رئيس مجلس الادارة

أحمد السيد النجار

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

بصمات الحياة

الحياة مدرسة كبري فيها العبر والدروس وهي بانوراما تزخر بالمواقف

والأحداث وبعض الناس يتركون بصماتهم بالسلب أو الإيجاب، وإليكم بعض هذه البصمات:

> علي الرغم من أنه قد ترك منصبه المرموق منذ سنوات بعيدة، فلقد شارك في جنازته اعداد غفيرة من مرءوسيه الذين بدا عليهم حزن صادق لا تخطئه العين، ولم لا وقد أحبه الجميع فقد كان إنسانا دمث الخلق نزيها وعادلا لم يسأل يوما أين القوة ولكنه كان دائما يسأل أين الحق؟

> في زيارة لماليزيا دخلت مع زميل مصري أحد المحال لكي يشتري عقدا من اللؤلؤ الصناعي لابنته، ولما سأل البائع عن سعره اجابه: خمسمائة «رنجيت» فاندهش الزميل لارتفاع السعر، فرد صاحب المحل: انه لؤلؤ طبيعي فزادت دهشة الزميل إذ كيف يكون سعر اللؤلؤ الطبيعي منخفضا علي هذا النحو. هنا قال صاحب المحل: انه طبيعي ومستخرج من بحر الصين وليس من المحيط ولذا فان جودته أقل، وتذكر يا سيدي انني مسلم والمسلم لا يكذب ولا يغش.

> كان مفوها بدرجة لافتة ففي مقدوره تطويع الكلمات ونسج العبارات الرنانة، ولما تبوأ مركز القيادة في المؤسسة التي يعمل بها لم يقدم شيئا البتة مما كان يتشدق به.. انه يجيد القول لا الفعل.

> في لقاء مفتوح قال رجل الأعمال الشهير انه يستعين بخبراء إسرائيليين في مزارعه، ولما سئل: كيف هذا ومصر زاخرة بالخبراء؟ قال الإسرائيليون أكفأ، وأنا رجل أعمال هدفي الرئيسي الربح وعلي استعداد للتحالف مع الشيطان من أجل تحقيقه!

> وهو في قمة نشاطه وعطائه العلمي داهمه مرض عضال فتعامل معه برباطة جأش أذهلت كل من حوله وقرر أن يستثمر أيامه الباقية في حفظ ما تيسر من القرآن الكريم وتحقق له ذلك وأوصي بأن يؤم صلاة الجنازة علي جثمانه من قام بتحفيظه القرآن.

> هاجر إلي الولايات المتحدة الأمريكية وعاش فيها خمسة وعشرين عاما ثم قرر العودة إلي مصر والاستقرار فيها.. الشيء المبهر أنه لم يفقد عشقه اللغة العربية فهو ينطقها دون «رطانة» أمريكية ويكتبها دون أن يقع في خطأ لغوي أو نحوي واحد.

> تم بفضل الله ثم فضل أستاذه عليه ابتعاثه إلي الخارج، وقرر الاستمرار هناك بعيدا عن مصر ونسي مع استمرار بقائه هناك أشياء كثيرة كان علي رأسها الوفاء لمصر ولأستاذه.

> بعد حصوله علي الدكتوراه من الولايات المتحدة الأمريكية قرر العمل باحدي الجامعات الخليجية وعدم العودة إلي مصر، وبعد عشرين عاما تم الاستغناء عنه.. عاد إلي مصر وهو يتمني العمل حتي دون راتب ـ ثم دخل في اكتئاب انتهي بوفاته في سن مبكرة.

> كان الأول علي دفعته علي مدي سنوات الدراسة الجامعية علي الرغم من ظروفه الصعبة بعد وفاة أبيه مما اضطره إلي العمل اليدوي في مجالات شتي، ولم يعين معيدا لأسباب شخصية ولكنه بعد سنوات من الكفاح عاد إلي جامعته عميدا لاحدي كلياتها.

> قابلته في رحلة الحج.. رجل مسن من بدو مطروح عمره خمسة وسبعون عاما مثقف بشكل لافت عاشق لمصر، ويدعو لها دائما بكل الخير، ولكنه يدخن خمس علب سجائر، أي مائة سيجارة كل يوم وكان يتهكم عند تدخين كل سيجارة وهو يقول (نو سموكينج)!

> منح الله بعض الناس «الكاريزما» فاعتقدوا انهم فوق البشر وحولوا الكاريزما إلي نرجسية «الاعجاب بالذات» فمن رابع المستحيلات أن يعتذروا لأي إنسان أخطأوا في حقه، أما من أخطأ في حقهم حتي بدون قصد فالويل والثبور وعظائم الأمور في انتظاره فكرامتهم أهم من كرامة كل البشر.

> كان بيروقراطيا بامتياز يتلذذ باصطياد الثغرات التي توفر له ذريعة لوقف المراكب السايرة كما يقال، وكشفت الأيام تورطه في واقعة فساد إداري من العيار الثقيل فإذا به يقلل منها بشكل ممجوج.. انه يري القذي في عيون الناس ولا يري الجذع في عينيه.

> هو رجل أعمال عصامي يتعامل مع مرءوسيه بحس إنساني لافت فهو يشاركهم أفراحهم واتراحهم، بيد أن أحد العاملين لديه غدر به حين سرب إلي تشكيل عصابي أنه سوف يصرف نحو نصف مليون جنيه من البنك، تمكن التشكيل العصابي تحت تهديد الأسلحة الآلية من سرقة المبلغ وأصابوه إصابة خطيرة نجا منها بفضل الله، ولم يتغير الرجل وظل علي حاله مع مرءوسيه بل ورعاية أسر من يتوفي منهم.

د.محمد محمود يوسف

أستاذ بزراعة الإسكندرية

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق