رئيس مجلس الادارة

أحمد السيد النجار

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

فى أول حوار بعد توليه المسئولية
عاطف عبد الحميد: لن نسمح بعودة الفوضى لشوارع العاصمة

أجرى الحوار ــ عبدالهـادى تمام وهشـام زكـى

مشروع تطوير القاهرة الخديوية مستمر ونسعى لإعادة خريطة السياحة الدينية والتراثية

 

تولى مسئولية العاصمة منذ فترة قصيرة وعكف منذ ذلك الوقت على دراسة أزمات المرور ومواجهة العشوائيات والنظافة ومخالفات البناء والباعة الجائلين وغيرها من الموضوعات الشائكة التى تحتاج إلى تدخل سريع وعاجل.. إنه المهندس عاطف عبدالحميد محافظ القاهرة، الذى وعد بأن يكون أول حوار معه بعد توليه المسئولية لـ«الأهرام»، فكان معه هذا الحوار الذى أكد خلاله أنه لن يسمح بعودة الفوضى لشوارع العاصمة، مشددا على استمرار المحافظة فى تسيير الحملات وملاحقة من يخالفون القانون ويضرون بمصالح العاصمة أيا كان حجم مخالفاتهم أو موقعها. وكشف عبدالحميد عن صدور القانون رقم 72 لسنة 2016 أخيرا والذى ينص على تغليظ عقوبة فض الشمع عن المحلات أو المقاهى المخالفة للحبس بدلا من الغرامة ليساعد بصورة كبيرة على فرض الانضباط على المخالفين. وأكد أن هناك تفهما كبيرا من القيادة السياسية لخطورة مشكلة العشوائيات والتزام الدولة بمواجهة هذه القضية بغض النظر عمن هو فى السلطة والحكومة الموجودة مشيرا إلى أن عام 2018 سيمثل آخر عهد للعشوائيات غير الآمنة وداهمة الخطورة فى العاصمة، وفيما يلى نص الحوار الذى استمر لأكثر من ساعتين:

هل ضايقك تعليق البعض على اختيارك على رأس العاصمة بأنه قرار جانبه الصواب لعدم خبرتك فى المحليات؟

من حق المواطن أن ينتقد ومن حقى أيضا الرد على ذلك حيث إننى كنت وزيرا للنقل وهناك علاقة وثيقة بين هذه الوزارة ومحافظة القاهرة و أكبر دليل على ذلك أن الدكتور جلال سعيد محافظها السابق أصبح وزيرا للنقل وأنا كنت من المتابعين لمشاكل محافظة القاهرة أثناء خدمتى فى وزارة النقل بحكم الارتباط بينهما فى أمور كثيرة منها الطرق والكبارى ومترو الأنفاق وهيئة النقل العام وغيرها كما أننى لدى خبرة سابقة فى إعادة هيكلة مصر للطيران ونجحت فى تحويل كيانات خاسرة فيها إلى ناجحة تحقق أرباحا وهو ما انوى تطبيقه على منظومة العمل الموجودة فى المحافظة.



هل يعنى ذلك أن تطوير منظومة المحليات سيكون فى دائرة اهتماماتك؟

تطوير أداء المحليات هو التحدى الأكبر بالنسبة لى فتطوير منظومات العمل والبشر هو أصعب شىء فى التطوير ويحتاج إلى جهد كبير، وأتصور أننى لدى الخبرة فى ذلك وقد حققته فى مصر للطيران عندما توليت رئاستها، فالقاسم المشترك بين المواطنين هو الشكوى من الخدمة التى تقدمها المحليات والتعامل مع موظفيها وتأتى هذه المشاكل لأن بيئة العمل فيها عشوائية وغير محددة وتحتاج إلى تشريعات جديدة تقضى على الفساد وما أعد به أننا سنعمل بكل جهد لوضع برنامج طموح للتنمية البشرية يطبق على أحياء محافظة القاهرة بالكامل للحد من الأخطاء والفساد فى المحليات.

ما أبرز القرارات التى اتخذتها منذ توليك المسئولية؟

من أول قراراتى فى القاهرة ألا يسمح بتنفيذ أى مشروع جديد بالعاصمة إلا ويلحق به عقد صيانة مع الشركة المنفذة لضمان بقاء المشروع على حالته لسنوات طويلة وهو ما سيوفر على الدولة مليارات الجنيهات المهدرة، فالجميع يعلم أن لدينا فى مصر مشكلة كبيرة وهى أننا ننفق أموالا طائلة على المشاريع ثم بعد فترة نجد هذه المشاريع تنهار لافتقادها الصيانة مما يجعلنا نعيد بناء المشروع من جديد ونتكلف أضعاف ما سبق إنفاقه من قبل. والحقيقة فكرة هذا القرار جاءتنى بعد زياراتى العديدة لدبى لقضاء جزء من أجازتى السنوية لدى ابنى الذى يقيم هناك منذ سنوات، وفى كل مرة أذهب إلى هناك أجد الشوارع والكبارى والأنفاق على نفس حالتها التى شاهدتها عليها أول مرة وكأنها منشأة أمس وليس منذ سنوات طويلة، وعندما استعلمت عن الأمر عرفت أن كل مشروع فى المدينة يتم إنشاؤه يلحق بعقده عقد آخر لعملية للصيانة يجدد بشكل دورى وهذا ما سيطبق خلال المرحلة القادمة فى القاهرة.

العشوائيات من أخطر مشاكل العاصمة، فما هى الجهود الحالية لمواجهتها والقضاء عليها؟

لدينا فى العاصمة أكبر عدد من المناطق العشوائية على مستوى الجمهورية حيث يبلغ عددها 112 منطقة منها 63 منطقة غير آمنة أو مناطق ذات خطورة داهمة وهناك تفهم كبير من القيادة السياسية لخطورة المشكلة والتزام للدولة بمواجهة هذه القضية بغض النظر عمن هو فى السلطة والحكومة الموجودة وقد بدأت المحافظة خلال الفترة الماضية بإنشاء مشروعين كبيرين لنقل قاطنى المساكن داهمة الخطورة مثل منطقة منشأة ناصر ومنطقة الأباجية، وعزبة خير الله ببناء 11 ألف وحدة سكنية لنقل سكان تلك المناطق لمنطقتى الأسمرات بالمقطم وكذلك نقلهم إلى وحدات بمدينة السلام تتضمن 5000 وحدة سكنية بالتعاون مع مؤسسة معا، وهناك أماكن أخرى فى القاهرة تحتاج إلى إحلال وتجديد فى أماكنها مثل منطقة تل العقارب وأبو السعود وإسطبل عنتر وحكر السكاكينى والحطابة، وقد تم وضع برنامج مكثف نعمل عليه حاليا على نحو يجعل القاهرة بلا عشوائيات داهمة خلال عام 2018 القادم.

لماذا التركيز على عشوائيات المناطق الخطرة؟

لأن تلك العشوائيات تهدد حياة المواطنين ويقدر عددهم بـ 300 ألف شخص وهناك عشوائيات أخرى تعانى من سوء التخطيط يقطنها حوالى مليون مواطن فى القاهرة لكنها غير مهددة لحياة المقيمين فيها، وهذا هو حال معظم العشوائيات فى القاهرة والتى يمكن تصنيفها بأنها غير خطرة. ولكن ذلك لا يعنى إهمالنا لتلك المناطق العشوائية بل نقوم بتطويرها ويكفى أن نعلم أن المحافظة صرفت العام الماضى على تطوير تلك المناطق 500 مليون جنيه

ما النسبة التى يمثلها العمل الميدانى فى أداء مهامكم؟

العمل الميدانى فى عملى تفوق نسبته كثيرا العمل المكتبى لاقتناعى بأن الرصد المباشر للمشاكل والوقوف على حقيقة الوضع على الطبيعة سواء بالقيام بالجولات الميدانية أو اللقاء المباشر مع المواطنين فى أماكن تجمعهم يتيح للمسئول فرصة أفضل للتعرف على حقيقة الأمور، وبالتالى سهولة حل المشاكل بناء على ما سمعه بأذنه وشاهده بعينه وليس بناءً على التقارير التى تقدم له، وهذا ما تعتمد عليه سياسة عمل المحافظ ونوابه فى العاصمة كما أن أبواب مكاتبنا مفتوحة للجميع اقتناعا منا بضرورة ألا يكون هناك جدار فاصل بيننا وبين المواطنين ولاقتناعنا بأن غلق الباب شهادة بعدم الصلاحية وعدم القدرة على التفاعل مع المجتمع وحل مشاكل المواطنين.

بعد أن استبشر مواطنو العاصمة بتطوير مبانيها التراثية توقف مشروع تطوير القاهرة الخديوية لوجود نقص فى عملية التمويل، فما مصير هذا المشروع؟

مشروع تطوير القاهرة الخديوية يتضمن تحويل وسط العاصمة لمتحف مفتوح بإعادة تأهيله بالشكل اللائق الذى يتناسب مع عراقتها وما تحتويه من كنوز معمارية نادرة ولكنه كاد يتوقف فى الفترة الأخيرة لنقص عملية التمويل وقد تغلبنا على هذه المشكلة مؤخرا وسيستكمل المشروع مراحله المختلفة لاسترجاع الشكل المتميز للمبانى التراثية الموجودة بالعاصمة ومع اكتمال عملية تطوير القاهرة الخديوية وتطوير كورنيش النيل كواجهة للعاصمة سيتم دعم المنتج السياحى فى إطار الجهود التى تبذلها الدولة لإعادة الحركة السياحية الوافدة إلى مصر وهو ما سيساعدنا على إعادة وضع القاهرة على الخريطة السياحية خاصة التراثية والدينية

هناك تقدم فى الحفاظ على منظومة النظافة.. لكن متى سيشعر المواطن بطفرة حقيقية فى هذا الشأن؟

نحن نتعامل مع منظومة نظافة من أكبر منظومات النظافة فى العالم حيث تنتج القاهرة يوميا نحو 16 ألف طن مخلفات يجب أن تختفى فى ساعات ،وهناك تحسن ملموس، ولكن ليس هذا غايتنا فهناك طموحات لدينا فى تحقيق مزيد من التقدم فى تلك المنظومة التى نعتمد فيها على خطة عاجلة تقوم على محورين الأول مناشدة المواطنين عدم إلقاء القمامة بالشوارع وذلك من خلال حملات إعلانية والمحور الثانى هو المناورة بالإمكانيات عن طريق تدعيم الهيئة بالأفراد والمعدات لضمان الانتشار السريع فى الشوارع للقضاء على مشكلة القمامة واعتقد انه خلال الثلاثة أشهر القادمة سوف تحدث طفرة فى عملية النظافة.

عقود شركات النظافة ستنتهى نهاية العام القادم .. ماذا أعددتم للمستقبل؟

لدينا خطة يساعدنا فيها البنك الأوروبى ومن أهم بنودها أن تكون فترة العقود مع شركات النظافة الجديدة قصيرة بما لا تتجاوز ثلاث سنوات حتى إذا وجدنا انخفاضا فى مستوى الخدمة يسهل إلغاء التعاقد بسهولة معها،بالإضافة إلى العمل على تطبيق منظومة النظافة على مرحلتين الأولى تتضمن الجمع السكنى عن طريق شركات متخصصة تجمع القمامة وتنتقل بها مباشرة إلى محطة التداول الوسيطة ،و الثانية تقوم بها هيئة النظافة من خلال سيارات كبيرة تأخذ هذه القمامة يوميا وتذهب بها إلى المقالب العمومية والتى ستلحق بها مصانع لتصنيع السماد وتوليد الكهرباء يتم إنشاؤها بالتنسيق مع وزارة البيئة.

افتقدت العاصمة فى الآونة الأخيرة الانضباط فخالفت السيارات قرار حظر الانتظار بوسط المدينة وانتشرت إشغالات المحلات والمقاهى وعاد الباعة للشوارع والميادين، فهل هناك سبيل للمواجهة؟

وسط المدينة كنز معمارى لابد من الحفاظ عليه وإعادته إلى رونقه القديم ولقد بدأت المحافظة جهودها بتنفيذ مجموعة من الإجراءات التنفيذية الموازية لعملية التطوير بوسط المدينة بنقل الباعة الجائلين بمحيط المنطقة كاملة ثم افتتاح جراج التحرير وأعقبها منع الانتظار تدريجيا فى عدد من الشوارع فضلا عن إزالة الإشغالات من جميع الشوارع والأرصفة وما أحب أن أؤكده أن ما تحقق فى الماضى هو انجاز سنبقى عليه ونكمله ولن نسمح بعودة الفوضى لشوارع العاصمة فنحن مستمرون ولن نتوقف عن تسيير الحملات وملاحقة من يخالفون القانون ويضرون بمصالح العاصمة أيا كان حجم مخالفاتهم أو موقعها وقد جاء القانون الجديد الذى صدر مؤخرا ــ والذى ينص على تغليظ عقوبة فض الشمع عن المحلات أو المقاهى المخالفة للحبس بدلا من الغرامة فقط كما كان الحال فى القانون السابق ــ ليساعدنا فى العمل الميدانى بصورة كبيرة لفرض الانضباط على المخالفين.

ما هى آخر التطورات بالنسبة لماسبيرو؟

مثلث ماسبيرو مقام على مساحة 75 فدانا من أغلى مساحات الأراضى فى الشرق الأوسط وإفريقيا وربما أوروبا بسبب استراتيجية الموقع الذى يطل على نهر النيل، والمنطقة لها إجراءات ينظمها القانون، وقد تم عمل لجان لتلقى طلبات المواطنين لإثبات حقوقهم، وكذلك تم عمل تخطيط للمنطقة وتم عمل مسابقة لوضع تصميم للمنطقة للوصول إلى أفضل تصور، إلى جانب لجان تستقبل السكان لاستطلاع آرائهم هل يريدون البقاء أم الرحيل وفقا لأوضاعهم القائمة، وكان المشروع قد توقف قليلا فى الفترة الأخيرة بسبب المفاوضات مع الأهالى وأصحاب المحلات لكننا عدنا بالتنسيق مع وزارة الإسكان لاستكمال الإجراءات تمهيدا لتنفيذ خطة التطوير.

كلمة أخيرة توجهها للدكتور جلال سعيد ورؤساء الأحياء والمواطن القاهرى؟

الدكتور جلال سعيد أخ عزيز وفاضل وعلى اتصال دائم به وقد بذل جهدا كبيرا فى تطوير القاهرة ونحن نكمل ما بدأه وأعلم أنه سوف ينجح ويضيف إلى وزارة النقل. وأقول لرؤساء الأحياء: أعلم أنكم تعملون بجهد كبير ولكن وحدكم لن تستطيعوا تحقيق النجاح لذلك يجب تشغيل المنظومة بالكامل داخل الحى والعمل بروح الفريق الواحد. أما المواطن المصرى فأقول له إن مدينتك القاهرة مدينة عظيمة بها أصالة مصر وعبق التاريخ وتستحق منا المحافظة عليها ونظافتها.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
 
الاسم
 
عنوان التعليق
 
التعليق