لم تكن استراحة الرئيس الراحل محمد أنور السادات بمنطقة وادى الراحة فى سانت كاترين مجرد مكان للإقامة أو الاستجمام أوالتعبد والاعتكاف فى شهر رمضان ، بل تروى تاريخ زعيم حقيقى قاد فترة عصيبة من تاريخ الوطن.
أحمد أبو راشد الجبالى شيخ قبيلة الجبالية البالغ من العمر 44 عاماً ، كان يشاهد طائرة الرئيس الراحل وهى تهبط فى وادى الراحة بسانت كاترين المواجه لمنطقة الوادى المقدس، قادمة من مطار الماظة العسكرى وكان عمره فى ذلك الوقت 7 سنوات فقط، ويقول: «كنت أرى رجال القوات المسلحة وسلاحى الحرس الجمهورى وحرس الحدود يقومون بتأمين زيارة الرئيس للمنطقة حيث كانت أول زيارة له فى 25 نوفمبر من عام 1979 بعد عودة سيناء إلى أحضان الوطن، وكان أول من تسلم سانت كاترين . وحرص السادات على مشاركة مشايخ القبائل البدوية قاطنى جنوب سيناء لترسيخ الانتماء الوطنى . وهنا فى وادى الراحة ، حرص أيضا على الإقامة داخل منطقة أطلق عليها فى السابق مجمع الأديان حيث أقيمت له استراحة من الأخشاب تبلغ مساحتها نحو 150 مترا مربعا ، تضم غرفة نوم ومطبخا وحماما ومكتبا وقاعة طعام ، ومازالت الاستراحة موجودة لكنها للأسف فى وضع سيئ حيث أتت العوامل الجوية على معظم أركانها كونها من الأخشاب، وألقى سريره النحاسى فى أحد المخازن ، وتم إغلاق المزار أو المكتب الصغير الموجود حالياً ولا أحد يستطيع زيارته إلا بعد الحصول على تصريح من مدير إحدى القرى السياحية».
ويتابع الجبالي: «عقب وفاة الرئيس تم تحويل الاستراحة إلـى مزار سياحى ثم تحولت الى مكتبة صغيرة تضم بعض مقتنياته وهى عبارة عن صور التقطت له فى سانت كاترين وسجادة الصلاة والتليفون الذى كان يباشر من خلاله أعماله ومكتب صغير ومقعد عريض والبايب والكتب الخاصة به ، وتم تغيير اسم المنطقة بعد ذلك من مجمع الأديان الى وادى الراحة» .
وأضاف: «الرئيس الراحل كان يأتى لزيارة سانت كاترين فى العشر الأواخر من شهر رمضان للاعتكاف ويزور الدير والأماكن المقدسة وكانت رؤيته لمدينة سانت كاترين هى تحويلها إلى مركز عالمى للديانات السماوية الثلاث، وكان قد انتهى من إعداد دراسة إنشاء المجمع ، لكن الفكرة اختفت وأسدل الستار عليها عقب وفاته مباشرة، لتظل مجرد حلم يرى الكثير حالياً أنه أن الآوان لتنفيذه».
رابط دائم: