رئيس مجلس الادارة

أحمد السيد النجار

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

طلعت جركن .. وحكاية صمود
مائة يوم فى مستشفى السويس تحت الحصار

إسماعيل العوامى
لا تزال حرب أكتوبر المجيدة تبوح بالعديد من قصص البطولة والفداء للوطن ، من بين هذه القصص ما قدمه أطباء مصر خلال الحرب ، وكانوا مثالا للتضحية والفداء حيث لبى الكثير من اساتذة وعمداء كليات الطب فى مختلف الجامعات المصرية نداء الواجب وهرعوا الى مدينة السويس لأداء واجبهم الوطنى ونظموا القوافل الطبية حتى يتمكن كل منهم من المشاركة

فى علاج المصابين جراء المعارك الحربية وعانى الأطباء المصريون الذين تحملوا الكثير بسبب تزايد اعداد المصابين خلال المعارك حتى انهم واصلوا العمل بالليل والنهار وكانت بعض العمليات الجراحية تجرى داخل العنابر لضيق غرف العمليات

ومن بين هؤلاء د. محمد طلعت عز الدين رئيس جمعية صمود السويس والذي بدأ حديثه عن حصار السويس الذى استمر لمدة 107 أيام.

يقول الدكتور محمد طلعت عز الدين أنه من 22 اكتوبر عام 1973 وحتى 19 يناير 1974 انتدبت للعمل بمستشفى السويس العام فى 19 اكتوبر 1973 وفى يوم 22 اكتوبر فؤجئنا بطائرات العدو تدك مدينة السويس الباسلة ونتج عن تلك الغارات إصابة 500 جريح فى يوم واحد في الصباح ، وفى المساء تقدمت 32 دبابة للعدو الاسرائيلى إلى مدخل المدينة الباسلة ، وقابلتها المقاومة الشعبية بقيادة الشيخ حافظ سلامة ومنظمة سيناء ومنظمة الشباب وتم القضاء على تلك الدبابات جميعا فما كان من العدو الاسرائيلى إلا أن طبق الحصار على المدينة بالكامل ومن ضمنها المستشفى العام وقام الدكتور سمير شوكت مدير المستشفى بالخروج مع المقاومة لقتال العدو وترك لى المستشفى ومعى 100 طبيب و80 ممرضة و100 من العاملين وحملني المسئولية عن جميع العاملين وقطع العدو عنا المياه والغذاء فقمت بتخفيف محلول الجلوكوز وشربنا منه تلك الليلة كما قمت فى تلك الليلة بالبحث عن بئر سيدى الغريب القريب من المستشفى وتم تشغيلها رغم أنها كانت مهجورة منذ سنوات كما استطعنا أن نصد الهجوم على المستشفى ووجدنا 28 جثة لجنود الاحتلال قمنا بإدخالها المستشفى وملأت 60 جركن مياه من البئر لدرجة أنهم أطلقوا على طلعت جركن

ويستطرد د. طلعت عن وقائع تلك الأيام فيقول قمنا بإعطاء اليهود 6 جثث من الـ 28 فسمحوا لنا بإدخال المياه والطعام وجبة واحدة فى اليوم وكذلك تشغيل محطة المياه وذهبت واحد الجنود على فناطيس المياه فقابلنا أهل السويس فأعطيناهم معظم المياه التى معنا ، وحصلنا على القليل، وذهب المجند ثاني يوم واحضر مياه مجارى وشربنا منها وربنا سلم

وأضاف في اليوم التالي سلمنا 22 جثة لليهود مقابل ذهاب الجرحى للقاهرة وإحضار الأكسجين والدم لمن يصاب في المعارك وتعمد اليهود افساد الدم وتركه في الشمس حتى لا يصل إلينا سليما كما كانوا يقومون بتفريغ اسطوانات الأكسجين واستمر الوضع لمدة 103 أيام حتى اتفاقية فض الاشتباك . وخرجنا من السويس يوم 29 يناير وقامت نقابة الأطباء بتكريمنا ومنحنا الميدالية البرونزية فقمنا بعمل جمعية صمود السويس منذ ذلك الوقت لنساعد الاهالى ومازالت مستمرة حتى الآن والدولة والمحافظ يقدمان لها جميع التسهيلات.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
 
الاسم
 
عنوان التعليق
 
التعليق