رئيس مجلس الادارة

أحمد السيد النجار

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

دير «جبل الطير»

كنت برفقة بعض الاستشاريين الهولنديين المتخصصين لتفقد عدد من قرى محافظة المنيا التى تعانى مشكلات الصرف الصحي،

وشاء القدر أن نخصص الوقت الأكبر لقرية «دير جبل الطير» لكى نرى بأعيننا الدير المقدس، والخطر الكبير الذى يحيط به نتيجة تسرب مياه الصرف الصحى اليه من خلال صخور الحجر الجيرى إذ إنها تهدد الكهف الأثرى الموجود داخله بالانهيار، وقد تحدثت مع المطران القائم على رعاية المكان المقدس بصراحة، وذكرت له مخاوفى ومخاوف العلماء الهولنديين ورددت على مسامعه ما قاله باولو كويهلو فى رواية «الكيميائي» عن أننا قد نذهب إلى أماكن مرة واحدة فى العمر وكذلك نقابل أشخاصا مقابلات عابرة، ونحن نحمل لهم رسائل محددة، ويجب على المتلقى أن يحسن استقبال وفهم لغة الإشارات والرسائل التى تأتى من الأغراب فى الوقت المناسب. إن قرية دير جبل الطير بمركز سمالوط بمحافظة المنيا، يوجد بها دير العذراء، الذى بنى فوق الكهف المقدس الذى لجأ إليه أفراد العائلة المقدسة فى أثناء فرارهم إلى مصر ورحلتهم المقدسة حيث وجدت العائلة ملجأ لمدة ثلاث ليال، كما أن هذا الدير يستقبل نحو مليونى زائر، مسيحيين ومسلمين، خلال أسبوع واحد كل عام، مما يمثل عبئا إضافيا لضرورة استخدام وصرف كميات مهولة من المياه فى وقت قصير جدا، مما يمثل تحديا لتكنولوجيا المعالجة، كما أظهرت الأبحاث التى قمنا بها أن الكهف يوشك على الانهيار، ليس بسبب العمر، ولكن نتيجة تسرب مياه الصرف الصحى غير المعالجة إلى باطن الأرض، وهذا الوضع يمثل خطرا على استمرار وجود الكهف والدير المقام على حافة الهضبة الجيرية، ويطل من ارتفاع شاهق على نهر النيل فى منظر بديع، ولكنه معرض لخطر شديد بسبب عدم استقرار الأرض، ولنا فيما حدث فى القاهرة عام 2008 من انهيارات فى الهضبة الجيرية ودمار المنازل وهلاك الأنفس (نحو مائة حالة وفاة) عظة ودافع للتحرك السريع. إن التقرير الكامل للدراسة التى تمت على دير جبل الطير موجود الآن على أرفف جامعة فاخنجن الهولندية، وبه تصميم بسيط بتكلفة رخيصة لمعالجة مياه الصرف الصحى بالقرية وإعادة استخدامها للأغراض الزراعية، أما التكنولوجيا المقترحة فتستفيد من طبيعة الأرض وفرق الارتفاع فى الموقع وتستخدم المواد المحلية مثل كسر الحجارة والنباتات الطبيعية فى عمليات المعالجة وتستمر عملية التنقية عند سفح المنحدر، مع تحويل المخلفات الصلبة إلى سماد واستخدام المياه المعالجة فى زراعة الأراضى الصحراوية المحيطة، إن تنفيذ تكنولوجيا المعالجة المقترح له أكثر من فائدة بجانب حماية الدير المقدس، ومن هذه الفوائد تحسين صحة القرويين وزراعة الأرض الصحراوية، والسؤال: متى يتم تنفيذ هذا الاقتراح.

د. كمال عودة غديف
جامعة قناة السويس

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق
  • 1
    مهندس خليل اسحق
    2016/10/03 14:30
    0-
    0+

    اتسمع
    ليت هناك من يستجيب
    البريد الالكترونى
    الاسم
    عنوان التعليق
    التعليق