رئيس مجلس الادارة

أحمد السيد النجار

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

مصطلحات عسكرية
الاستراتيجية

كتب ــ عاطف زايد
«هى فن توزيع مختلف الوسائط العسكرية والاستراتيجية واستخدامها لتحقيق هدف السياسة» إذ أن الاستراتيجية لا تعتمد على حركات الجيوش فحسب ولكنها تعتمد على نتائج هذه الحركات أيضاً،

والاستراتيجية المعاصرة، فى جوهرها، علاقة بين الوسائط والأغراض، وهى تكييف للوسائل المتاحة والموارد والإمكانات البشرية والمادية والمعنوية (الروحية)، واستخدامها لبلوغ الأهداف المرسومة. وهى بذلك علاقة بين الحاضر والمستقبل لأنها تحدد المناهج والأدوات على ضوء رؤية مستقبلية للأغراض ونظرة فلسفية للتطور وهى تتضمن بالضرورة ترجيح تصور على تصور وبديل على آخر. بناءً على تلك الرؤية المستقبلية.

وتعتبر الاستراتيجية من المفاهيم المتداولة فى العلوم الاجتماعية والسياسية والعسكرية والاقتصادية التى تستخدم للدلالة على أكثر من معنى واحد. فكلمة «استراتيجية» و «استراتيجي» تستخدمان استخداماً واسعاً من قبل الباحثين والمتخصصين فى شتى العلوم. حتى أن بعض الجامعات الأوروبية والأمريكية تضم الآن أقساماً متخصصة لدراسة الاستراتيجية، أو مراكز (ومعاهد) للأبحاث الاستراتيجية. وإن كان هذا الاهتمام لم ينتقل إلى الوطن العربى بدرجة كافية سوى فى عقد الثمانينيات والتسعينيات من هذا القرن، حيث مازالت الدراسات الاستراتيجية ضعيفة نوعاً ما فى كل مجال وتسير بخطى بطيئة ومتأنية.

وإذا كان تعبير الاستراتيجية قد أشتق أصلاً من الكلمة اليونانية بمعنى فن فإن استخداماته المعاصرة قد تعددت وشملت العديد من الميادين. فقد يوصف موقع ما أو جزء من دولة بأنه «استراتيجي» كمضيق هرمز أو باب المندب.

وقد يوصف قرار سياسى أو اقتصادى مهم بأنه «استراتيجي» كما يطلق وصف «استراتيجي» على بعض أنظمة الأسلحة التى تؤثر تأثيراً حاسماً على معبر الحرب. كالأسلحة الاستراتيجية التى شملتها معاهدة الحد من الأسلحة الاستراتيجية، وقد تطلق هذه الصفة أيضاً على بعض المواد التى تؤثر على السياسة الاقتصادية أو السياسة العسكرية لدولة ما كالبترول مثلاً. وأخيراً قد يوصف نمط من التفكير أو الدراسات المتخصصة بأنه «تفكير استراتيجي» أو «الدراسات الاستراتيجية».

وللاستراتيجية تعريفات كثيرة يرتبط معناها ومبناها الظروف الزمانية والمكانية التى قيلت فيها وبالأحداث التى انبثقت عنها، وبالأشخاص الذين صاغوها وبالمدارس الفكرية التى ولدت فيها. وقد لا يتسع معنا المجال هنا فى هذا المقال لشرح كل هذه الظروف، ولكن من المعروف حالياً أنه ليس هناك تعريف (واحد) جامع مانع للاستراتيجية، وإنما يمكن التمييز حتى نهاية عام 1991م بين مدرستين كبيرتين لتعريف الاستراتيجية، الأولى هى المدرسة الغربية (الأوروبية الأمريكية)، والثانية هى المدرسة الشرقية (الاتحاد السوفيتى والدول الشرقية). والتى انهارت مع بداية عقد التسعينيات من هذا القرن.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
 
الاسم
 
عنوان التعليق
 
التعليق