جاءت العملية العسكرية التى نفذتها القوات الجوية فجر السبت ضد معاقل الارهابيين فى سيناء، وذلك ثأرا لدماء شهدائنا الابرار الذين استشهدوا صباح الجمعة فى كمين زغدان، لتبعث
بذلك رسالة قوية للارهابيين انهم لن يتركوا فى ارض سيناء بأى حال من الاحوال وان القوات المسلحة ستصل اليهم فى اى وقت واى مكان دون رحمة حتى يتم تطهير سيناء بالكامل من تدنيس تلك المجموعات لارضنا الطاهرة.

لقد تخيل البعض بعد استشهاد رجال القوات المسلحة يوم الجمعة ان هناك تراخيا فى سيناء بل ذهب البعض ليحلل انه خلال السنوات الثلاث الماضية وحتى الآن كيف لم يتم القضاء على تلك المجموعات بالكامل وتطهير سيناء منهم، والحقيقة أن الجيش المصرى صاحب عقيدة قتالية واضحة لن يحيد عنها بأى حال من الاحوال، وهى عدم استهداف اية مواقع قد يكون بها مجموعات من الارهابيين، ولا يمكن ان تعرض حياة الابرياء الى الخطر، فالجيش هو من يحافظ على ارواح المدنيين ولا يمكن ان يعرضهم للخطر.
وأنه خلال العامين الماضيين وخلال مراحل عملية حق الشهيد حققت القوات المسلحة المصرية فى سيناء تقدما كبيرا وقضت على عناصر خطيرة وصلت للآلاف وتقوم بعمليات التمشيط المستمر وتطهر الاراضى من العبوات الناسفة وتعمل هناك بمشرط حتى لا يصاب مدنى او يتأذى مبني.
ويمكن إيجاز الوضع فى سيناء كالتالي:
بعد احداث 25 يناير دخلت الى ارض سيناء الآلاف من العناصر الارهابية من خلال الانفاق والسواحل كما تم ادخال كميات ضخمة من الاسلحة والمعدات وتمركزت تلك العناصر فى شمال ووسط سيناء، وبالاخص فى المثلث رفح والشيخ زويد والعريش، وتم تسلل تلك العناصر مستغلين حالة التخبط الامنى فى الدولة وان المنطقة (ج) فى سيناء بها عناصر رمزية من قوات الامن المركزى طبقا لاتفاقية السلام مع اسرائيل.
2-عند وصول الجماعةالارهابية الى حكم مصر دعمت بقوة تلك الجماعات فى سيناء بل انه كان يتم تقديم الدعم اللوجيستى الكامل لها، كما أن رئيس الجمهورية وقتها أصدر عفوا على اخطر الارهابيين فى السجون المصرية وأرسلهم الى سيناء حتى يكونوا داعمين له ، او معتقدا انه سيقوم بتشكيل جيش مواز فى سيناء.
3-فى تلك الاثناء كان يتم تزويد تلك العناصر بالسلاح وكان يتدفق من الأنفاق على الحدود الشرقية، كما تم إدخال مجموعات من الاسلحة من الحدود الغربية بعد ان توافرت بشكل مرعب فى ليبيا.
4-العناصر الارهابية التى وجدت على ارض سيناء وتسللت اليها العديد منهم يحمل جنسيات مختلفة وليسوا مصريين خالصين.
5-أخرجت العناصر الارهابية اهالى سيناء من المعادلة منذ البداية بترهيبهم وقتل العديد منهم حتى لا يخبروا القوات المسلحة عن وجود تلك الجماعات أو اماكن تحصيناتهم .
6-الطبيعة الجغرافية الصعبة بالنسبة لشبه جزيرة سيناء استفادت منها تلك الجماعات من خلال الاختباء فى الجبال والوديان وإقامة معسكرات تدريبية لهم.
لم يكن كل ذلك ببعيد عن القوات المسلحة فتم الاستعداد الجيد للقضاء على تلك العناصر، وتطهير سيناء بالكامل، وتم الدفع باعداد من القوات والمعدات والتى تعد الاضخم فى تاريخ الجيش المصرى من خلال نشر قواته فى سيناء بعد التنسيق مع الملحق الامنى مع الجانب الاسرائيلى ، وتم الدفع بقوات الانتشار السريع والاسلحة المشتركة، التى بدأت قى تنفيذ عملية حق الشهيد، واستطاعت القوات المسلحة السيطرة على الوضع وتصفية الآلاف من تلك العناصر الارهابية، وتدمير مخازن للسلاح وقطع طرق الامدادات وغلق الانفاق، والاعلان عن منطقة عازلة بعمق كيلو متر لتدمير الانفاق على الشريط الحدودى مع قطاع غزة، وبالفعل تم تدمير آلاف الانفاق الا انه ايضا تم اكتشاف انفاق يصل طولها الى اكثر من 3 كيلو مترات.
ومع شدة العمليات العسكرية وتكبيد تلك العناصر الارهابية خسائر فادحة، غيرت تلك العناصر استراتيجيتها، وأخذت من اماكن تجمعات السكان ملاذا آمنا لهم يختبئون بينهم حتى لا تطالهم القوة العسكرية المصرية، وعلى الفور غيرت القوات المسلحة من استراتيجيتها هى الاخرى للقضاء على تلك العناصر، من خلال سحب تلك الجماعات خارج القرى حتى يتم القضاء عليهم مع الأخذ فى الاعتبار ان العقيدة العسكرية المصرية لن تتغير فى عدم تعريض المدنيين للخطر.
ومن أهم النماذج التى تدل على عدم استهداف المدنيين أنه قد وصلت معلومات استخباراتية الى قيادة العمليات فى سيناء ان قيادات الجماعة سيجتمعون فى مكان محدد وبعد ان اقلعت المروحيات لقصف تلك المجموعة بأن الارهابيين بينهم اطفال ونساء جلبوهم معهم للاحتماء بهم وعلى الفور تم إلغاء العملية قبل تنفيذها بدقائق، حماية لارواح المدنيين.
لقد سعت العناصر الارهابية المتبقية فى سيناء خلال الشهور الماضية إلى تنفيذ عمليات ارهابية ضد أكمنة متعددة، وذلك لاثبات انهم موجودون على الارض الا انها كانت تفشل تماما، ويتم صد تلك العناصر وقتل العديد منهم.
ان الهجوم على احد الاكمنة بالتأكيد كان هناك توقع بذلك بعد الفشل خلال الفترات السابقة ، كما انه تم تكبيد تلك العناصر خسائر بعد ان تم قتل 15 من المهاجمين.
ان ما يحدث الآن فى سيناء كما ذكر من قبل انها حرب حقيقية بين مجموعات ارهابية تعتمد على الكر والفر وبين عناصر من الجيش المصرى التى تحقق يوميا انجازات فى تلك الحرب واستطاعت ان تقود دور تلك العناصر.
ان الضربات التى نفذتها القوات الجوية ستكون بمثابة النهاية لتلك العناصر الاجرامية، ومن المؤكد ان الجيش المصرى اذا كان يرغب فى تطهير سيناء بالكامل من الارهاب كان قادرا على تنفيذ عملياته فى اقل من 8 ساعات فقط منذ اول يوم للقتال ، الا ان عقيدته واخلاقه تمنع من ذلك لان الحفاظ على سلامة المواطنين من أولى اولوياته.
ان الوقت الحالى يتطلب زيادة مساحة المنطقة العازلة لتصل الى 5 كيلو مترات ليتم إغلاق جميع الانفاق نهائيا، وتطهير تلك المنطقة بالكامل من الارهاب.ان الجيش سيظل مدافعا عن كل حبة تراب مصرية مع الحفاظ على مبادئه التى لا يمكن ان يبعد عنها.
[email protected]
رابط دائم: