سجلت حركة السياحة الوافدة الى مصر من يناير حتى شهر أغسطس الماضى نسبة تراجع غير مسبوقة تصل الى 50% فى الأعداد و70% فى عدد الليالى السياحية مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي،وتمثل دول المانيا-السعودية-أوكرانيا-السودان-ليبيا-إنجلترا-إسرائيل-أمريكا-الأردن-الصين اهم 10 دول مصدرة للحركة السياحية الى مصر،فى حين تراجعت الأسواق الأوروبية بنسبة تصل الى 71%.
أجمع خبراء السياحة على انه كان من الممكن أن يقل نزيف الخسائر التى لحقت بقطاع السياحة خلال العام الجارى بسبب تراجع الحركة الوافدة من الأسواق التقليدية مثل انجلترا وروسيا وإيطاليا.. إذا ما تم الاهتمام بالدول التى ما زالت تعتبر مصر مقصدها السياحى الأول مثل أوكرانيا وبولندا واسبانيا ..أو بفتح أسواق جديدة تعوض نسب التراجع فى الحركة غير المسبوقة..مثل أوروبا الشرقية والهند أوغيرها من الدول التى تصدر أعدادا كبيرة للدول السياحية المنافسة..وهذا بالفعل ما كانت تقوم علية محاور وزارة السياحة لإعادة الحركة السياحية..ولكن ما حدث فعليا خلال الست أشهر الماضية كان عكس ذلك تماما فقد اقتصر الاهتمام على الأسواق التقليدية التى سيطرت على صناعة السياحة فى مصر سنوات طويلة..الى الدرجة التى أصبح فيها قطاع السياحة بأسره رهينة بقرار من موسكو أو لندن.
يقول الدكتور حمزة أحمد الخبير السياحى بإحدى الجامعات الأمريكية إن مصر أهملت أسواقا سياحية كثيرة وواعدة كانت من الممكن أن تنقذها من حالة الركود التى وصلت اليها وذلك مثل التشيك والمجر وسلوفانيا وبولندا والمجر ورومانيا وصربيا والهند..مؤكدا أن إمارة دبى التى لا تمتلك مقومات سياحية تقليدية استطاعت بسياستها التسويقية أن تجتذب من الهند وحدها خلال الربع الثانى من هذا العام ما يقرب من 1.3 مليون سائح وهو الرقم الذى جعلها فى صدارة الدول المصدرة للحركة السياحية..وجاءت السعودية فى المرتبة الثانية محققه 1.2 مليون سائح...فى حين أن مصر لم تستطع حتى شهر أغسطس الماضى جذب أكثر من 64 ألف سائح من الهند وهو رقم هزيل جدا كان من الممكن أن يتضاعف الى عشرة أضعاف حال الاهتمام به بإطلاق حملات ترويجية ضخمة ودعوة صحفيين وإعلاميين وخلق فعاليات داخل المدن الهندية نسلط من خلالها الأضواء على ما تمتلكه مصر من مقومات سياحية ساحرة.
السودان تحتل المرتبة الثالثة
وكشف الدكتور حمزة عن آخر إحصائيات السياحة المصرية حتى شهر اغسطس الماضي..حيث احتلت دول المانيا-السعودية-أوكرانيا-السودان-ليبيا-إنجلترا-إسرائيل-أمريكا-الأردن-الصين الدول العشرة الكبرى المصدرة للحركة السياحية الى مصر..مشيرا الى أن هذه الدول مجتمعة حققت ما يقرب من 2 مليون سائح..وان إجمالى الحركة وصل الى 3.5 مليون سائح بنسبة تراجع تصل الى 50% عن نفس الفترة من العام الماضي..متوقعا ان ينتهى هذا العام بحصول مصر على 6 ملايين سائح على أقصى تقدير..إذا ما سمحت موسكو بعودة سائحيها خلال الموسم الشتوي.
مضيفا أن هذه الإحصائيات أيضا كشفت عن كارثة تمس الدخل السياحى الذى يعتمد على الليالى السياحية التى يقضيها السائحون فى المقصد..حيث وصلت حتى شهر أغسطس الماضى الى 20 مليون ليلة سياحية فقط فى حين انها حققت خلال نفس الفترة من العام الماضى أكثر 63 مليون ليلة سياحية..وبذلك تكون نسبة التراجع لا تقل عن 70%.
وقال إن إهمالنا لأسواق واعدة كانت من الممكن أن تسد العجز الناتج عن تراجع السياحة الأوروبية ..انعكس على حجم الحركة الواردة منها..حيث لم تحصل مصر خلال هذا العام وحتى اغسطس الماضى من اسواق ماليزيا واندونيسيا والهند مجتمعة على أكثر من 90 ألف سائح محققة بذلك نسبة تراجع تصل الى 50% عما تم تحقيقه خلال نفس الفترة من العام الماضي...مضيفا أن بولندا كذلك تراجعت بنسبة تصل الى 41%..واسبانيا بنسبة تصل الى 33%.
وفى تحليله لاستمرار تراجع الحركة السياحية الى أرقام غير مسبوقة كما أكدت الأحصائيات..يقول الخبير السياحى محمد فتحي..إن مصر تمتلك مقومات سياحية تجعلها على رأس دول العالم المستقبلة للحركة السياحية..ولكن المسئولين خلال السنوات الماضية وقعوا فى خطأ الاعتماد على أسواق محددة ..ومع مرور السنين أصبحت هذه الدول تتحكم فى حجم الحركة السياحية الوافدة الينا..
مضيفا ان اعتماد مصر على السياحة الأوروبية بنسبة 80% من حركة السياحة الوافدة أدى الى تلك الهزة العنيفة للأقتصاد وللسوق السياحية مؤكدا ضرورة فتح اسواق جديدة مثل الهند ودول امريكا اللاتينية والشرق الأقصى ..وان تقوم وزارة السياحة بدعم شركات الطيران الوطنية سواء كانت تابعة لوزارة الطيران او للقطاع الخاص المصري..من اجل توفير شبكة ضخمة من الرحلات تغطى هذه الدول وذلك بالتوازى مع ما تقوم به من دعم لشركات الطيران الأوروبية.
وقال إن دول اوروبا الشرقيه مثل التشيك المجر سلوفانيا بولندا على سبيل المثال تحتاج الى اهتمام ورؤية مختلفة خاصة حال توافر وسائل ناقلة..مؤكدا انه يعلم ان وزارة الطيران عرضت توفير طائرات لتسيير رحلات من دول واسواق جديدة بهدف عدم الاعتماد على شركات الطيران التقليدية التى تحصل على دعم صندوق السياحة..لافتا الى انه من الممكن ان ندعم الطيران المصرى بنفس المبالغ ونحدد له الأسواق المستهدفة.
وأشار فتحى الى التجربة التركية التى استطاعت أن تمتلك نسبة كبيرة من حركة السياحة العالمية بفضل إمتلاكها شبكة طيران ضخمة تصل الى معظم دول العالم بالإضافة الى امتلاكها بعض طيران الشارتر الأوروبي..مضيفا ان هذا التوجه أخرجها من سيطرة دول بعينها على مقدراتها السياحية واستطاعت أن تستقبل جميع الجنسيات وبنسب كبيرة محققة أعدادا وصلت خلال العام الماضى الى أكثر من 35 مليون سائح..وطالب بأن تقوم مصر بالأستفادة من هذه التجارب وأن تنفذ حملات ضخمة فى ألأسواق غير التقليدية حتى نخرج من سيطرة دول أوروبا وروسيا.
رابط دائم: