بمناسبة تكريم المهرجان القومى للسينما المصرية الفنانة شويكار فى دورته، العشرين صدر عنها كتاب «شويكار.. سيدتى الجميلة» للناقدة ناهد صلاح.
وتستعرض فيه المؤلفة، عبر ستة فصول، أوجه مختلفة لشويكار «الارستقراطية، الكوميديانة، النجمة، الممثلة، الطيف، الاستعراضية» إضافة إلى حوار معها تكشف فيه عن مساحات لا يعرفها كثيرون عن مسيرتها الفنية. تقول المؤلفة فى مقدمة كتابها: «دخلت الكتابة عن شويكار بمفهوم سهل وبسيط، يستدعيها كواحدة من أيقونات الفرح والجمال كاملة التكوين فى تاريخنا الفني؛ وعلى اعتبار أن ثمة بشرا خلقهم الله ليحرضونا على البهجة والتوهج الذى يسكن وجداننا ومخيلتنا كما فتافيت السكر حسب معنى اسمها فى أصله الفارسى، الذى يتضمن معنى آخر وهو الموفقة فى عملها، فحين نتحدث عن شويكار لابد أن يقودنا الحديث إلى التجلى الحر للنجاح فى دلاله وخفة الظل والجاذبية والسحر الوحشى والأنوثة الطاغية والعيون الجريئة المقتحمة التى تحتمل أكثر من تأويل جمالى والصوت المنغم الذى يفكك حروف الأبجدية على مهل تمثيلاً وغناءً، شيء كالحلم عابر للزمن، ويتحرر من وطأة الواقع ويتدحرج منه النور والغواية فى آن واحد، «شيء لا يصدقه عكل» كما جملتها الشهيرة والرائجة التى تعلقت بها الذاكرة، وهى خلطتها السرية التى اتبعناها وكبرنا معها دونما أن نفهم ما وراء المفاهيم، فقط خطفنا عنفوان الصورة والإشراقة الكبرى ونضرة الإطلالة، لكن شويكار تحمل سمات أجمل وأعمق من الوقوف عند الإطار الخارجى للصورة، فهى ليست مجرد حسناء تسللت إلى مدائن الفن داخل حصانها الطروادى الذى يخطف الأبصار بجمال استحق لقب سيدتى الجميلة، لكنها تمثل بكل وضوح النموذج للنجمة الذكية التى لم تجعل جمالها حاجزاً للتواصل مع الآخرين؛ بل جعلته طيعاً ورشيقاً لا يتشبث بمساحة واحدة فى الأداء ومع ذلك لا يتباطأ فى الإعلان عن نفسه. شويكار .. «سيدتى الجميلة» قراءة متمهلة لمشوار حافل بالنجاحات والانكسارات والأوجاع والأفراح، مشوار شويكار النجمة والممثلة والاستعراضية التى اختصرت التناقض بين الشكل والجوهر فى نموذجها المتفرد وعلمتنا أن جمالها يعوّل عليه ولا يستخف به.
رابط دائم: