وهو بفضل الأب المؤسس الثاني محمد حسنين هيكل، جامعة عربية شعبية، ونموذجا فذا للقوة الناعمة المصرية في محيطها أو دائرتها العربية.ولو نظمت صحيفة مصرية او عربية هذا الملتقى لاحتضن الاهرام فكرته ودعمها لانه يؤدي واجبه التنويري التاريخى في صورته العصرية.

ولم ينس الأهرام ـ الكيان العريق ـ على مر تاريخه المديد، ومصريته المتجذرة، نكهة البداية المنفتحة، فصار مع دورة الزمن ساحة لإنتاج المعرفة منفتحا على جوهر العقلانية وفضاء الليبرالية وعدالة الاشتراكية وسماحة الاديان بلا طائفية او تمذهب ضيق.

ولأننا ندرك أن ما أكده التاريخ لا تفرقه السياسة كان هذا الملف الذي يفتح فيه الاهرام نافذة صغيرة على ثقافة «مصر ولبنان» وهو مجرد خطوة أولى فى طريق طويل نحاول فيه قراءة الملفات الثقافية العربية مع مصر قطرا.. قطرا.. وفكرة.. فكرة.. وتيارا تيارا ..لعلنا نهتدى جميعا قراء وكتابا، ومسئولين وساسة وقادة رأي وسط هذا العالم المضطرب الى ما يصح وما يجب ..

وفى محاضرة ألقاها عميد الأدب العربى طه حسين فى بيروت فى إواخر الأربعينيات من القرن الماضى أكد عمق هذه العلاقة التى تتجدد الآن بين البلدين الشقيقين، وهى محاضرة جديرة بأن نستهل بها هذا الملف ويؤكد فيها الدكتور العميد:أن‭ ‬التعاون‭ ‬الخصب‭ ‬بين‭ ‬مصر‭ ‬ولبنان‭ ‬أقدم‭ ‬عهدا‭ ‬وأبعد‭ ‬مدى‭ ‬مما‭ ‬يظن‭ ‬المتعجبون‭ ‬فى‭ ‬الحكم‭. ‬فنحن‭ ‬لا‭ ‬نكاد‭ ‬نرى‭ ‬وطنينا‭ ‬فى‭ ‬فجر‭ ‬التاريخ‭ ‬القديم‭ ‬إلا‭ ‬متعاونين‭ ‬على‭ ‬الخير‭ ‬متظاهرين‭ ‬على‭ ‬نشر‭ ‬الحضارة‭ ‬والثقافة‭. ‬ولقد‭ ‬كانت‭ ‬منفيس‭ ‬والاسكندرية‭ ‬تعملان‭ ‬على‭ ‬نشر‭ ‬الحضارة‭ ‬والثقافة‭ ‬والمعرفة‭ ‬متعاونتين‭ ‬على‭ ‬ذلك‭ ‬مع‭ ‬صيدا‭ ‬وصور،‭ ‬كما‭ ‬تتعاون‭ ‬القاهرة‭ ‬الآن‭ ‬مع‭ ‬بيروت‭ ‬على‭ ‬نفس‭ ‬هذا‭ ‬الغرض‭ ‬النبيل‭. ‬فالود‭ ‬بين‭ ‬مصر‭ ‬ولبنان‭ ‬بعيد‭ ‬المدى‭ ‬عظيم‭ ‬الخطى‭ ‬لا‭ ‬يقتصر‭ ‬نفعه‭ ‬عليهما‭ ‬وحده‭ ‬بل‭ ‬يتجاوزهما‭ ‬الى‭ ‬جميع‭ ‬الأوطان‭ ‬التى‭ ‬تحب‭ ‬الحضارة‭ ‬وتريد‭ ‬أن‭ ‬تنتفع‭ ‬بهما‭.‬

وفي هذا الملف نقدم خلاصة رؤي كبار المفكرين فى البلدين لفك الاشتباك بين السياسة والثقافة وهى محاولة لإعادة الأمور إلى طبيعتها لا أكثر ولا أقل.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
 
الاسم
 
عنوان التعليق
 
التعليق