يبدو أن هناك عقدا ضمنيا منذ أمد بعيد جدا، وأن كان هذا غير مكتوب، يقضى بضرورة ربط أو توظيف الفيلم الكوميدى بموضوع القيام بمهمة وطنية، وقد شاهدنا ذلك كثيرا فى أفلامنا القديمة مثل أخطر رجل فى العالم بجزءيه للفنان القدير فؤاد المهندس، وكنا نظن أن هذه الظاهرة قد توقفت عند هذا الزمن !
ولكن يبدو أنه لا شيء عندنا ينتهى أو يتوقف خصوصا السلبيات، بدليل أن تلك الظاهرة ظلت موصولة على صعيد كل الأزمنة ومع جميع الأجيال من النجوم فشاهدناها مع أحمد حلمى وفيلمه ميدو مشاكل، ثم محمد سعد فى فيلم كتكوت، وكانت أيضا مع أحمد مكى فى لا تراجع ولا استسلام وغيرها من الأفلام سواء السابقة وبالتأكيد ستظل موجودة حتى فى أفلامنا اللاحقة , ويرجع هذا فى الأساس لوجهة نظر صناع الأفلام عندنا الذين يظنون خطأ أن من خلالها تنفجر المواقف الكوميدية!
وفيلم «حملة فريزر» والذى تم التأكيد مرارا وتكرارا أنه ليس له علاقة بالحملة التاريخية الشهيرة والمعروفة بنفس الاسم والتى دارت أحداثها فى رشيد خلال الفترة بين 1807 إلى 1809 عندما استطاع شعبها سحق العدوان الانجليزي، يحمل فى طياته نفس التيمة المستهلكة دوما إلا أنه ومن جانب آخر استطاع أن يكسر هذا التكرار بطرحه لفكرة جديدة تتمثل فى موجة الصقيع التى أصبحت تضرب بلادنا وبضراوة فى الآونة الأخيرة !
حيث تكلف إحدى الجهات الأمنية إسناد إحدى المهمات الوطنية لأشد الناس سذاجة أو غباوة والتى يمثلها هنا الممثل المغمور «مديح البلبوصى» أو شيكو، ويتم ذلك من خلال عمل فيلم وهمى وتشاركه البطولة ممثلة الإغراء المغمورة أيضا تباهى نسرين أمين، بينما يقوم بالإخراج الضابط سراج الدين «هشام ماجد» على أن يتم التصوير فى إيطاليا وذلك بهدف الحصول على الجهاز الموجود بها والذى من شأنه مكافحة هذه الموجة الباردة التى لم نشهدها من قبل!
ولأن الضرورة الدرامية كانت تستدعى فرض مساحة للداخل قبل السفر إلى الخارج لكى يطرح من خلالها الجو العام الذى أصبحنا نعيشه، وقد نجح المخرج سامح عبد العزيز فى تقديم بعض التفاصيل بشكل كوميدى وعن طرق إدخال بعض الحيل أو الخدع السينمائية لحالة الصقيع العام الذى آلت إليه أحوال البلاد بسبب بهذه الموجة التى كادت من شدتها تدخلنا إلى العصر الجليدي!
ومن الواضح أنها أصبحت عادة ملازمة لأفلامنا ومن ضمنها حملة فريزر الذى جاء الجزء الأول أفضل من النصف الثانى منه، وأن كان هذا لا يقلل من جاذبية وبهجة الصورة وبعض مشاهد الاكشن التى تم تصويرها فى كرواتيا باعتبار أنها إيطاليا !
ولم ينس الفيلم أنه وطالما أحداثه تدور فى إيطاليا فلابد أن توجد المافيا فى المقابل طبعا !
عموما نحن أمام فيلم عادى مثل بقية أفلام موسم العيد تقريبا ينتمى للنوع التجارى ولا يسعى إلا لإيجاد الضحكة والبحث عن الايفهات حتى لو كانت جنسية و«الغريب أن الفيلم يندرج تحت بند تصنيف الاشراف العائلى»!
وعلى الرغم من كل تلك السلبيات إلا أنه لم يكن مسطحا أو مهلهلا والأهم أنه ليس مسفا على الإطلاق، بل جاء بشكل كوميدى خفيف مطعم بقليل من الفانتازى وذلك بفضل سيناريو ولاء شريف، بينما الذى صاغ فكرته كان ثنائى الفيلم شيكو وهشام ماجد بعد انفصال ثالثهما أحمد فهمى عنهما وذهب كل فى طريق !
وبالتالى فإذا أخذنا الفيلم على هذا المحمل فهو ناجح فى هذا الإطار، أما أبعد من ذلك فأننا نكون قد حملناه ما لا طاقة له به !
رابط دائم: