فى باكورة أعماله القصصية القصيرة «هروب إلى القدر» التى يحاول من خلالها دخول عالم القصة الحديثة، يطرح المهندس محمد سمير أباظة بعض القضايا والهموم المعاصرة التى تواجه شرائح من المجتمع فى صورة سرد مواقف أو أزمات لها أبطال القصص وأثرت فيهم بالسلب أو الإيجاب،
مسلطا الضوء عليها من خلال 26 قصة قصيرة، يتطرق فيها المؤلف إلى مآسى أبطالها وصراعاتهم وآلامهم وسعيهم إلى الخروج من الأزمات والانكسارات. قصص واقعية تحكى التجارب الإنسانية والقضايا المجتمعية الشائكة التى تقابلنا فى حياتنا اليومية، ومنها قضية زواج القاصرات بأثرياء عرب وهذا ما ترويه قصة «ورق اللحمة» أما لجوء بعض السيدات إلى العمل كخادمات فى المنازل فهو موضوع قصة «الجوعي» وقصة أخرى تتعرض لظاهرة الثأر وكيف أن بطلها أصر على المواجهة وسافر مستقلا القطار إلى النهاية، هربا إلى القدر كما وصفه المؤلف.«الجوعي» تتطرق لسرد ليلة من ليالى تلك السيدة التى تعمل خادمة فى منزل أحد الأثرياء، وتعرضها لنظرات الضيوف الجوعي، وهى تنتظر بلهفة انتهاء الحفل للحصول على العلبة وما يجود به الضيوف عليها لتعود به فى الفجر إلى أولادها لتسد جوعهم، أما السعى وراء الخلفة فهذا ما تتناوله قصة «شيء مفقود» التى تجسد حياة زوجين متحابين سعيدين ببعضهما إلا أن هناك ما ينقص الحياة الزوجية وهو الذرية الطيبة لا يهم إن كانوا صبيانا أو بنات، أما «حيرة» فهو عنوان قصة أرملة رفضت الزواج بعد وفاة زوجها، وصبرت وتحملت وواجهت الصعاب كى تربى أبناءها وتعلمهم أفضل تعليم، حتى تزوج كل منهم وفى نهاية المطاف أودعوها دارا للمسنّين بعدما أكملت العقد السابع، لتكتئب العجوز وتفقد الثقة فى الجميع، إلى أن ظهر شخص استطاع أن يعيد ثقتها فى نفسها وبالآخرين وطلب الارتباط بها، بالإضافة إلى قصص «الطريق» و«الوحل» و«منتهى الشفافية» وغيرها.
الكتاب: هروب إلى القدر
المؤلف: محمد سمير أباظة
رابط دائم: