رئيس مجلس الادارة

أحمد السيد النجار

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

أول معجم فى العصر الحديث للمؤرخين العرب

نجوى العشرى
هذا هو أول معجم لمؤرخى التاريخ العربى فى العصر الحديث، وأحدث أعمال د. مصطفى عبد الغنى المنشورة. وهو محاولة – فى جزءين - تواجه كما يقول المؤلف اهتماما كبيرا فى التعامل معها، وهو اهتمام يتحدد فى البحث عن نمط المؤرخ الحديث فى مرآة الحاضر، وحيويته،

ففى مواجهة هذا المؤرخ الإيجابى اليوم تتماهى فى أوراقنا ومراجعنا وماتزال - صورة هذا المؤرخ العربى كما عرفناه– بعيدة عن الخيال العلمى والشعبي، فبعد أن كان لدينا فى التاريخ العربى والإسلامى المؤرخ اللغوى والإعلامى والشعبي، نحن اليوم أمام المؤرخ الرمز- المثال.

الواقع أننا أمام محاولة إنجاز أول معجم يسعى إلى الإسهام فى رصد منهج المؤرخين -بالمعنى العلمي- وليس بالمعنى العام، فالنظرة العامة لتاريخنا المعاصر ترينا أنه يخلو تماما من مثل هذا الجهد، رصد المؤرخ وبسط المنهج العلمى له وعلاقاته الشخصية والعلمية بغيره من المؤرخين ومن الأحداث مما يؤثر فى – وعن – تناوله.

إننا أمام طرح فرضيات جديدة يضعها د.مصطفى عبد الغنى فى الاعتبار حين نعيد النظر فى ثقافة المؤرخ المعاصر عبر «علم تاريخ» جديد يستخدم فيه -كما يلاحظ البعض- ما يمكن أن يسمى بالتاريخ الرقمي. فمن الطبيعى أن تكون لتكنولوجيا المعلومات أهمية خاصة بالنسبة إلى مجال معرفى مثل التاريخ، يقوم على أساس دراسة مصادر المعلومات على اختلاف أنواعها، وبفضل هذه التكنولوجيا انفتحت أرشيفات تاريخ العالم أمام البحث التاريخي، وقد بزغ إلى الوجود ما يعرف «بالتاريخ الرقمي» الذى سيحيل –كما يرصد د. نبيل على فى كتابه المهم عن مجتمع المعرفة – ما سبقه من مناهج إلى متاحف ما قبل التاريخ ويورد لنا البعض أمثلة كثيرة لاستخدام التاريخ الرقمى - دعم للدراسات الكمية الإحصائية - كما فى علم السكان التاريخى والتنقيب فى مناجم البيانات فضلا عن الأرشفة الإليكترونية وإعادة كتابة التاريخ) إلى غير ذلك من الأمثلة التى نجدها فى حضور هذا العالم الافتراضى الجديد وغياب المؤرخ العربى الحديث. ويحاول المؤلف هنا التأمل فى «حالة» المؤرخ العربى وآلياته واجتهاداته فى زمن تغيب عندنا المراكز البحثية خاصة والتاريخية على وجه الخصوص وعنف أدوات الإمبريالية فى تشكيل أدوات المؤرخ العربى فى زمن تمركز الحضارة الغربية خارج المنطقة العربية فى وقت تتعاظم فيه مناهج التاريخ الحديث التى لا نقترب منها بشكل كافٍ من مثل المنهج الكمى الإحصائى والمنهج المقارن، ومناهج مدرسة الحوليات Ecole des annales والتاريخ الاقتصادى الجديد The New Economic ونظريات فوكو.

هذا وغيره يلقى الضوء على أدوات المؤرخ العربى ودرجات تعايشه مع الواقع ومواقفه منه. كما أنه حرص فى المعجم على تدوين عدة ملاحظات منها: حياة المؤرخ وأهم أعماله وعلاقة الأعمال بعضها ببعض ثم المنهج الذى ينتمى إليه وقد عمد لتأكيد هذا المنهج منذ البداية، فقد استبدل بفهرس المؤرخين تبعا للقب فى البداية المؤرخين تبعا للاسم الحقيقي، فبداية التعرف على المؤرخ بالاسم الحقيقى هو ما يوفر اقتناع مؤداه أننا نقوم بالبحث والعثور فى التاريخ الحديث على الاسم قبل اللقب وهو الشكل الغالب عل مؤرخينا، فى وقت لم يهمل ذكر المؤرخين مرتبة تبعا للألقاب، فتم تدوينها فى الملحقات ليحسن العود للمؤرخ الذى يحمل اللقب وهذا المعجم استوعب عشرات من أسماء المؤرخين وأعمالهم ومناهجهم والمرجعيات التاريخية والعلمية، أما فى ترتيب أسماء المؤرخين اعتمد فى تحديد اسم المؤرخ على ما اشتهر به صاحبه فعلى سبيل المثال عبد الرحمن الجبرتى يجيء فى الترتيب الألفبائى فى حروف العين أما فى ترتيب الاسم واللقب فيأتى فى حرف الجيم.



الكتاب: معجم مؤرخى التاريخ العربي

المؤلف: د. مصطفى عبد الغني

الناشر: الجوهرة للنشر والتوزيع 2016

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
 
الاسم
 
عنوان التعليق
 
التعليق