اقترب الشتاء .. فتشبعت نسمات الهواء الليلية برائحته الساحرة .. بينما حملت ساعات الصباح الباكر لسعاته البارده الخفيفة ولكن تلك الأجواء الخاملة لم تمنعه من تجهيز بضاعته الشهية التى انتقاها بعين خبير ورصها على عربته الخشبية، زميلة كفاحة على مدار السنين. متوكلا على الرزاق ..معتمدا على صوته الجهورى، وندائه الذى يحمل نغمات شجية.
يجذب زبائنه المتجولين فى نزهة على الكورنيش أو فى شوارع وسط المدينة التى لا تنام أو هؤلاء الباحثين عن دفعة من الدفء للأوصال الباردة بوجبة خفيفة ساخنة.
« معسلة يا بطاطا» يتغنى بها وهو يُحمى فرنه الصاج بقطع خشبية تضفى لها طعما بنكهة الذكريات، فتبتسم مرغما تلك الابتسامة الراضية وانت تتسلم غنيمتك الشهية بكلتا يديك وتتفحص بعناية الأوراق القديمة التى لفت بها لعلها تحمل لك بين طياتها ذكرى أخرى.
رابط دائم: