رئيس مجلس الادارة

أحمد السيد النجار

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

الدكتور مجدى عاشور يتحدث عن أهداف المؤتمر العالمى لدار الافتاء:
التصدى لظاهرة المقاتلين الأجانب عبر دعم أئمة الخارج

حوار : نادية عبد الحليم

مساهمة المثقفين والمبدعين ضرورة لتجديد الخطاب الدينى

 

يشهد العالم تصاعد موجات التطرف والإرهاب، دون تفريق بين مجتمعاتٍ ناميةٍ وأخرى متقدمة ، حتى أصبحت هذه الموجات تمثل «التهديد الرئيسى» للسلم والأمن،ورغم كثافة الجهود على مختلف المستويات والأصعدة لمكافحتها ، فإنه يوما بعد يوم يزداد النطاق الجغرافى للإرهاب اتساعا فى عناصره وتنظيماته وأهدافه على السواء ، الأمر الذى يؤكد ضرورة تكاتف الجهود الوطنية والمجتمع الدولى فى إطار منظومة شاملة،لا تعتمد فقط على النواحى الأمنية والعسكرية وإنما تتوجه أيضا إلى مزيد من الاهتمام بتوضيح صحيح الدين وتنقية الفتوى مما لحق بها بسبب ما يعرف بظاهرة فوضى الفتاوى.

ومن هنا تنبع أهمية المؤتمر العالمى الذى شهدته مصر يومى الاثنين والثلاثاء الماضيين بتنظيم من دار الإفتاء المصرية وبمشاركة من قيادات دينية وممثلى80 دولة على مستوى العالم تحت عنوان «التكوين العلمي والتأهيل الإفتائي لأئمة المساجد للأقليات المسلمة» والذى جاء بعد أيام قليلة من الحادث الإرهابى الذى قام به مجموعة من الإرهابيين الذين هاجموا إحدى نقاط التأمين بشمال سيناء وأسفر عن استشهاد 12 وإصابة 6 من أبطال قواتنا المسلحة.

وحول أهم ماطرحه المؤتمر ودوره فى مواجهة الإرهاب والربط بين الجاليات المسلمة بالخارج والهيئات الإفتائية بالدول الإسلامية، ومواجهة ظاهرة المقاتلين الأجانب بالدول العربية والإسلامية والتى تعد أبرز نتائج فوضى الفتاوى والأطر المتشددة التى تؤدى إلى مزيد من التطرف من ناحية والممارسات الممنهجة ضد الإسلام والتصدى للموجات الإلحادية من جهة أخرى، وكيفية توظيف وسائل التواصل الاجتماعى والتطبيقات الحديثة فى نشر الفكر الصحيح ومواجهة التطرف، وأبرز المشروعات والمبادرات المستقبلية التى ستتبناها دار الإفتاء كان هذا الحوار مع الدكتور مجدى عاشور المستشار العلمى لفضيلة المفتى وأمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية

.............

> ماهى أهم أهداف مؤتمر «التكوين العلمي والتأهيل الإفتائي لأئمة المساجد للأقليات المسلمة» وماأسباب اهتمامكم بهذه القضية الآن؟.

ـــ التواصل مع الجاليات المسلمة وربطها بالهيئات الافتائية بما يوضح صحيح الدين وتنقية الفتوى مما لحق بها بسبب فوضى الفتاوى ، وبسبب فرض بعض التيارات المنتمية إلى الإسلام السياسى سيطرتها على الخطاب الدينى فى الخارج ، وهو ما أدى إلى نشر فتاوى وآراء ونظم متشددة خاصة بين حديثي العهد بالإسلام الذين وقعوا تأثروا بقوة وسرعة وكانوا ضحية بين أيدي هؤلاء فأخذوا عنهم المناهج المتطرفة والأقوال الشاذة باعتبارها من صحيح الدين وأسسه لأن هؤلاء حديثى العهد بالإسلام لم يعرفوه سوى من المتطرفين فأصبحوا مثلهم وشاركوهم ونفذوا لهم أعمالا تسبب الأذى للممواطنين فى الخارج بصرف النظر عن جنسيتهم أو عقيدتهم كما أدى إلى تشويه الخطاب الدينى وإلصاق تهم العنف والتطرف بالإسلام ، وتشكلت ظاهرة المقاتلين الأجانب بالدول العربية والإسلامية بما سببته من تصاعد هائل في أعمال العنف والتطرف الديني، وبما فرضته بقوة على دوائر صنع القرار وعلى الهيئات والمنظمات الدولية.وفى ظل تزايد الظاهرة وفى ظل تصاعد موجات العنف كان لابد من التصدى لها ولتلك التيارات وما يصدر عنها من فتاوى وأقاويل ضالة وهدامة، وليكون كما جاء فى بيان دار الافتاء أول هيئة إفتائية تربط بين الأقليات الإسلامية بالخارج وبين الهيئات الإفتائية الوسطية والمعتدلة في الدول الإسلامية، ودعم وتأهيل أئمة مساجد الأقليات المسلمة ليتصدوا للفتوى عبر أطر دينية صحيحة ليقوم المسلمون في الخارج بدورهم الوطني في بلدانهم ودورهم الحضاري في الربط بين العالم الإسلامي والغربي. وقد تضمن المؤتمر العديد من المحاور وورش العمل والمبادرات التى ستسهم في مواجهة التهديدات الاجتماعية والسياسية والقانونية للأقلياتِ المسلمة.

> ما أخطر المفاهيم التى تسببت فى نشرها هذه التيارات ؟

ـــ الاختلال فى مفهوم الجهاد لدى التكفيريين الذين يفجرون أنفسهم وسط أهل دولتهم ممارسة العنف والقتل بوجه عام تحت اسم الجهاد ، فى حين أن الجهاد هو الجهاد ضد أعداء الدين والوطن الذين يعتدون علينا،ويكون الجهاد دفاعاً عن الدين والأرض والعرض.

> إلى مدى أسهمت هذه التيارات المتشددة فى تشويه صورة الإسلام والإسلاموفوبيا ؟

ــ أسهمت هذه التيارات مساهمة حقيقية بطريقة مباشرة وغير مباشرة فى تشويه صورة الإسلام من خلال إراقة الدماء الزكية وهتك الأعراض المصونة ونهب الأموال المعصومة حتى جعلت الدين السمح الحنيف فى نظر الآخر عقيدة معادية للتسامح والحرية وداعية للعنف. كما تسهم المرجعية في ترسيخ المرجعية الموازية للمؤسسات الدينية العريقة للمسلمين، وتعمل جاهدة على إشاعة تفسيرات مغلوطة لنصوص الوحي الشريفة بما يخرجها عن مقاصد الشرع انطلاقا من خدمة تطلعاتها وأهوائها المنحرفة.

كذلك تطرح منظومة للأخلاق والقيم تغاير في أغلب أحوالها ما هي عليه في صحيح الدين وما جرت عليه الأمة سلفا وخلفا، فضلا عن قراءة الواقع قراءة مغلوطة ومعكوسة.

ذلك مما ساعد في ظهور موجات كثيرة وخطيرة تناصب العداء للإسلام والمسلمين في ربوع الأرض، خاصة في دول الغرب، وتنامت الأصوات المناهضة للمسلمين وحدوث اعتداءات عنصرية وطائفية ضد المسلمين ودور العبادة، بل حرق المتطرفون هناك المصاحف الشريفة.. إلى آخر هذه المظاهر التي تطالعنا بها المراصد والإصدارات الأكاديمية ووسائل الإعلام المختلفة لحظة تلو الأخرى.

> بات من الواضح ، خطورة تصدر غير المتخصصين لمهمة الفتوى .. كيف ترى كعالم هذه الخطورة ؟

ــ تتساوي خطورته مع من يمارس الهندسة وهو لم يدرس علومها، أويمارس الطب وهو ليس بطبيب. لكن تزداد خطورة الذي يتصدر للفتوى من غير علم ولا تأهيل أنه يكون من الكاذبين على الله تعالى، وعن هؤلاء يقول الله تعالى في سورة الأعراف: (قُل إِنَّمَاحَرَّمَ ربى الفواحش ما ظهر منها وما بطن والإثم والبغى بغير الحق وأن تشركوا بالله مالم ينزل به سلطانا وأن تقولوا على الله مالاتعلمون».

فالفتوى لها شأن عظيم ،وهى بقدر شرفها وأجرها يكون خطرها ووزرها لمن يتولاها بغيرعلم وتأهيل، ففي حديث الدارمى عن عبيدالله بن جعفر مرسلاً: «أجْرَؤُكُمْ عَلَى الفُتْيَا أَجْرَؤُكُمْ عَلَى النَّارِ».وأخرج الدارمي والحاكم عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «مَنْ أُفْتِيَ بفُتْيا منْ غَير ِتَثَبُتِ فَإِنَمَا إِثْمُهُ عَلَى مَنْ أَفْتَاهُ».

> ما دور المؤسسات المتخصصة المختلفة في مواجهة الفتاوى الشاذة؟.

ـــ تبذل المؤسسات المختلفة وعلماء الأمة ومفكروها جهودا مضنية للتصدي لمشكلة الفتاوى الشاذة ومشكلة فوضى الفتاوى إلا أن معظم تلك الجهود لم تصل إلى حسم هذه المشكلة بعد. ويعود جزء كبيرمن ذلك إلى الانتشارالواسع الذي تتمتع به الفضائيات وغيرها في المجتمع المصري، إضافة إلى تعددها وتنوعها، فضلاعن مواقع الانترنت وهواتف الفتوى وغيره من أساليب الفتوى التى انتشرت بفضل التطور التكنولوجى وثورة الاتصالات الحديثة وان كانت تلك الجهود قطعت شوطا كبيرا فى التصدى لتلك الفوضى وفضائياتها إلا أنه ينتظرهم المزيد..

ويتلخص دور المؤسسات في مواجهة هذه المشكلة في ترسيخ المرجعية للمؤسسات من خلال إنشاء مراصد باللغات المختلفة لرصد هذه الفتاوى ثم بيان الرأي الشرعي فيها بعد تفنيدها وتحليلها. ولا شك أن الفتاوى الصادرة عن المؤسسات الدينية في مصر تظهر فيها سمات تتجلى في: التحقق بأهلية الإفتاء ،والتحلي بصفات الإفتاء، والانضباط المنهجي، ومراعاة التيسير ورفع الحرج؛ ومراعاة مصالح الناس في ظل مرونة الشريعة، وأخيرًا تتوجه المؤسسات حاليا نحو جماعية الفتوى ،وتتأكد ضرورة الفتوى الجماعية في القضايا المستجدة، وخصوصًا تلك التي لها طابع العموم وتهم جمهورالناس.

> إلى أى مدى اهتم الإسلام وهو دين الوسط بوضع أسس صحيحة للتربية بعيدا عن التطرف والمغالاة؟.

ـــ اهتم الإسلام بتنشئة الأمة وأفرداها تنشئة صحيحة، وهي التنشئة التي تحمل الفرد على الوسطية والاعتدال في أموره كلها. وتتميز الوسطية في الإسلام بأنها ليست معيارًاسائبًا؛ بل معيارها منضبط، وهو في داخل الأُمَّة ذاتها، المتمثل في سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحبه الكرام، وهو ما قرره النبي صلى الله عليه وسلم في التعريف بالفرقة الناجية؛ حيث جاء في بعض طرق حديث «افتراق الامة»: « «ما أنا عليه وأصحابي»، وهوأيضًا يلتقي مع ماقرره القرآن العظيم بقوله تعالى: (وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رضِيَ اللهُ عَنْهُمْ وَرَضُواعَنْهُ وأعد لهم جنات تجرى تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا ذلك الفوز العظيم ) [التوبة: 100]؛فالصحابة رضي الله عنهم ومن سار على نهجهم من القرون اللاحقة يمثلون الأمةا الوسط،التي دينها دين الوسط. وبذلك تتضح ملامح الوسطية من منهج الصحابة رضى الله عنهم ، وهو العلامة الواضحة التى يعرف بها أهل السنة والجماعة الذين مثلهم السواد الاعظم من الأمة سلفا وخلفا .

> ما تعليقك على ارتفاع نسبة الإلحاد من حيث الأسباب الكامنة وراء ذلك وسبل العلاج ؟.

ــ هذا السؤال جيد لأن معرفة اسباب هذه الظاهرة يساعدنا فى توصيف الموجة الإلحادية وتشخيصها بدقة وموضوعية ، ومن ثم وصف طرق العلاج الصحيح، ثم إن معرفة الأسباب المتنوعة لحصول هذه الظاهرة بالنظر إلى الشخص نفسه فى عدة مظاهر ، منها : الغرور المعرفى ، الجفاف الروحى ، والسطحية الفكرية والاندفاع والتعجل والاضطرابات النفسية وضعف المناعة المجتمعية وتفوق الامة أو تخلفها .

كما أن هناك أسبابا معرفية تتجلى فى افتقار المكتبة العربية والإسلامية من تناول هذه الظاهرة بالتحليل والنقد ، واعتماد كثير منها ممن يشتغلون فى حقل التعليم والدعوة على الصياغات والقوالب التراثية التى لم يعد يدركها كثير من الناس ، فى حين أن الشبهات التى تطرح على المجتمع تعرض بصياغات يسيرة وقريبة وتدور معظم هذه الشبهات حول قضايا مثل : وجود الشر فى العالم ، القضاء والقدر،الحكمة الإلهية فى الخلق، بعض المسائل التى تضمنها التراث ، وما تفعله التيارات الإرهابية والمتطرفة من حروب وقتل ودمار باسم الدين .

وبالنسبة للعلاج فيتلخص فيما فعله علماء الأمة قديما وحديثا فى مواجهة هذه الظاهرة والذى يتجلى فى ضرورة نشرفكرالوسطية الذى يحمل مشاعله الأزهر مع تناول أفكار الإلحاد وأطروحاته بالدراسة والبحث للخروج بنتائج رصينة مبنية على دراسات عميقة ومؤصلة بلغة سهلة وميسرة مع نشرها عبر الوسائل المختلفة .

> ما سبل تجديد الخطاب الدينى؟

ــ في رأيي أنه ينبغي أن ندعو قبل الحديث عن تجديدالخطاب الديني،وبحسب التسلسل المنطقي،ومن باب تقديم المقدمات على النتائج ، أن نهتم أولا ونحرص على «تجديد الفكر الدينى» وذلك باعتبار أن قطاعا من الأمة ليس بالقليل قد أصابه مظاهر الخلل والانحراف فى طريقة تفكيره قبل ان يصيبه الإفراط والتشدد فى خطابه الدينى والانشغال بالمسبوق (الخطاب) قبل السابق (التفكير) يعد من قبيل علاج العرض وليس المرض .

أما بالنسبة إلى تحديد الوسائل والسبل المحققة لهذه الأهداف والمقاصد فهى كثيرة ومتنوعة جدًّا، وهي مسئولية كبيرة لاتقف عندالمؤسسة الدينية فحسب، وإن كان لها النصيب الأوفرفي هذا، وإنما يتحمل عبئها معها المفكرون والمثقفون والمبدعون في شتى المجالات سواء أكانوا أفرادًا أومؤسسات.

> ما أهداف مرصد الفتاوى التكفيرية وإلى أي مدى نجح في التصدي للفكر المتطرف؟.

لخطورة الفتاوى التكفيرية والآراء المتشددة أنشأت دار الإفتاء المصرية مرصد الفتاوى التكفيرية والآراء المتشددة في 2014م، ويقوم برصد وتحليل الفتاوى والآراء الدينية المتشددة والشاذة الصادرة عن الحركات والجماعات والتنظيمات المتطرفة بشكل خاص،والتي تُحدث بلبلة في المجتمع.

ويتم هذا الرصد والتحليل والرد وفقا للمنهج العلمي الصحيح؛ بقصد تنقية وتصحيح وتصويب الساحة الدينية مما أصابها من ظواهر التكفير والتطرف وتطويع الآراء الدينية لخدمة أهداف مغرضة،وقد صدر عن المرصد في هذا المجال مايزيد عن خمسين تقريرًا، وكتاب: «تنظيم داعش النشأة والجرائم والمواجهة».

> كيف تستثمرون وسائل التواصل الاجتماعي في نشر الفكر الصحيح ومواجهة التطرف؟

ـــ حازت دار الإفتاء المصرية قصب السبق في هذا المجال حيث بادرت بإنشاء حسابات رسمية على مواقع التواصل الاجتماعي (فيس بوك، تويتر، يوتيوب، انستجرام، ساوند كلاود، جوجل بلاس).

تعرض فيها للفتاوى والتقارير والأخبار الصادرة عنها، وتنشر عليها دار الإفتاء الفيديوهات التي تتضمن إجابات فضيلة المفتي والسادة أمناء الفتوى بدار الإفتاء عن الأسئلة الواردة عبر صفحاتها على مواقع التواصل الاجتماعي وموقع دار الإفتاء الإلكتروني، ومن ثَمَّ نشرها على تلك الصفحات حتى ينتفع بها رواد هذه المواقع.

> ما هي أبرز الفتاوى المتشددة فى الداخل وكيف واجهتموها؟.

بداية تتصدى دار الإفتاء المصرية منذ إنشائها لكل ما يعرض على الساحة الدينية لتعالجه وفق خطاب الوسطية الذي يحمل مشاعله الأزهر الشريف، لذا فسجلاتها حافلة ببيان الحكم الشرعي حيال قضايا شائكة ومستجدات وحوادث كثيرة.

فقد وردت إلينا استفسارات كثيرة إثرالاعتداءات التى شهدتها مصر على بعض الكنائس، تستوضح حكم الاعتداءوعلى الكنائس ودورالعبادة أواستهدافها بالهدم والتفجير، استنادًا لما تروجه التيارات المتشددة من فتاوى متطرفة شاذة تزعم أنه لايوجد عهد ذمة -وهو ما يطلق عليه الآن المواطنة-بينهم وبين المسلمين.

وكذلك الفتاوى التي تهاجم الجيش المصري .. وأشباه هذه الفتاوى الشاذة التي تروج لها التيارات الإرهابية بهدف الإضرار بالدولة والتأثير بالسلب على هويتها وعوامل الاستقرار فيها. وبالنسبة لمواجهة هذه الفتاوى فقد تم إصدار فتاوى مؤصلة توضح الحكم الشرعي فيها وفق منهج صحيح الإسلام، وإصدار بيانات وتقارير إعلامية وعمل مداخلات تليفزيونية؛ وبرامج تثقيفية في مراكز الشباب ومجالس إفتائية في المساجد الكبرى بالقاهرة، مع جمع هذه الفتاوى في كتب تمهيدًا لنشرها.

ــ هل هناك مشروعات أو برامج ومبادرات مستقبلية لمواجهة التطرف تتبناها دار الإفتاء؟.

هناك رؤية استراتيجية تمتلكها دارالإفتاءالمصرية لاستمرارتطويروتحديث العمل بها ووسائله؛وهي تشمل نشاط دارالإفتاءالمصرية على جميع المستويات والأصعدة ؛سعيًا إلى تعزيز وتطوير خدمات دار الإفتاء الشرعيَّة،التي تقدمها للمسلمين في جميع أنحاءالعالم، لضمان تحقيق أكبرقدرمن التواصل الفعّال مع المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها لتبصير الناس بأحكام دينهم وتصحيح صورةالإسلام، وقدأعلن فضيلة المفتي خطة متكاملة عملنا على تحقيقها في عام 2016م، وأبرز بنودها:

-إطلاق تطبيقات للفتوى على أنظمة «أندرويد»،و«آي أو إس» لأجهزة الهواتف الذكية، إيمانًا من دار الإفتاء بضرورة مواكبة التكنولوجيا الحديثة في وسائل الاتصال، لضمان الوصول لأكبر شريحة ممكنة من المسلمين حول العالم.

-تكثيف الجهود الخارجية لتصحيح صورة الإسلام ومواجهة «الإسلاموفوبيا» عبر إطلاق قوافل إفتائية تجوب قارات العالم، تضمن نخبة كبيرة من كبار العلماء لعقد لقاءات مع المسئولين في دول العالم، وعقد لقاءات بهدف نشر الوعي الإفتائى الصحيح.

-مزيد التواصل مع الشباب عبر مراكز الشباب تنفيذًا لبروتوكولات التعاون المشترك مع وزارةالشباب.

- كماأنه سيتم إطلاق قوافل إفتائية دورية داخلال جامعات المصرية برئاسة مفتي الجمهورية، للإجابة عن تساؤلات الشباب والتواصل معهم.

-تحقيق مزيد من التواصل مع جمهور المسلمين من خلال عقد مجالس إفتائية لعلماء دار الإفتاء في مساجد القاهرة الكبرى كمسجد الإمام الحسين، ومسجد السيدة زينب، ومسجد مصطفى محمود، وذلك بالتنسيق مع وزارة الأوقاف المصرية من خلال برتوكولات التعاون المشترك.

- تأسيس مركز دراسات استراتيجي لقضايا التشدد والتطرف، وهو مركز متخصص يعمل على تحليل وتفنيد مزاعم المتطرفين وأفكارهم الشاذة والرد عليهاردًّا علميًّا منضبطًا، ودراسة ظاهرة انضمام الشباب إلى داعش سواء من دول الشرق أوالغرب، من أجل وضع حلول جذرية تحول دون انجرار الشباب إلى براثن التطرف والإرهاب.

-زيادة عدد الساعات المخصصة لاستقبال الفتاوى الهاتفية والإلكترونية، من خلال تطوير حزمة من البرامج لميكنة العمل فى إجابة الفتوى، والتي من شأنها توفير إمكانات البحث والأرشفة والتصنيف وعمل واستخدام نماذج الإجابة واستخراج الإحصائيات والتقارير والتوزيع التلقائي للأسئلة على المجيبين، ويواكب هذا التطوير التكنولوجيا لزيادة فى الموارد البشرية العاملة في دار الإفتاء، وهي مستهدفة بالتدريب الدائم والتأهيل الشرعي والفني، فضلا عن تدريب علماء الدار على أحدث الطرق للتعامل مع وسائل التكنولوجيا الحديثة وطرق التواصل الفعّال.

-إضافة لغات جديدة لقسم الترجمة؛ لترجمة الفتاوى والأبحاث الشرعية، منها اللغة الإسبانية للتواصل مع دول أمريكا اللاتينية، وكذلك اللغة الإيطالية لتزيد عدد اللغات التي تستخدمها دار الإفتاء المصرية في أداء رسالتها إلى 12 لغة.

- إطلاق حملات إلكترونية جديدة عبر البوابة الإلكترونية لدار الإفتاء المصرية التي ستنطلق قريبًا، وصفحات دار الإفتاءعلى مواقع التواصل المختلفة، قصدًا إلى الوصول إلى خمسين مليون متفاعل على مستوى العالم.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق