مشروع لعصام

وحصل مثل إخوته على مؤهل متوسط، وعمل نقاشا، ومرت السنوات، وتزوج وأنجب ثلاثة أبناء، ويقيم وأسرته فى بيت صغير من الطوب اللبن، مساحته 40 مترا، وكانت حياتهم تسير بشكل طبيعى مثل أى أسرة بسيطة، وفجأة أصيب بآلام شديدة، فتوجه إلى المستشفى، وأجريت له الفحوص الطبية وتبين إصابته بضمور فى الحبل الشوكى العنقى، ووجود تليف وكدمات فى فقرات الرقبة، وخضع لجراحة لاستئصالها، وأوصاه الطبيب بالراحة التامة، وما ان تحسنت حالته قليلا، ذهب لاستئناف عمله، ولكن رفضه صاحب العمل لضعف صحته وعدم قدرته على مزاولة مهنته.. فى هذه الأثناء حاولت زوجته مساعدته فى تدبير نفقات الأسرة، فاتخذت جانبا من الشارع الذى يقيمون به لبيع الخضار للمارة وأهالى قريتهم، ولكنها لم تستمر فى عملها طويلا، إذ أصيبت هى الأخرى بمرض الزئبة الحمراء، ومنعها الأطباء من التعرض للشمس، وتحتاج إلى أدوية بصفة مستمرة تصل فاتورة علاجها إلى أربعمائة جنيه شهريا.

وهكذا ضاقت به الحال، خاصة أنه فقد مصدر دخله، وزوجته مريضة، وأولادهما فى مراحل التعليم ويحتاجون إلى مصاريف دراسية ومتطلبات معيشية، وجالت فى خاطره فكرة عمل مشروع تربية أرانب فوق سطح منزله الصغير، وبالفعل بدأ فى تنفيذها، إذ بنى غرفة من الغاب وألواح الخشب القديم، وتنقصها بطارية الأرانب، وبعض التجهيزات الأخرى لاستكمال مشروعه، وكل ما يرجوه مساعدته فى شراء الأرانب كنواة لمشروعه.. فهل يجد من يسانده؟!.

إيناس الجندى